الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما رأيكم بدواء (ديناكست) لعلاج القلق؟

السؤال

السلام عليكم

أود الاستفسار عن دواء (ديناكست) فقد كنت استعملته لعلاج حالتي التي هي: القلق التوقعي, وتناولته لأول مرة واستعملته, وقد تناولت أول جرعة الساعة 1 ليلا ولمدة 5 أيام، ولكني وبصراحة لم أستفد إلا شيئا بسيطا لا يكاد يذكر, فالتفكير والشعور ما زال موجودا، فعند الذهاب لمنطقة خارج منطقتي أشعر وأفكر بأن شيئا سوف يحدث لي مثل: الدوخة أو القلق أو التوتر, وكذلك عندما يكون الجو غائما, وهكذا, وبصراحة فإن أغلب معاناتي هي: التفكير, والشعور, ونادراً ما تتحول إلى أعراض جسمانية للقلق, والتوتر, وإن حدث فلدقائق معدودة, فلماذا لم أستفد من (الديناكست) أم أن طريقة تناوله خاطئة؟ وما هي الطريقة الصحيحة؟ وهل صحيح أنه يأخذ مفعوله بعد ساعتين فقط من تناول أول حبة؟ ومتى يكون مفعوله الفعلي؟

أشعر يا دكتور بأنه عندما يسافر أحد أقاربي أو صديق لي كأنني أنا الذاهب إلى منطقة بعيدة أو أنني أريد رؤية هذا الشخص الآن وإلا فسوف أتوتر أو يحدث لي شيء فما تشخيص هذه الحالة؟

هل هي من القلق التوقعي؟ مع العلم أنها ليست دائمة, وأستطيع تجاوزها بتحقيرها كالأفكار الأخرى ولكن كل هذه الأفكار مزعجة, وأود التخلص منها لأنها تعيقني أحيانا.

شكراً جزيلا لكم, وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

بارك الله فيك, وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

الديناكست يعتبر من الأدوية الخفيفة جداً؛ ولذا فهو يوصف لعلاج حالات القلق غير المركب، والذي نقصد به القلق البسيط من الدرجة الثانية أو الثالثة، والديناكست يكون أكثر فعالية إذا تم استعماله كدواء داعم لأدوية أخرى، وكما ذكر في استشارة سابقة فقد تحدثنا عن الزولفت وعن السبرالكس، وهذه أدوية أساسية لعلاج القلق والتوتر.

الذي أود أن أقترحه عليك هو أن تدعم الديناكسيت بأحد الدواءين ربما يكون السبرالكس بجرعة (10) مليجرام يومياً لمدة ثلاثة أشهر, ثم بعد ذلك تخفض الجرعة إلى نصف حبة أي (5) مليجرام يومياً لمدة شهر, ثم تتوقف عنه, وتستمر على الدياكسيت لمدة ثلاثة أشهر أخرى، وجرعة الديناكسيت يفضل تناوله في فترة الصباح أو النهار؛ لأن بعض الناس يشتكي من اضطراب في النوم حين يتناوله في وقت متأخر من الليل، فإن شاء الله تعالى بإضافة السبرالكس كما أوضحت لك سوف تختفي هذه الأعراض الجسدية الناتجة من القلق والتوتر.

لا نستطيع أن نقول أنك لم تستفد من الديناكسيت، لكنه وإن كانت هذه الاستفادة جزئية فإنك مع تناوله نهاراً بجانب السبرالكس سوف يؤدي إن شاء الله إلى اختفاء هذه الأعراض تماماً.

فعالية الديناكسيت تقريباً تبدأ بعد (40) دقيقة إلى ساعة من تناوله, وقمة مفعوله تكون بعد ثلاث إلى أربع ساعات من تناوله، من حيث إن مستوى الدواء في الدم يكون في أعلى تركيز، ملاحظتك حول شعورك عندما يسافر أحد أقاربك أو صديق كأنك أنت الذي ذهبت إلى منطقة بعيدة هذا نوع من اضطراب الآنية البسيط أو الشعور بالتغرب أو الشعور بالتقرب وكلها مشاعر مرتبطة باضطراب الآنية كما قلنا, وهذا جزء من التوتر والقلق وليس أكثر من ذلك.

إذن هي عرض لمرض, والمرض هو القلق والتوتر، وأقول لك نعم هي جزء من القلق التوقعي والحمد لله تعالى أنك تستطيع أن تتجاوزها وذلك بتحقير الأفكار, ووضعها جانباً واستبدالها بفكر أفضل وأكثر إيجابية.

بارك الله فيك, وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً