الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

توتر ورعشة ورجفة في الجسم وخوف من الأماكن المرتفعة والمزدحمة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

في استشارة سابقة -يا دكتور- مفادها: أني أعاني من تخوف من الجسور والمباني، والمرتفعات، والأدوار العليا، أيضاً عند تجمع الناس -وخاصة بصلاة الجمعة- أشعر بتوتر وأحس برعشة، ورجفة بجسمي، ولا أقدر أن أتكلم، وأحس كأنه سيغمى علي، وأيضاً أحس بكل ذلك عند قيادة المركبة.

نصحتني بأدوية ولم أجدها، ونصحني صيدلي بمستحضر Prozac الذي هو Fluoxetine استخدمته بجرعة 20 ملجم، واستخدمته بعد الغداء، أحسست نفسي أحسن من قبل، ولكن بعد أيام أحسست بأن الحالة لم تتغير، علماً بأنني أستخدمه أحياناً الساعة 3 ظهراً، وأحيانًا الساعة 2 ظهراً.

أتمنى من الله أن يرجع لي صحتي، كما كانت قبل 10 أعوام، فوالله إنني أعاني من الخوف، وأتمنى الشفاء العاجل من الرحمن الرحيم.

بانتظارك يا دكتور، عسى ربنا ينفع بك، وتكون سبباً بعلاجي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإننا نشكرك على تواصلك معنا في إسلام ويب، وكما ذكرنا لك سابقاً، فإن المخاوف نوع من القلق النفسي، والتخوف من الجسور والمباني والمرتفعات والأدوار العليا، هو نوع من الخوف المنتشر جدًا، ويسمى بالخوف البسيط، والخوف في أثناء صلاة الجمعة، ربما فيه سمة من سمات الخوف الاجتماعي.

عمومًا: قبل أن أتحدث عن الدواء، أريد أن أركز على الجوانب العلاجية الأخرى، أو ما يسمى بالعلاج السلوكي، فمن المهم جدًا أن تعرض نفسك لمصادر الخوف؛ لأن التجنب والابتعاد عنها يزيدها، التعرض يزيد القلق في أول الأمر، ولكن بعد ذلك يقل القلق، ويصبح أقل فأقل، حتى ينتهي تمامًا، وحتى تسهل على نفسك، يمكنك أن تبدأ بأن تعرض نفسك لما يسمى بالخيال، أي أن تتخيل أنك على أحد الجسور المرتفعة، وتركز بشكل قوي، وتظل في هذا التفكير لمدة لا تقل عن عشر دقائق، وبعد ذلك تنقل خيالك إلى المواجهة مع مرتفع آخر، وهكذا.

هذا علاج جيد إذا طُبق بتركيز وجدية، ولا بد لك أن تلجأ إلى التطبيق الفعلي، ابحث أين توجد الجسور وحاول أن تصعدها، ويمكن أن يكون هذا الصعود تدريجيًا، ابدأ بجزء من الجسر ثم بعد ذلك ارجع، ثم كرر المحاولة مرة أخرى وهكذا، وفي كل مرة زد صعودك نحو قمة الجسر أو المرتفع، هذا يسمى بالتعرض التدريجي، وهو علاج نفسي سلوكي ناجع جدًا، ولا بد أيضًا أن تقارن نفسك بالآخرين: لماذا يصعد الناس وأنت لا تستطيع؟ لماذا يعمل العمال في تجهيز هذه البناية الشاهقة، وأنت لا تستطيع أن تقوم بذلك؟، لا بد أن تجري مثل هذه المقارنات.

العلاج الدوائي: البروزاك دواء جيد وفعال، ولكنه يحتاج للصبر، الفعالية لا تبدأ بهذه السهولة وهذه السرعة، والدواء يحتاج لوقت ليتم إفرازه الكيميائي بصورة جيدة، وأنا أنصحك أن ترفع الجرعة إلى كبسولتين في اليوم -أي 40 ملغ- من الفلوكستين، استمر عليها لمدة ستة أشهر على الأقل، ثم يمكن أن تخفض الجرعة إلى كبسولة واحدة في اليوم، لمدة ستة أشهر أخرى، والصبر على العلاج مهم، وفي نفس الوقت لا بد أن تعرض نفسك لكل مصادر خوفك.

عليك بالصلاة في وقتها، دائمًا كن في الصف الأول، وصلاة الجمعة هي امتداد للصلوات الخمس، وحاول أن تتواصل اجتماعيًا، تشارك الناس في كل مناسباتهم، وكن في الصفوف الأولى، فبناء المهارات الاجتماعية بصفة عامة، يزيل هذه المخاوف.

نسأل الله لك الشفاء والعافية، ونشكرك على التواصل مع استشارات إسلام ويب، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً