السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كان حلمي منذ صغري أن أدخل كلية الطب، كبرت وكبر معي حلمي، وفي مراهقتي كانت زميلاتي وصديقاتي يتصفحن المجلات الفنية، ويتابعن أخبار الفنانين والمطربين وأنا عاكفة على قراءة المجلات الطبية ومتابعة آخر الاكتشافات.
وقبل تسع سنوات تخرجت من الثانوية، وكانت أول رغبة لي هي الطب، لكن والدي رفض أن أذهب إلى المدينة المجاورة؛ لأن مدينتي لا توجد فيها جامعة، فبكيت، وتدهورت حالتي النفسية، ثم أذعنت للأمر الواقع، ودخلت في تخصص لا أحبه، وكانت النتيجة رسوبي، رغم أني من المتفوقات، وتخصصي لا يوجد به مجالات توظيف، واخترته لأنه المتوافر في مدينتي، بعد سنوات تخرجت وجلست عاطلة مدة أربع سنوات، ونسيت حلم الطب.
الذي يحزنني هو دخول بنات عمي الطب، رغم أن والداهن كان من الرافضين لدخولي مجال الطب، ولكن الوضع انقلب وأدخل إحدى بناته الطب عن طريق الواسطة، وبعد دخولهما الطب ساءت حالتي النفسية، وصرت أشعر أنهم خطفوا مني حلمي، فأنا أحق بدخول الطب منهن، وأسمعهن يتحدثن عن دراستهن وقلبي يتقطع حزناً وألماً، حتى أصبحت أتحاشاهن ولا أريد مجالستهن؛ لأنهن يذكرنني بخيبتي، كيف أنسى هذا الحلم الذي يسكن قلبي وروحي؟!
أبي حطم حلمي، وحرمني من أغلى أمنية لدي، أبي عندما رأى حالتي النفسية قال لي: إنه سوف يتكفل بدفع الرسوم للماجستير مهما كان المبلغ، ولنفترض أني أكملت الماجستير فسوف يبقى حلم الطب يطاردني بقية حياتي.
فكرت في أن أدرس الطب من جديد، إلا أن هذا يتطلب مني أن أدرس سبع سنوات، وأنا عمري قارب الثلاثينات، فهل أكمل الدراسات العليا أم أدرس الطب؟