السؤال
السلام عليكم..
أين الخلل؟
أنا دكتورة أدرس في إحدى الكليات العملية خارج بلدي ومعي أسرتي، لي ابنتان 12، 14 سنة وقد بلغتا سن التكليف.
أبوهما يحفظهما القرآن منذ بضعة سنوات، وأتمت الكبرى حفظه، والصغرى على وشك أن تتمه.
الأب يعمل في البيت معظم الوقت، ولا يكف عن توجيه النصائح، وتلتزم البنتان بالصلوات في مواعيدها، وغالباً في جماعة في المنزل، ودراستهما تابعة للأزهر الشريف، وكل يوم أثناء الدراسة أو غيرها تراجعان قدرا من القرآن لمدة 2-3 ساعات يومياً.
نحافظ عليهما من مشاهدة أي شيء خارج من التلفزيون، أو أي صداقات غير جيدة، تحافظ البنتان على أدبهما طالما الأب في المنزل، والأب معروف عنه الشدة، وفي نفس الوقت كثير المداعبة والترفيه عنهما، ولا يحرمهما من شيء تشتهيانه، ومع ذلك لا يغفل عقابهما إذا أخطأتا، وهما تحبانه وتخافان منه كثيراً.
شحيحتان فيما بينهما وكثيرتا الشجار، ولا أشعر أن قلبيهما على بعضهما كما يجب أن تكون الأخوات، وقد تم تسفيرهما لأداء امتحان آخر العام، وأقامتا مع جدتهما، فانقلبت أخلاقهما تماماً إلى سوء الأدب، وعدم الطاعة للجدة مطلقاً، والتعامل معها بندية تامة.
على سبيل المثال: أعطيناهما نصائح كثيرة للمذاكرة بعيداً عنا، ومساعدة الجدة كبيرة السن، فلم تلتزما بأي شيء منذ سفرهما، فتركتا المزاكرة بعد أن كانتا تخشيان تضييع الخمس دقائق، وصارتا تسهران على التلفزيون إلى الثالثة صباحا.
ولا تساعدان الجدة في أي شيء، ولا حتى في خدمة نفسيهما؛ بل تريدان الجدة خادمة لهما، وتتكلمان معها ببذاءة؛ خاصة إذا اشتكت لنا، وكان الحل الوحيد لتمر الامتحانات بهدوء هو: التفرقة بينهما، حيث طلبنا من إحدى العمات أن تأخذ إحدى البنتين، وهذا ماكان يحدث في البيت عندنا أيضاً، حيث كنا نفرق بينهما في الغرف لتنتهي المشاجرات بينهما.
ورغم أن الجدة كانت مشتاقة لهما كثيرا؛ لأنها تعيش بمفردها، إلا أنها صارت تبكي لنا منهما في التليفون.
وعند تواجدهما معي، إذا خرج والدهما تتشاجران معا، وأتشاجر معهما لسوء أدبهما ويصير البيت جحيما!
الأب يقول: إني أفسدهما بالطيبة في التعامل معهما، وعدم الوقوف معه في جبهة واحدة عند معاقبتهما، ويقول: إنه يتم ظلمي عامة عند التعامل مع أي أحد في عملي أو غيره وذلك لطيبتي واستحيائي أن أطلب أي شيء من أي أحد.
المشكلة أنهما للأسف كأنهما منافقتان، حيث أنهما مع الوالد شيء، ومعي شيء آخر إذا انفردتا بي، ومع جدتهما أسوأ وأسوأ.
فأين الخلل؟ وما الحل لتكونا طائعتين وحسنتا الخلق معنا أو بدوننا؟
جزاكم الله خيراً.