الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية علاج القلق النفسي بالعلاج السلوكي ودواء الفلوكستين؟

السؤال

أعاني من قلق وحزن ورغبة في البكاء أحياناً، ودائماً أشعر أن عقلي ممحو بالممحاة، فلا أجد ما أقوله، وعندما يحكي لي أحدهم شيئاً أو قصة لا أستطيع التركيز معه، وأسرح من بداية حديثه -لا أسرح في شيء محدد، إنما أسرح في الفراغ- ولا أستطيع التركيز، أعاني كذلك من الرهاب الاجتماعي، والوسواس في الطهارة والعبادة.

هل يوجد علاج لحالتي بدون أن يسمن الجسم؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مسلمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن هذه الأعراض التي تتمثل في الشعور بالقلق، وكذلك الحزن والرغبة في البكاء، وفقدان التركيز، والشعور بأن المعلومات غير متواجدة في الذاكرة، وكذلك وجود الخوف الاجتماعي والوساوس القهرية الخاصة بالطهارة والعبادة، هذا كله دليل على أنك تعانين من قلق نفسي، فالأعراض واضحة، وكل المؤشرات والمحددات والمعايير التشخيصية للقلق منطبقة على حالتك.

وكما تعرفين أيتها -الفاضلة الكريمة- فإن القلق هو طاقة نفسية مطلوبة، وإذا وُجّه بصورةٍ إيجابية تفيد الإنسان في أن يكون منجزاً، في أن يكون صاحب همة عالية، ولكن قطعاً إذا ازداد القلق عن المعدل المطلوب، فهذا يؤدي إلى الكثير من الخلل، والكثير من الشعور بالضيق وعدم الارتياح.

الخوف الاجتماعي والوساوس القهرية دائماً تُعالج بتحقيرها، وعدم الاهتمام بها، ومواجهتها، والقيام بفعلٍ مضادٍ لها.

هذه هي الأسس الرئيسية لعلاج الخوف والوساوس، وهذه يمكن أن نجملها بالتعبير السلوكي -التعريض أو التعرض مع منع الاستجابة السلبية- أي: أن يعرض الإنسان نفسه لمصدر خوفه أو وساوسه دون أن يهرب، أو يبتعد، أو يسحب نفسه من ذاك الموقف، وقطعاً الإنسان حين يُعرض نفسه لمصدر الخوف أو الوساوس سوف يحس بشيء من الرهبة والقلق، ولكن بالاستمرار في ذات الوقت والمثابرة والإصرار والمواجهة، سوف يجد أن الخوف والوسواس قد انتهى تماماً وتلاشى في نهاية الأمر.

وساوس الطهارة يجب على الإنسان أن يسعيذ بالله من الشيطان الرجيم، وإذا كان هنالك إسراف في استعمال الماء، فيجب أن تحددي كمية الماء، لا تغتسلي أو تتوضئي من ماء الصنبور، إنما ضعي الماء في إناء أو في إبريق، وبهذه الطريقة تستطيعين أن تتحكمي في كمية الماء، وكذلك الزمن الذي تستغرقين فيه الغسل أو الطهارة.

أما بالنسبة للعلاج الدوائي، فهو الحمد لله متوفر وفعال وممتاز، وتوجد خيارات ممتازة جدّاً، ومن أفضل الخيارات التي لا تؤدي إلى زيادة في الوزن العقار المشهور الذي يسمى علمياً باسم (فلوكستين FLUOXETINE)، ويسمى تجارياً باسم (بروزاك PROZAC)، فأرجو أن تبدئي في تناوله بجرعة كبسولة واحدة في اليوم -وقوة الكبسولة هي عشرون مليجراماً، يفضل تناولها بعد الأكل، ولا بد أن تستمري عليها لمدة شهر، ثم بعد ذلك ترفع الجرعة إلى كبسولتين في اليوم- أي: أربعين مليجراماً، ويمكن تناول هذه الجرعة كجرعة واحدة في اليوم، أو يمكن أن تقسم الجرعة إلى كبسولة في الصباح وكبسولة في المساء.

هذه الجرعة العلاجية -أعني: أربعين مليجراماً- يجب أن تستمري عليها لمدة تسعة أشهر على الأقل، وهذه ليست مدة طويلة أبداً؛ لأن الوساوس قد تستغرق وقتاً، ويجب أن نكون حريصين في المدة العلاجية.

بعد انقضاء التسعة أشهر خفضي الدواء إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر، ثم كبسولة يوماً بعد يوم لمدة شهرين، ثم توقفي عن تناول الدواء.

يتميز البروزاك بأنه دواء سليم وفعال وغير إدماني وغير تعودي، ولا يؤدي أبداً إلى أي تأثير على الهرمونات النسوية، كما أنه لا يزيد الوزن مقارنة مع الأدوية الأخرى.

ولمزيد الفائدة يرجى مراجعة التالي: منهج السنة النبوية لعلاج الأمراض النفسية: (272641 - 265121 - 267206 - 265003).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونسأل الله لك الشفاء والعافية، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً