الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من توجس في المشاعر والأحاسيس والقلق فما العلاج؟

السؤال

إلى الدكتور / محمد عبدالعليم المحترم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،

بداية أرسل إليك تحياتي ويعلم الله بأني أحبك في الله حيث أنني دائم القراءة في استشاراتك جعلها الله في ميزان حسناتك .

حاولت يا دكتور الاتصال بك يوم الأحد الموافق 10/7/2011 في تمام الساعة السابعة والربع في بتوقيت الإمارات ولم ترد علي . على العموم يا دكتور.
لا أعرف من أين أبدأ حيث أنه يوجد لدي عدة استشارات سابقة بأرقام هي كالتالي:
(2106948) و (2107292) واستشارات أخرى لا أحفظ أرقامها ، المهم في يوم الأحد أحسست بأحاسيس غريبة جدا منها بأنني سوف أدوخ، وأن شيئا خطيرا سيحدث وبضيق شديد جداً مما سبب لي قلق وتوتر وخوف من شيء غير معلوم وأحسست كذلك بأني لن أصل إلى الطريق الذي سأذهب إليه، حيث أنني كنت أتمشي على أقدامي وأحاسيس ومشاعر أخرى لا أعرف كيف أصفها وحيث أنني لا أعرف كيف أصفها تجعلني في حيرة ما هذا الذي يحدث معي هل هي أشياء نفسية أم ماذا؟

واستمرت هذه الحالة مدة نصف ساعة، وبعدها شعرت كأن شيئا لم يكن مما جعلني أستغرب ما هذا الذي يحدث؟
علماً بأني منذ شهرين ذهبت إلى دكتور نفساني وكان يأتيني عارض عند دخول المسجد وهو ضيق أثناء الصلاة، وأن شيئا سيحدث فوصف لي دواءً السبراليكس حبة يومياً 10 ملغم لمدة شهر، ومن ثم مراجعته، حقيقة يا دكتور حتى هذه اللحظة لم آخذ الدواء حيث أنني أخاف من الأدوية وخصوصاً عندما يصاحب الدواء أعراض جانبية.

أنا مشتت الذهن يا دكتور لا أعرف ماذا أفعل، مع العلم بأن هذه الأعراض تأتيني من فترة إلى أخرى، وقد تذهب فترة طويلة، لا يوجد شيء مما يجعلني في حيرة في أخذ الدواء أرجو مساعدتي يا دكتور، وأرجو تفصيل هذه الأحداث التي تحدث معي ماسببها؟ وما علاجها؟ وهل هي خطيرة أم ماذا؟
وكيف أعرف بأني فعلا في حاجة الدواء وأن هذه الأمور نفسية بحتة؟ وإذا كانت نفسية فلم تذهب وتعود؟؟ وكيف أقنع نفسي بأخذ الدواء؟
أرجو منك يا دكتور الدعاء لي بأن يخفف الله عني هذه المشاعر، والأحاسيس حيث أنني أصبحت أعيش في حالة توجس بأن تأتيني هذه المشاعر والأحاسيس في أي لحظة وفي أي مكان.

بارك الله فيك يا دكتور وجعلك ذخراً للأمة الإسلامية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مأمون حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فآسفٌ جدًّا أنني لم أستطع الرد على التليفون، وذلك ربما لكثرة المشاغل.
أود أن أشكرك على ثقتك في هذا الموقع وفي شخصي الضعيف، والذي أود أن أذكره لك أخي الكريم أننا حريصون جدًّا في إسلام ويب أن نعطي الناس حقائق بقدر ما نستطيع.

ثانيًا: العلاج النفسي هو رزمة متكاملة، بمعنى أن العلاج يتكون من علاج بيولوجي – وهذا نقصد به الدواء – وعلاج نفسي – وهذا نقصد به التوجيهات النفسية السلوكية – وعلاج اجتماعي – وهذا نقصد به تغيير نمط الحياة ومحاولة حل المشاكل الحياتية إن وجدت.
أي علاج لا ينتهج هذه الأسس الثلاثة لا أعتقد أنه سيكون متكاملاً أو سوف يكون مفيدًا.

فيا أخي الكريم: ثق تمامًا أننا لن نصف لك أي دواء يكون فيه ضرر، واهتمامنا بالسلامة قبل اهتمامنا بالفعالية، والذي لا نرضاه لأنفسنا ولأسرنا لا نرضاه للآخرين، وشيء آخر مهم جدًّا: لا يمكن أن نُدخل أنفسنا في إشكاليات قانونية وأن نصف أدوية من خلال موقع دون وصفة طبية، لكن لأن هذه الأدوية سليمة ومعروفة وفي الأصل لا تحتاج لوصفة طبية فلذا نحن نقوم بوصفها.

أرجو يا أخي الكريم أن تبني قناعاتك على هذا الأساس، ونحن كمسلمين مطالبين بأن نأخذ بالحكمة وبالمعرفة، والحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أحق الناس بها، وقد أُثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن هذه الأعراض النفسية بسيطة أو شديدة كانت لها مكوّن بيولوجي، بمعنى أن كيمياء الدماغ أو ما يعرف بالموصلات أو الناقلات العصبية يحدث فيها شيء من الخلل، قد يكون بسيطًا، وقد يكون شديدًا، وأسبابه غير معروفة، وبفضل من الله تعالى اتضح أن هذه الأدوية تضع هذه الاختلافات الكيميائية في مسارها الصحيح.

والشيء الآخر هو: أنه خلال العشرين سنة الأخيرة حصلت تطورات أستطيع أن أصفها بأن أقول أنها مهولة، وفظيعة جدًّا فيما يخص التطوير العلمي الخاص بكيمياء الدماغ ونوعية الأدوية النفسية. الأدوية المطروحة الآن أدوية سليمة، فعالة، وغير إدمانية.

لا أحد يستطيع أن يقول هنالك دواء سليم مائة بالمائة، هذا غير موجود، حتى الطعام يكون مرات كثيرة غير سليم مائة بالمائة، البنادول والإسبرين لها آثار جانبية، لكن الأمر أمر نسبي، وما دام الدواء لا يسبب أي نوع من الآثار الجانبية التي تحمل خطورة فلماذا لا يتعاطاه الإنسان.

أنا أدعوك وأنصحك بأن تتناول السبرالكس، وأعرفُ جودته، وأعرفُ سلامته، وأنت حين تذهب إلى الصيدلية لا يطلب منك وصفة طبية في معظم الدول، وهذا دليل قاطع على سلامة الدواء.
فأرجو أن تستفيد من هذه السانحة ومن هذه الفرصة، وأخذ العلاج كشيء متكامل، والدواء هو جزء من هذه المنظومة التكاملية إن شاء الله تعالى.

بالنسبة للأعراض: يعرف عن الأعراض النفسية أنها متذبذبة، قد تأتي، وقد تختفي، وقد تزيد، وقد تنقص، وتختفي أعراض، وتظهر أعراض جديدة، وهكذا، فلا تستغرب أبدًا لما يحدث لك لأن هذه هي طبيعة هذه الحالات.

وشيء آخر: أنا أقول لك أن حالتك بسيطة وليست خطيرة، وتدارك الأمور في بداياتها دائمًا أفضل؛ لأن ذلك يمنع حقيقة إطباق المرض على الإنسان، وأرجو أخي الكريم أن تأخذ بهذا الإرشاد، وأسأل الله تعالى أن ينفعك به، وثق تمامًا أننا نهتم بالسلامة قبل الفعالية خاصة فيما يخص الأدوية، ومن وجهة نظري هي نعمة عظيمة من نعم الله تعالى.
أشكرك على التواصل مع إسلام ويب، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الأردن jojo-nabela@hotmail.com

    الله يشفيك وأنا عندي تقريبا نفس الحاله
    أو نفس الاعراض واتعالجت عند دكتور نفسي لكن مع العلاج الطبي القران والقرب من الله وكثرة السجود تريح الاعصاب ويزيل التوتر وحاول تبعد عن الأشياء اللي بتوترك وبالاخص الاشخاص السلبية ، وتمنياتي لك بالشفاء .

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً