الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هو مرض اضطراب التحول؟ وهل المصاب به يحتاج لعلاج نفسي؟

السؤال

ما هو مرض اضطراب التحول؟ هل يعتبر من الأمراض الخطيرة؟ وما مدى إمكانية الزواج؟ وهل المريض به يحتاج لعلاج نفسي طويل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / أسامة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فاضطراب التحول هو أحد الأمراض العصبية أو العُصابية التي يتحول فيها العرض النفسي إلى عرض عضوي، أو إلى ظاهرة مختلفة تمامًا من أصل الحالة الأولى، كأن يكون الإنسان قلقًا أو تحت ضغوط نفسية فيفقد القدرة على الكلام، هنا يكون العرض النفسي تحول إلى عرض عضوي، وهو افتقاد القدرة على الكلام، أو مثلاً يُصاب الشخص بضعف في أحد أطرافه (يديه أو رجليه أو كليهما) ويكون مثل المريض الذي يعاني من الشلل الفالج، وفي حقيقة الأمر لا يكون هذا التغير تغيرًا عضويًا، أي لا زالت الرجل أو اليد محتفظة بوظائفها، لكن المريض لا يستطيع أن يحركها، وهذا ليس تصنعًا، إنما هو على مستوى العقل الباطني وله عدة تفسيرات، ويعتبره بعض المختصين نوعاً من التفريغ النفسي، أي أن الإنسان فشل في أن يُعبر عن ذاته وعن مشاعره نفسيًا، فتحولت إلى أعراض عضوية أو تشبه العضوية في ظاهرها، ولكن لا يوجد مرض عضوي حقيقي.

اضطراب التحول قد يظهر في أشكال وأوضاع أخرى، مثلاً: فتاة تعرضت إلى ضغوط نفسية معينة وفشلت في أن تواجه مشاكلها، تجدها مثلاً تقول أنها فقدت ذاكرتها وأنها لا تستذكر أموراً معينة، أو ربما تبدأ في التنقل من مكان إلى مكان دون أن تُدرك ذلك، ففي مثل هذه الحالة المكون النفسي تحوّل إلى مكوّن آخر.

هذا هو الذي يُقصد باضطرابات التحول، والبعض يسميها الهيستريا التحوّلية، وإن كان هذا الاسم قديماً ولا نفضله كثيرًا، لأنه يحمل شيئاً من الوصمة الاجتماعية، وهذه العلة تكثر وسط البنات، وهي الآن في تناقص مستمر، ويعتبرها البعض بأنها علة نشاهدها فيما يسمى بدول العالم الثالث أكثر مما تُشاهد في الدول الغربية.

إمكانية العلاج: هذه الحالة تعتبر حالة بسيطة، وعن طريق المساندة النفسية السليمة والشرح من الطبيب المقتدر، وجعل المريض يستبصر ونحسن من دافاعاته النفسية، يتم علاج مثل هذه الحالات تمامًا، وهي لا تمنع من الزواج، فكثير من الفتيات اللواتي كن يعانين من هذه الحالة تزوجن وقد اختفت الحالة تمامًا.

فإذن الحالة لا تمنع الزواج، لكن لا بد للفتاة أن تتعلم دفاعات نفسية إيجابية، بمعنى أنه إذا حدث خلاف ما بينها وزوجها مثلاً ربما تعبّر عن مشاعرها بنوع من التحول في الأعراض، وهذا قد لا يكون أمرًا محمودًا.

ومن أفضل وسائل علاج هذه الحالات أيضًا هو التفريغ النفسي، على الإنسان أن يتحدث عن مشاعره، حتى وإن كان هنالك نوع من عدم التوافق مع الأطراف الأخرى يجب أن يعبر عن ذلك عن طريق الحوار والكلام والمناقشة المنضبطة؛ حتى لا تتحول هذه الأعراض إلى أعراض أخرى تُضعف من موقف الإنسان الذي يعاني من العلة، ويعرف أن اضطراب التحول يتلاشى مع مرور الزمن وتقدم العمر واكتمال النضوج النفسي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً