الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يوجد حمض أميني معين يرفع الموصل العصبي -جابا- بدلاً من الأدوية الإدمانية؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

هل يوجد حمض أميني معين أو غذاء معين يمكن أن يرفع الموصل العصبي المثبط المسمى -جابا- بدلاً من الأدوية الإدمانية مثل الزناكس؟

قد قرأت أن الجلوتامين يعتبر ناقلاً عصبياً مثيراً، ولا يؤثر على المزاج والتفكير مثل السيروتونين والدوبامين، وهذه الميزة جعلت من يستخدمه لرفع مستوى الناقل جابا في الدماغ، وبالتالي الاسترخاء، ما تعليقكم على ذلك؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأتفق معك تمامًا أن الجابا هو أحد الأحماض الأمينية غير الضرورية -كما هي الترجمة من اللغة الإنجليزية- وإن كان من الأملاح الضرورية بالطبع، ولا شك في ذلك، ويتميز هذا الحمض الأميني بأنه يعتبر العامل الجوهري الأساسي الفعال في إراحة خلايا الدماغ وتقليل قوتها الانفعالية والاندفاعية، ويجعلها في حالة من الاسترخاء والتوازن، وهذا بالطبع يحفظ هذه الخلايا من الاحتراق، وينعكس ذلك إيجابًا على الإنسان فيما يخص صحته النفسية وكذلك الجسدية.

الأدوية من فصيلة الزناكس وكل البنزودايزينات لا تعمل مباشرة على الجابا، لأن ذلك كان هو الاعتقاد السائد فيما مضى بأنها تعمل مباشرة على الموصل العصبي جابا، ولكن اتضح أنها تعمل من خلال المستقبلات العصبية الخاصة بالبنزودايزبين، وهذه المستقبلات العصبية تؤثر على الجابا، أي أن تأثير الأدوية الإدمانية هو تأثير غير مباشر، ولكن في نهاية الأمر يكون التأثير الفعلي على الجابا.

هذه الأدوية ليست مستحسنة أبدًا، والسبب الرئيسي لذلك أنه بجانب خصائصها الإدمانية أنها تعمل المقدرات المعرفية مضمحلة، ومن أخطر ما تؤدي إليه أنها قد تؤدي إلى زيادة الانفعالات والميل نحو العنف لدى الكثير من الناس، وذلك بالرغم من صفاتها التهديئية السطحية.

بالنسبة للجلوتامين فهو مثير عصبي ويُعرف أن الجابا يُولّد من الجولوتامين وذلك من خلال عمليات استقبالية وتمثيل أيضي فسيولوجي معقّد جدًّا، لكن لا يمكن أن نقول من الناحية العلمية أننا يمكن أن نعطي الجلوتامين، وذلك حتى نزيد من نسبة الجابا، هذا لا يمكن من الناحية العلمية والتطبيقية، إنما مستوى الجابا يُرفع في الجسم من خلال التغذية المتوازنة والتركيز على تناول أكبر كميات ممكنة من البروتينات، لذا وجد أن النباتيين لديهم مشكلة أساسية في ضعف مستوى الجابا لديهم.

فإذن أخي الكريم: ركز على وجبات طعام متوازنة، مع التركيز على زيادة نسبة البروتينات، وهنالك أيضًا مؤشرات تشير أن إضافة ملح المنجنيز وفيتامين ب 1، 3، 6، 12، وحمض الفوليت، هذه أيضًا تحسن من مستوى إفراز الجابا، فإذن لا مانع من تناول هذه الفيتامينات، وهنالك بعض مركبات الفيتامينات التي تجد أن الأملاح الأمينية قد أُضيفت لها، وتجد أن الجلوتامين موجود في هذه المركبات، وهذه أيضًا يمكن تناولها.

هذا هو التعليق الذي أود أن أوضحه، ولا شك أن سؤالك سؤال جيد ومفيد، ويدل على حسن اطلاعك، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً