الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أبي لديه تدهور في المخ ويأكل طوال الوقت.. فما علاجه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أصيب أبي بمرض تدهور المخ منذ أكثر من خمس سنوات، والآن أصبح يأكل بطريقة غير طبيعية، فهو يأكل حتى يصبح غير قادر على التنفس، ثم يستمر في الأكل، وعندما يُعرض عليه الطعام بعد خمس دقائق، يأكل وكأنّه لم يتناول شيئًا، وإذا لم يأكل، يظل يشتم ويضربّ برجله على الجيران ويشتمهم ويصرخ.

فهل يوجد علاج يساعد في تهدئته ويقلل من تناول الطعام؟

مع العلم أنه لا ينام إلا نصف ساعة، ويستيقظ في منتصف الليل ليقوم بكل ما ذكرته.

أرجو الدعاء له وأن تدلوني على دواء يساعده ليكون هادئًا وينام دون أن يأكل؟

وشكرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليس واضحًا لديَّ ما هو المقصود بتدهور المخ؟ هل المقصود أن والدك قد بدأت تظهر عليه علامات الخرف وضعف الذاكرة، والذي ينتج عنه تصرفات غير طبيعية، خاصة فيما يخص السلوك العام؟

إذًا كان هذا هو الاحتمال المقصود بتدهور المخ، فهذه حالة مزمنة، ومعظم هؤلاء المرضى يحصل لهم تدهور مستمر، ويحتاجون إلى رعاية خاصة فيما يخص نظافتهم، والعناية بهم داخل المنزل، وعدم تركه يخرج وحده؛ لأنه بذلك قد يتوه عن الرجوع إلى المنزل.

وإذا كان هناك نوع من العنف والانفعال الزائد: يقوم الأطباء بإعطاء الأدوية التي تساعد في تهدئتهم، ولكن يجب أن تستعمل هذه الأدوية بحذر شديد عند كبار السن، فمثلًا يوجد دواء يسمى (هلوبربادول Haloperidol)، ويعطى هذا الدواء بجرعات صغيرة، مثل: نصف ملغ يوميًا ، أو نصف ملغ صباحًا وأخرى مساءً، ولا أريدك أبدًا أن تُقدمي على إحضار الدواء لوالدك قبل أن يُعرض على الطبيب.

هذه الحالات بعد أن تشخص التشخيص المناسب بعد فحص المريض، هنا يمكن إعطاء الدواء، والأدوية كثيرة، والدواء الذي ذكرت اسمه مجرد مثال.

يوجد احتمال آخر: وهو أن والدك قد يكون مصابًا بمرض يعرف بمرض الهوس، أو الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، وهذا يُعالج بواسطة أدوية معينة، تسمى بمثبتات المزاج.

والمرضى الذين يعانون من الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، أو الهوس، تكون ذاكرتهم سليمة، ولكن يحدث لهم اضطراب شديد في النوم، ومشاكل كثيرة في السلوك.

فإذاً التشخيص هو أحد هذين الاحتمالين، وأرجو أن يكون الكلام الذي ذكرته فائدة لك لمساعدة والدك، والأمر يجب أن ينتهي بأن تذهبوا بوالدكم إلى الطبيب النفسي، وهذه الحالات تشخيصها ليس صعبًا، ويجب أن لا نعطي الدواء لكبار السن إلا بعد أن يقوم الطبيب بالفحص التام له، وهذا هو الذي أنصح به.

نسأل الله له الشفاء والعافية، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً