السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
شكراً لكم على هذا الموقع المميز، وأسأل الله عز وجل أن يجعل ما تقدمونه لنا في ميزان حسناتكم يوم القيامة.
أما مشكلتي فهي:
إنني أشعر بالضيق والحزن من كل شيء حولي، لقد أنهيت دراستي الجامعية قبل ثلاث سنوات ونصف، وإلى الآن لم أحصل على وظيفة، مع العلم أن أغلب الوظائف في بلدي هي وظائف مختلطة، لذلك لا أتشجع بأن أقدم لأي وظيفة منها سوى سلك التعليم الذي لم أحصل من خلاله على وظيفة لكثرة المتخرجين من تخصصي، فمن الصعب الحصول على وظيفة، والمشكلة أنني أشعر أنني بذلك لست سوى فتاة متواكلة، فكل من أعرفهن من صديقات يعملن ويلقين اللوم علي أنني كسولة ولا أبحث عن أي فرصة، وقد عرضت علي في آخر فترة فرصة عمل ميداني وفيه لابد أن أنام خارج بلدي لمده أسبوع بعيدة عن أهلي مما يدخل في نطاق الحرام فرفضت العمل، ولكن أنا أرغب في العمل ليس للنقود وإنما لأنني أشعر أنني أتحطم شيئاً فشيئاً، رغم صلتي الكبيرة بالله عز وجل، ومعرفتي أن الله لا يكتب لي سوى الخير، فأنا أصلي الفرائض والنوافل، وعندي ورد يومي من القرآن، وأحفظ ما تيسر منه وأصوم صيام التطوع والحمد لله، وأسأل الله أن يتقبل أعمالي خالصه لوجهه الكريم، ولكن أشعر أنني بشر مثل كل البشر أرغب في أن يكون لي دور في المجتمع، وأن أسهم في بناءه، رغم أنني أملك بحمد من الله الشكل الحسن والأخلاق الحميدة.
أيضاً لقد تأخر سني بالزواج، رغم أنني أدعو الله دوماً أن يرزقني الزوج الصالح، ومن يتقدم لي لا يحصل هناك اتفاق من ناحية النظرة، وبإصرار من الأهل أوافق على المبدأ والحمد لله ربنا يصرفهم عني بعد أن أصلي صلاة الاستخارة، أصبحت لا أطيق صديقاتي والحديث معهن، فكل واحدة منهن تلقي علي اللوم وأنني كسولة، وأنني وأنني ...، وهناك من يقول لي: أنت تدفعين ضريبة جمالك وغيرها من الكلمات، حتى أصبحت أحب العزلة عن الخروج للناس أو الحديث مع الصديقات، وكل ما أشعر به أنني إنسانة تائهة وضائعة، أرغب في أن أعيش جانب الدنيا، بالإضافة إلى جانب الدين، ولا يمكن أن أقوم بأي نشاطات اجتماعيه، فهكذا طبيعة البلد التي أعيش فيها، أرجوكم أجيبوني.
هل أنا متوكلة أم متواكلة؟ وكيف أخرج من أحزاني وما أشعر به من قلق؟ وجزاكم الله كل خير.