السؤال
الدكتور الفاضل والمحترم:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أنا أعاني منذ ثلاث سنوات من مرض نفسي جسدي، يتمثل في آلام متفرقة بالقولون والمعدة والصدر والحلق، حيث أشعر بوخز في المعدة وأسفل البطن والصدر، خصوصًا في منطقة القلب، إلى جانب الحموضة وكثرة البلغم وانسداد الأنف.
كما أني أشعر بثقل في المعدة، وكثرة غازات بشكل مزعج جدًّا، وأعاني من العصبية المستمرة على مدار اليوم، باستثناء فترات قصيرة بعد تناول المنبهات مثل القهوة أو الكابتشينو، وأعاني من خمول شديد طوال اليوم، باستثناء وقت العمل.
راجعت عددًا من أطباء الباطنية، وأكدوا أن لدي جرثومة المعدة، فتناولت أدوية متعددة لها، لكنها ما إن تختفي حتى تعود بعد أيام قليلة، وقد استمر هذا الوضع على مدى ثلاث سنوات، حتى تسلل اليأس والإحباط والخمول إلى قلبي، وأصبحت مشغولاً طوال اليوم بمرضي وهمومي الصحية.
لم أحقق خلال هذه الفترة أي إنجاز يُذكر، وكلما حاولت معالجة نفسي بالقراءة أو تطوير الذات، لم أستطع الاستمرار أكثر من يوم أو يومين، مما زاد من شعوري بالخمول والقلق حول وضعي الصحي والنفسي.
كنت قد عزمت على إكمال دراستي العليا، لكنني فقدت هذه الفرصة رغم أنني أنهيت المقررات ولم يتبقَ لي سوى إعداد الرسالة والمناقشة.
زرت أطباء نفسيين، فكان أحدهم قد وصف لي دواء (سيمبالتا 60 ملغم) مع (ستابلون)، بعد أن شكوت له من الخمول والإحباط، وأخبرته بأني أتناول أدوية مثل (نيكسيوم) للجرثومة، لكن بعد استخدام العلاج، شعرت بضعف في ساقي وعدم القدرة على الوقوف باتزان، مع دوخة وضعف جنسي، فاكتفيت بتجربته ليومين فقط.
ثم توجهت لطبيب نفسي آخر وشرحت له ما أعانيه من هم وحزن، وأنني أضطر دائمًا لحمل أدوية الحموضة معي، وأخاف من السفر خاصة لمسافات طويلة، وهي أعراض ظهرت مؤخرًا خلال السنوات الثلاث الأخيرة، فوصف لي (سيبرالكس 10 ملغم) مع (بنتازول 20 ملغم للحموضة)، ولكني لم أذكر للطبيب أنني أعاني من مشكلات في القولون.
استخدمت الدواء لمدة شهرين، لكن لم أشعر بتحسُّن في ما يخص القولون، أو الغازات، أو الوخز في الصدر والبطن، والغصة في الحلق، ولم تتحسَّن قدرتي على القراءة أو التركيز على الأهداف.
أخبرته بعد شهرين أن الدواء لم يقدم لي سوى تحسُّن طفيف في الرهاب، فقام بتغييره إلى (إفيكسور 75 ملغم) مع (انديب Endep 10 ملغم)، لكنني تركته بعد خمسة أيام بسبب آلام المعدة، وجفاف الشفتين.
عدت لطبيب باطنية مرة أخرى، فوصف لي "بروتيكسين" (وهو أعشاب) مع "تربتزول"، لكني لم أستخدمه بعد أن قرأت عن سلبيات الدواء.
أنا الآن في الثانية والثلاثين من عمري، متزوج، ولا أعاني من مشكلات في النوم، سوى الخمول الشديد الذي يُنهكني يوميًا.
أرجو من الله ثم منكم أن تمدوني بحلٍّ لمشكلتي، وأسأل الله أن يبارك لكم في أنفسكم وأموالكم وأهليكم، وأن يجعلكم ممن يفرّج عنهم الكربات، كما تفرّجون عن الناس.
وأحب أن أذكر أيضًا أنني استخدمت دواء "دوجماتيل" بجرعة 150 ملغم، و"ليبراكس" ثلاث مرات يوميًا، لكن لم ينصحني أحد باستخدامها لفترات طويلة.
أعتذر عن الإطالة، وجزاكم الله خيرًا، وجعل ذلك في ميزان حسناتكم.