الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل زيادة الهوموسستين تسبب ضعف النطق لدى طفلي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

طفلي عمره أربع سنوات، وفي بداية سنته الأولى بدأ ينطق بعض الكلمات، لكنه بعد فترة توقف عن الكلام، وقد قمت بمراجعة أخصائي أنف وأذن وحنجرة، وأجرينا أشعة، فأفاد بأنه لا توجد مشكلة.

مع العلم أنه يسمع، لكن مشكلته أنه قليل التركيز وكثير الحركة، ويستجيب للتوجيهات ويفهم ما يُقال له، إلا أنه عصبي جدًّا، وقد يؤذي نفسه إذا لم يُلبَّ له ما يريد، كما أنه يتضايق عند سماع الأصوات العالية، أو عند بكاء أخته الصغرى، مع العلم أن أختيه طبيعيتان تمامًا.

راجعت طبيب أمراض عصبية، فوصف له شراب "نتروبيل" لمدة ستة أشهر، لكن دون جدوى، ثم أجرينا له تصويرًا مقطعيًا (مفراس)، وكانت النتيجة إيجابية، فوصف له الطبيب حبوب "ريتالين"، لكنها أيضًا لم تُجدِ نفعًا.

وأخيرًا، بعد إجراء فحص للأحماض النووية، وُجدت زيادة في مستوى الهوموسستين، فوصف الطبيب له حبوب B6 بتركيز 250 ملجم، و1 ملجم يوميًا من حبوب "ريسبيردال"، ويقول الطبيب إن زيادة الهوموسستين هي سبب ضعف النطق لديه.

مع استعمال الدواء: نلاحظ أنه يكون هادئًا أحيانًا، وأحيانًا أخرى يظل عصبيًا.

فماذا أفعل؟ وما رأيكم -يرحمكم الله-؟ فقد أتعبني كثيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ .. حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن هذا الطفل -حفظه الله- يعاني من اضطراب في مستوى الـ (هوموسستين Homocysteine)، وهذه الحالة تتطلب الانتباه والمتابعة مع الطبيب المختص، وهذا هو ما أود أن أنصح به في بداية هذه الرسالة.

أمَّا فيما يخص مشكلة النطق، فأعتقد أنها مرتبطة بفرط الحركة وضعف التركيز الذي يعاني منه، ودواء (ريتالين Ritalin) في هذا العمر وهو أربع سنوات قد لا يكون مفيدًا، كما أن استعمال الريتالين عند سن الخمس سنوات ربما لا يكون مفضلاً أيضًا.

وعليه: فالطفل يحتاج إلى متابعة خاصة في ما يخص فرط الحركة الذي يعاني منه، وأعتقد أنه من الأفضل أن يكون هناك تواصل بين الطبيب المختص بمشكلة الـ (هوموسستين)، والطبيب الذي يتابع فرط الحركة.

أمَّا إعطاء الطفل دواء (ريسبيردال Risperdal) فهو قرار ليس سهلًا، ولا أقول إن هذا الدواء ممنوع في هذا العمر، فهو قد يُعطى ولكن كل هذه الأمور تتطلب متابعة دقيقة مع الطبيب.

هذا الابن -حفظه الله- مع وجود اضطراب فرط الحركة، وحالة الـ (هوموسستين) توجد أسباب واضحة وقوية ومنطقية تفسر مشكلة النطق التي يعاني منها، وهذه -إن شاء الله- يمكن تجاوزها من خلال التأهيل المناسب، فالطفل يمكن تحويله عبر الأطباء إلى أخصائي النطق (Speech Therapist)، ومن جانبكم أنتم بحاجة إلى الإكثار من التحدث معه، وكذلك إتاحة الفرصة له للاختلاط مع بقية الأطفال.

ومن المعروف أن هذه الحالات -إن شاء الله- تتحسن مع التقدم في العمر، والمهم في هذه الفترة الحرجة هو المتابعة المستمرة والمتابعة الطبية اللصيقة، وهذا هو ما أرى أنه مطلوب في هذه المرحلة.

ونشكركم كثيرًا على تواصلكم مع إسلام ويب، وأسأل الله له العافية والشفاء، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً