السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكركم كثيرًا على هذا الموقع الرائع، وأشكر د. محمد عبد العليم على ردوده الطيبة والوافية، كما أشكره على سعة صدره، فجزاه الله خيرًا، وأثابه على ذلك.
أما بعد:
أنا فتاة عمري 19 سنة، طالبة في السنة الأولى بالجامعة، وبفضل من الله تعالى ملتزمة بحدوده. هذه بعض المعلومات عني.
أما مشكلتي التي أوجعتني وآلمتني نفسيًا فهي أنني حسب تشخيصي لنفسي أعاني من قلق اجتماعي واكتئاب، وربما يكون تشخيصي صحيحًا وربما خاطئًا، فأنا أريد التشخيص الصحيح منكم.
منذ سنتين ونصف بدأت مشكلتي، عندما تعرضت لموقف سبب لي ألمًا نفسيًا شديدًا، فقد كنت في الفصل، ورفعت يدي بحماس لكي تختارني المعلمة لأقرأ، لأني أعلم مدى حسن قراءتي وسلامة نطقي ووضوح صوتي.
لكن عندما بدأتُ القراءة بدأتْ ضربات قلبي تتسارع، وجفَّ حلقي، وتهدج صوتي، وشعرت برجفة، وفقدان التركيز.
كنت أعلم أن الجميع لاحظ ذلك، واستغربوا مثلي، فأنا عادة جريئة، كيف يحصل لي ذلك؟ وبصعوبة بالغة وصلت إلى النهاية، وأنا ألهث، ثم انتهيت من القراءة، ومنذ ذلك الحين اعتزلت القراءة.
بعد هذا الموقف، بدأتْ تأتيني نوبات رهاب عند القراءة فقط، ثم بدأ الرهاب يزداد ويتشعب ويتفرع، وأصبحت أصاب بالرهاب في الاجتماعات إذا توجهت الأنظار إلي، وإذا تحدثت أنهي حديثي بسرعة؛ حتى لا تظهر علي أعراض الرهاب.
وأصبحت لا أجيد الكلام وأتلعثم كثيرًا، وعندما يوجه الأستاذ لي سؤالًا في المحاضرة أشعر بأعراض الرهاب فأمتنع عن الإجابة رغم معرفتي، وهذا أثر عليّ دراسيًا ونفسيًا.
في السنة الماضية، عندما كنت أدرس في الثانوية العامة، كنت أهرب من حصص القراءة لكي لا أقرأ، وكان البعض يراني شقية وغير منضبطة بسبب هروبي من الحصص، ولكن ما باليد حيلة، والله أعلم بالحال.
وأحيانًا عندما ينادي الأستاذ اسمي لأجيب بـ"نعم" ليأخذ الحضور، تزداد ضربات قلبي وأتوتر خوفًا من قولها، (سبحان الله، إلى أي حال وصلت الأمور).
أصبحت انعزالية ومنطوية تمامًا وكثيرة الصمت، بعد أن كنت اجتماعية وقيادية.
أنا الآن في الجامعة وحيدة تمامًا، ومزاجي دائمًا متعكر، وأشعر بضيق في الصدر خاصة في الجامعة، وكنت أشعر بهذا الضيق أيضًا في السنة الأخيرة في المدرسة رغم وجود صديقاتي معي.
تأتيني أحيانًا رغبة شديدة في إنهاء حياتي، ولو كان الانتحار حلالًا لأقدمت عليه، لكننا عبادُ الله، وملتزمون بحكمه وشرعه، ونخاف من عقابه سبحانه وتعالى.
مزاجي غالبًا عسر، وأثور وأغضب بشدة لأتفه الأسباب، وأشعر بعدم الثقة بالنفس، وأصبحت خجولة، وأشعر بالوحدة بشدة، وتوتر، وأحيانًا تشتت في الانتباه وضعف في التركيز، ونومي متقطع وغير عميق أبدًا.
أحيانًا أجد صعوبة في إخراج الكلمات مع شعور بضيق في الصدر، وأشعر بالإحباط والنقص، وفقدت الاستمتاع بأي شيء في هذه الحياة، ونظرتي للمستقبل سوداوية تمامًا، وأشعر بضيق شديد على حالي وما وصلت إليه.
لا أريد أن أبقى هكذا إطلاقًا، ولا أريد العيش بهذه الحالة.
بدأت أفكر في تغيير تخصصي لأنني علمت أن تخصصي يتضمن مقررًا لحفظ جزء أو جزءين من القرآن الكريم، وفي هذا المقرر يجب أن أقرأ في قاعة الدرس، ولكني مترددة لأنني أعتبر تغيير تخصصي استسلامًا، وأنا لا أريد أن أستسلم.
شكرًا لكم، وآسفة على الإطالة.