الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العادة السرية... اكتئاب وتأنيب للضمير فكيف أتخلص منها؟

السؤال


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أرجو إفادتي بأسرع وقت؛ لأني تعبت من الذي أنا فيه، أنا طالب عمري 22 سنة، شهوتي قوية جدا، لا أستطيع السيطرة عليها، من خلال نظرتي للفتاة أشعر بلذة وشهوة قوية، بغض النظر أنها جميلة أو لا، أنا أمارس العادة السرية منذ ما يقارب 9 سنوات تقريبا، ولما أنتهي من الممارسة أحس بقلق واكتئاب وآلام شديدة في صدري وظهري، وجميع أطراف جسمي، مع العلم كنت أمارس العادة من 3 إلى 4 مرات يوميا، لكن الآن مرة واحدة في اليوم، وأحيانا قليلة أمارسها يوما بعد يوم، أريد نصيحتكم، أريد حلا لمشكلتي، أنا أعيش في حالة وسوسة، شهوتي جدا قوية. وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى. وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالعزيز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فلا شك أن العادة السرية من الممارسات القبيحة جدًّا، فهي تسبب أضراراً نفسية وجسدية وجنسية في المستقبل، وأنت بممارستك لهذه العادة وبهذه الصورة وما تبحث عنه من مثيرات بنظرك للنساء بلذة وشهوة هذه أمور كلها تحت سيطرتك وبيدك، ويمكنك أن تكبح جماح هذه الشهوات بأن تتذكر الأضرار التي سوف تلحق بك، الأمر من وجهة نظري ليس زيادة في الشهوة إنما هو تساهل من قبلك، ودخلت بعد ذلك في نمط وسواسي أن شهوتك قوية، وأن استجاباتك للمثيرات شديدة جدًّا، فأرجو أن تغير هذه الفكرة.

دراسات كثيرة أشارت أن شهوة الرجال متقاربة جدًّا من بعضها البعض، بمعنى آخر أنه لا يوجد (سوبرمان جنسي) كما يتصور البعض، إذن غيّر مفاهيمك، وأفكارك يجب أن ترتبط بمشاعرك وأن ترتبط بأفعالك، غيّر الأفكار سوف تتبدل المشاعر، وبعد ذلك يمكنك أن تتحكم في الأفعال.

أيها الفاضل الكريم: شعورك بالقلق والاكتئاب هو من الإجهاد الجسدي والإجهاد النفسي، وأعتقد أيضًا أن الشعور بالذنب الذي ينتابك حيال هذه الممارسة ينتج عنه صحوة ضميرية يؤدي إلى هذا الاكتئاب وعدم الشعور بالارتياح، فإذن تجنب هذه الممارسة هو المطلوب، وعليك أن تدخل على حياتك بدائل أخرى مثل ممارسة الرياضة، الصيام، وتعديل الزواج، هذه هي الحلول المتوفرة وهي حلول مجدية ومجربة.

بالنسبة لمشاعرك الاكتئابية، وكذلك القلق والوسوسة المتعلقة بممارسة العادة السرية، أنصحك بتناول عقار يعرف تجاريًا باسم (زيروكسات)، ويعرف علميًا باسم (باروكستين)، فسوف يساعدك كثيرًا ومن نواحي كثيرة جدًّا، جرعة الدواء هي أن تتناوله بمعدل نصف حبة يوميًا بعد الأكل، وبعد عشرة أيام اجعلها حبة كاملة واستمر عليها لمدة ستة أشهر، بعد ذلك خفضها إلى نصف حبة يوميًا لمدة شهر.

أيها الفاضل الكريم: لا بد أن تسخر وتحرك طاقاتك هذه إلى اتجاهات أخرى، اجتهد في دراستك، كن دائمًا في رفقة الطيبين والصالحين من زملائك، كن من روّاد المساجد، احضر حلقات التلاوة، انضم إلى النشاطات الثقافية والعلمية، أكثر من القراءة المفيدة، هذه بدائل جيدة جدًّا، الذين ينكبون على ممارسة العادة السرية يفوتهم الكثير من الأمور الإيجابية والجميلة جدًّا في الحياة، وتجد الواحد منهم يدخل في حلقة مفرغة، كالقلق، والتوتر، والاكتئاب، والانكباب على الذات، والانطوائية، والخيالات الجنسية وغير الجنسية المنحرفة جدًّا، فأرجو أن تغير نمط حياتك، هذا فيه فائدة وخير كثير جدًّا لك.

انتهت إجابة المستشار النفسي الدكتور / محمد عبد العليم ــ يليها إجابة المستشار الشرعي الشيخ/ أحمد الفودعي.
__________________________________

فمرحبًا بك أيها الأخ الحبيب في استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا، ونسأل الله تعالى أن يعينك على التخلص من هذه العادة القبيحة وآثارها، لقد أفادك الطبيب إفادة تامة أيها الحبيب ووضع لك وصفًا دقيقًا للمشكلة، وكذلك لعلاجها، ونحن نزيدك ما يزيد من عزيمتك ويقوي إرادتك للتخلص من هذه الحالة، نقول أن هناك أسبابًا معينة بإذن الله تعالى للتخلص من هذه العادة القبيحة التي ظهرت آثارها عليك، نصيحتنا لك هي نصيحة من يحب لك الخير ويتمنى لك السعادة أن تأخذها بجد وتحاول تطبيقها بحزم، والعلاج مر لكنه حسن العواقب، وكما قيل: الصبر من اسمه مر مذاقته ** لكن عواقبه أحلى من العسل

فأنت بحاجة أن تجاهد نفسك وأن تصبر لأيام يسيرة، وبإذن الله تعالى سترى النتائج المريحة سواء في جسدك أو في مشاعرك وفي عبادتك وغير ذلك، أهم الأسباب أيها الحبيب أن تتذكر أن هذه الفعلة أو هذا السلوك الذي تمارسه سلوك مستقبح مستقذر شرعًا، أشار الله عز وجل في كتابه إلى تركه وهجره، ووصف المؤمنين بأنهم حافظون لفروجهم إلا على أزواجهم، فقال سبحانه وتعالى في موضعين من كتابه: {والذين هم لفروجهم حافظون * إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين}، وبلا شك أن هذه العادة خارجة عن هذا الموضع الذي رخص الله عز وجل فيه استعمال الفرج، ولم يرخص العلماء بالاستمناء إلا لمن خشي الوقوع في العنت والحرام، ومن ثم فينبغي أن تستذكر بأن هذه العادة القبيحة قد تجر إليك سخط الله تعالى الذي لا تقوم له السموات والأرض، وهذا يردعك بإذن الله عن الاسترسال معها، وإذا تذكرت ما ينجم عنها من عقوبات أخروية فإن هذا أيضًا سينزع شهوتها من نفسك.

الأمر الثاني: خذ بالأسباب المادية للتخلص من هذه الشهوة، وذلك بأن تتجنب المثيرات الجنسية سواء كانت مثيرات مرئية أو مسموعة، فلا تنظر بعينك إلى ما حرم الله تعالى من النساء وصورهنَّ ونحو ذلك، ولا تسمع بأذنك إلى الأغاني المصحوبة بآلات العزف والموسيقى التي تهيج في النفس الشهوات، فحاول أن تتجنب المثيرات بقدر الاستطاعة وغض بصرك، وبهذا تقدم لنفسك خدمة جليلة وتريحها من عناء كبير.

الأمر الثالث: حاول أن تداوم على الصيام، وأن تكثر من الصيام؛ فهو عبادة عظيمة الأجر، كبيرة القدر عند الله تعالى، فإن من صام يومًا في سبيل الله باعد الله به وجهه عن النار سبعين خريفًا، والأجور كثيرة وردت النصوص الشرعية في الصيام، ثم بعد ذلك تقلل في النفس شهوة الجماع وبهذا تظفر بالخيرين.

حاول أن تتجنب أيها الحبيب النوم وقت النشاط والقوة، بأن تشغل نفسك ببعض التمارين الرياضية التي تنهك القوى الجسمية في جسدك، حتى إذا أتيت إلى فراشك أتيت وأنت مريدا للنوم، بحيث لا يأتيك الشيطان فيذكرك بما لا ينبغي أن تتذكره في هذه اللحظات، وإذا أخذت أيها الحبيب بهذه الوصايا واجتنبت العزلة بنفسك والخلوة بقدر الاستطاعة، وحاولت أن تبحث عن الأصحاب الجيدين الذين تشاركهم في أنشطتهم وبرامجهم اليومية فإنك -بإذن الله تعالى- ستلهو وتنشغل عن الرجوع إلى هذه الممارسة، وكن على تذكر دائم بأن الإنسان قد يُحرم أرزاقًا كثيرة وخيرات عديدة بسبب بعض الذنوب التي يرتكبها، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن العبد ليُحرم الرزق بالذنب يصيبه).

وخير ما نوصيك به -إن كنت تقدر عليه- المبادرة بالزواج ما استطعت إلى ذلك سبيلاً، فإن لم تستطع عليه فبادر على الأقل بالأخذ بأسبابه، وكن على ثقة بأن الله عز وجل سيتولى عونك، فإن النبي عليه الصلاة والسلام يقول: (ثلاثة حق على الله عونهم) ومنهم (ناكح يريد العفاف)، فالله تعالى متكفل بعونك وتيسير الأمور لك، فخذ بالأسباب بقدر الاستطاعة.

ولمزيد من الفائدة يمكنك الاستفادة من الاستشارات التالية حول أضرار العادة السيئة: (38582428424312 - 260343 )، وكيفية التخلص منها: (227041 - 1371 - 24284 )، والحكم الشرعي للعادة السرية: (469- 261023 - 24312).

نسأل الله تعالى أن ييسر لك الخير وأسبابه، وأن يجنبك السوء، وأن يصرف عنك شر نفسك وشر الشيطان.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً