الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الحمل بعد 7 أشهر من الولادة... هل لذلك ضرر متوقع؟

السؤال

أنا امرأة متزوجة، عمري 40 سنة، ولدي 3 أولاد، أصغرهم عمره 7 أشهر، واتقفت مع زوجي على عدم الإنجاب، وأن هذا الطفل الأخير سيكون آخر طفل لنا، وهو أيضا وافق على رأيي.

وسبب رفضي للإنجاب عدة أسباب أولها: عند حملي حصلت لي مشاكل مع زوجي، ومن جهته تركني في هذه الظروف، وبعد مصالحات رجعنا، فأخاف أن يكرر نفس الشي معي، وخاصة أنه من الطبع الذي يتخلى عن زوجته وهي بأصعب الظروف.

والسبب الثاني: أنني أرى أن المرأة في عمر الأربعين عليها أن تتفرغ لتربية أبنائها، وليس لحمل آخر، والحمل بالنسبة لي متعب بعض الشيء، حيث يأتيني في نهاية الشهر الخامس حرقان في المعدة إلى نهاية الشهر السادس، ولدي كسل في الغدة الدرقية، وفي هذه الفترة أقوم بمراجعة الطبيب المختص بهذا المرض لكي يعدل لي الجرعة في فترات أشهر الحمل، وإنني في فترة الحمل أيضا يظهر لي سكر الحمل، وأقوم بالحمية والمتابعة مع دكتور الغدد، لأنه في حمل الثلاثة كنت أعاني من سكر الحمل إلى الولادة ثم يختفي، وغير ذلك أنه في ولادة طفلي الثاني والثالث لم أكمل تسعة أشهر، ولكن كان يأتيني الطلق في أول الأسبوع السادس والثلاثين، يعني حملي كله 8 أشهر وأسبوع فقط.

وطفلي الآن عمره سبعة أشهر، وقد غابت عني الدورة الشهرية لأنه في شهر مارس أتتني مرتين مرة في 1/3/2011 والدورة الثانية في 25/3/2011 ففي شهر إبريل لاحظت غياب الدورة، وقمت بالتحليل المنزلي، واكتشفت وجود حمل، وأنا سعيدة بعض الشيء بوجود طفل آخر، ولكن لم أكن أريده بهذه السرعة، علماً أن زوجي كان يتبع معي العزل الطبيعي لعدم الحمل، ويظهر أنه غير مضمون لأنه قد حدث الحمل.

طفلي الثالث أقوم برضاعته طبيعيا، وهو -ولله الحمد- يأكل، وكانت خطتي أن أرضعه سنتين كما في حال إخوانه، وكان تفكيري بعيدا جدا عن الحمل الجديد ولكن هذا رزق من الله، ولله الحمد.

وسؤالي: هل يمكنني أن أقوم بعمل ربط عنق الرحم نهائيا بعد الولادة مباشرة في مستشفى الولادة حتى أضمن عدم وجود الحمل الجديد؟ لأنني أعلم تمام العلم أن اللولب أيا كان نوعه غير مضمون، وحبوب منع الحمل لها مخاطر، وهي لا تتوافق مع حبوب الغدة، وأخذ الحقن متعب، ففكرت بشيء يمنع الحمل بتاتا ومضمون، وهو ربط الرحم -إن صح التعبير- بموافقة زوجي وإذا لم يوافق فسوف أقوم بربطه دون علمه مع أنني أعلم أنه سوف يوافق على رأيي.

علما بأنني صار لي شهر وأنا أرضع ابني، وليس عندي علم بالحمل الجديد، لأنه لا يستفرغ من الحليب الذي يرضعه.

أرجو الرد سريعا على استفساري.

وأحب أن أضيف أني قد سألت عن الحمل الجديد بعد 7 أشهر من ولادة السابق، فأرجو التكرم بالتوضيح الشامل لكيفية عملية ربط عنق الرحم بعد الولادة مباشرة لمنع الحمل، ومخاطرها، وكيف تتم العملية.

ولكم جزيل الشكر والتقدير على موقعكم الرائع والمفيد للجميع.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم نواف حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فبالطبع قد يحدث الحمل خلال الرضاعة، كما أن طريقة العزل هي طريقة غير مضمونة ولها نسبة فشل عالية.

وبما أن الحمل قد حصل، وأنت متأكدة منه، فيجب عمل تصوير تلفزيوني لمعرفة عمر الحمل بالضبط، وكلما كان في وقت مبكر كلما كان أدق كونَ الدورة لم تكن منتظمة عندك، وأيضا للتأكد من سلامة الحمل بإذن الله.

ومن الأفضل إيقاف الرضاعة في حال حدوث الحمل؛ لأن جسم السيدة لا يستطيع تلبية احتياجات الحمل الجديد، واحتياجات الطفل الرضيع، بالإضافة إلى احتياجات الجسم نفسه، كما أن عملية الرضاعة وما تسببه من تحريض للحلمات قد تثير عضلة الرحم عند السيدات ذوات الرحم الحساس، فقد تحدث حينها بعض التقلصات الرحمية.

وبالنسبة لعملية الربط فأظنك تقصدين ربط الأنابيب وليس ربط عنق الرحم، وهذه العملية -أي عملية ربط الأنابيب- هي عملية تجرى لمنع الحمل بشكل دائم- أي يجب أن تعتبريها غير قابلة للعكس - ولذلك عليك أخذ قرار متأن ومدروس، ويجب أن يكون القرار مشتركا بينك وبين زوجك حتى لا تشعران بأي تردد فيما بعد.

والعملية من الممكن عملها بعد الولادة ب 48 ساعة حيث تكون حالة الأم وحالة الطفل قد استقرت -بإذن الله-، وحينها يمكن عملها عن طريق فتح البطن، وعمل جرح صغير تحت السرة مباشرة، ومن خلاله يتم ربط الأنابيب بعد قص جزء صغير منها في الجهتين.

كما يمكن- وهو الأفضل -أن يتم الانتظار إلى ما بعد مرور ستة أسابيع على الولادة ثم عمل العملية عن طريق المنظار، وليس عن طريق فتح البطن، ويتم خلالها وضع إما حلقة بلاستيكية أو معدنية أو كي الأنابيب في الجهتين.

العملية بسيطة جدا وليس لها مخاطر -بإذن الله-، إن تمت بيد طبيبة ذات خبرة.

نسأل الله -عز وجل- أن يتم لك الحمل والولادة على خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً