السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أعاد الله عليكم رمضان بالخير، والغفران.
لقد ولدت، وعشت خارج بلد والداي, وعندما أتممت التسع سنوات أخذتني والدتي لإكمال دراستي الابتدائية في موطنها, مرت أول سنة بسلام، وفي السنة التالية دخلت المرحلة الإعدادية، وفي هذه الفترة بدأت أحس بالخوف والقلق لا أعرف من ماذا، وكان هذا الخوف يدفعني للبكاء كثيرا، وعندما أعود للبلد الذي ولدت فيه تذهب هذه الحالة عني, وفي الفترة الأخيرة عدت إلى موطن والداي بلا رجعة، وأتممت دراستي الثانوية بتعثر، وابتداءً من هذه الفترة ينتابني نفس الشعور بالخوف والقلق لكن بازدياد حتى أني كرهت بلد والداي، وانتابتني حالة من الاكتئاب والخمول، ولم أعد أجد البهجة في الحياة، وأصبحت أحس بتدهور في قدراتي العقلية على التفكير، والتركيز، والتذكر، والقدرة على الإبداع والشعور بالبلاهة وصعوبة تعلم المهارات، وضعف التركيز.
لم أجد أمامي حلا إلا أن أتعامل مع الفترة التي أعيش فيها في موطن والداي على أنها فترة مؤقتة على أمل أن أعود لمسقط رأسي مجددا , فعندما ينتابني شعور الخوف والقلق الذي يدفعني للبكاء أتجاهله، وأحاول ألا أحس به, تطورت هذه الحالة حتى أصبح إدراكي للأشياء، والعالم من حولي مختلف، وأقل أو تقريبا كأنه غير موجود, وزادت حالة الحزن، وعدم الاستمتاع بالحياة، وقلة الإدراك، أو انعدامه أكثر وتعثرت في دراستي الجامعية، واضطررت لحذف ترمين (فصلين دراسين) بعد إتمامي سنتين من الدراسة, أحس في معظم الأحيان بأني فاشل، وأجد صعوبة في تعلم المهارات الجديدة عن السابق رغم أن لدي قناعة بأني قادر على أداءها لو كنت طبيعيا.
حياتي الاجتماعي تدهورت أحس بأن الآخرين يتجنبوني، وأشعر بالرغبة في الوحدة والصمت.
ذهبت لطبيبين نفسيين، الأول أخبرني أني أعاني من اضطراب وجداني، ووصف لي \"زيلدوكس\"، والثاني أخبرني أني أعاني من اضطراب الشخصية الحدية، ووصف لي \"زيسبيرون\"، وطلب مني رسم مخ، وكانت النتيجة أني أعاني من زيادة في كهرباء المخ في الفص الأيمن \"right frontal region\"، وفي كل مرة كنت أتناول فيها واحد من العقارين كنت أحس بضيق في النفس، وسرعة نبضات القلب، وأشعر كأني سأموت.
أنا لم أخبر الطبيبين عن حالة قلة الإدراك أو انعدامه في بعض الأحيان لأني كنت أركز على عدم استمتاعي بالحياة، وأعراض الاكتئاب والخمول.
أريد منكم عافاكم الله بأن تخبروني ما سبب هذه الحالة، ومما أعاني لأني مللت من الحياة بهذه الطريقة، وأريد أن أعود طبيعيا مرة أخرى.
ولكم جزيل الشكر.