الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشعور بالإحباط وكيفية معالجته

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أريد استشارتكم في موضوعي هذا، وأتمنى ألا تهملوا رسالتي.
أعاني من القلق والتوتر، والاكتئاب النفسي منذ الصغر وأشعر دائماً بالخوف من مواجهة أي شيء، وأعاني من كثرة التردد وعدم اتخاذ أي قرار، وعدم الثقة بالنفس، وأشعر بالضعف وأن الناس تحتقرني، وعصبي في أحيان كثيرة.

وأشعر بالإحباط الشديد بسبب الفشل في الدراسة، وفي أعمالي الحرة، ولا يوجد لدي أصدقاء، وإخواني ووالدي ووالدتي يقطعونني فترات طويلة؛ شهور أحياناً، ولا أستطيع أن أواصل في أي عمل، ويوجد لدي إمساك مزمن من زمن طويل، وغازات ‏بشكل غير طبيعي‎، وصداع شديد أحياناً كثيرة، وحرقان وحموضة من سنوات، عمري الآن 41 سنة، حياتي مضطربة جداً.

ولدي مشاكل كثيرة وأي مكان أكون فيه تأتيني المشاكل، شكاك، مهزوم، أشعر أني فارغ من الداخل، سريع التأثر، أشعر بالإرهاق، وأحياناً أشعر بأنني متعب جداً، وأتعب من أي مجهود، ومتقلب المزاج جداً مما أثر في نفسيات أولادي.

تدور في عقلي أفكار غريبة ومرعبة أحياناً، كالقتل أو الطعن، أو الفاحشة، أو الهروب إلى أي مكان، والشعور بالضياع والضعف، وعدم الأمان.
والكلام يطول. آمل مساعدتي حتى أستطيع أن أواصل حياتي البائسة وأحقق شيئاً يفيدني وأولادي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ سعيد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد

فأرجو أن أؤكد لك أن كل هذه الأعراض التي ذكرتها -بالرغم من كثرتها- تنحصر في أنك تعاني من قلق وشعور بالإحباط ووساوس قهرية، هذه الأعراض أو الحالات الثلاثة تكون متلازمة لدى بعض الناس، وينتج عنها -قطعاً- الخوف والرهاب وفقدان الثقة بالذات.

إذن: فالخوف هو ثانوي لشعور القلق والتوتر والاكتئاب، هذه الحالات ربما تكون أن شخصيتك حساسة وتحمل سمات الحساسية –كما ذكرت لك– وأنت وصفت نفسك أنك مكتئب من الصغر، أرجو ألا تفكر مثل هذا التفكير، فمثل هذه السلبية هي في حد ذاتها تؤدي إلى شعور بالسوداوية وعسر المزاج.

لا يمكن أن يكون الإنسان مكتئباً في طفولته، ربما تكون لديه بعض الصعوبات، فأرجو ألا تحكم على نفسك هذه الأحكام السلبية القاسية؛ لأنها لا تفيد –يا أخ سعيد– وسوف تؤدي إلى مزيد من الإحباط، فالماضي يجب أن نتخذه كخبرة نستفيد منها لتطوير الحاضر والمستقبل، وليس أكثر من ذلك.

أرجو -يا أخي- أن تنظر في إيجابياتك، وأن تنظر للسلبيات وتحاول أن تستبدل كل السلبيات بالإيجابيات، وهي إن شاء الله كثيرة جداً في حياتك.

أرجو أن يرزقك الله العمل؛ لأن العمل فوق أنه عبادة فهو وسيلة بأن يشعر الإنسان بقيمته وفعاليته، وهو وسيلة لتأهيل الإنسان، هذا شيء مهم جدّاً في نظري.
الشيء الثالث: هو ألا تراقب نفسك كثيراً؛ بمعنى أنه إذا أصابك بعض القلق أو التوتر البسيط -وهذا يحدث لجميع الناس وهي عواطف إنسانية- لا تكن حساساً حيالها.

رابعاً: أنت محتاج للعلاج الدوائي وسوف يفيدك إن شاء الله كثيراً، والدواء الذي أود أن أصفه لك يعرف باسم زولفت Zoloft، وجرعته هي 50 مليجرام ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم ترفع الجرعة إلى 100 مليجرام –أي حبتين في اليوم– وتستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك تخفضها إلى حبة واحدة –50 مليجرام ليلاً– لمدة ثلاثة أشهر.

صدقني أن هذا الدواء -إن شاء الله- فيه خير كثير لك، فهو مضاد للقلق والتوتر والاكتئاب والوساوس والإحباط، أرجو المحافظة على استعماله وهو أيضاً لا يسبب أثارا جانبية مضرة بإذن الله.

هذا هو الذي أود أن أقوله لك، واتباع الإرشادات السابقة بإذن الله وتناول الدواء سوف يجعلك تشعر أنك أفضل كثيراً.

عليك يا أخي بالتواصل الاجتماعي، عليك يا أخي الجلوس في حلقات التلاوة ومواصلة الأرحام، هذه إن شاء الله تعطي الإنسان صفة يعتبر فيها نفسه بصورة أكبر ويرفع من تقييمه لذاته، مما يشعره إن شاء الله بالقوة والسعادة والدافعية والإيجابية، وأرجو من الله لك التوفيق.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً