الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ابني يعاني من اضطرابات نفسية، ما العلاج؟

السؤال

جزاكم الله خير الجزاء على ما تقومون به.

ابني يبلغ من العمر (12) سنة، (مطاوع) يجامل لدرجة أنه لا يقول رأيه، مما يدفعه دائماً للكذب، بالرغم من تطميني له بأن يقول رأيه بصراحة، يأكل بنهم شديد وباستمرار، وكثير الكلام برغم من عدم إجادته السرد الصحيح للحدث.

آمل منكم التكرم بإرشادي لعلاج دوائي مناسب، ولكم مني خالص الدعوات.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن الطريقة المثلى أن يتم تقييم ابنك بواسطة أحد المختصين، وذلك للتأكد من درجة ذكائه ومقدراته المعرفية، وكذلك درجة تكيفه الاجتماعي، وسمات شخصيته، هذه الأسس الثلاثة تجعل المختص يعطي الإرشاد الصحيح لكيفية مساعدة هذا الابن.

السبب في توجيهي هذا النصح هو أن الطفل الذي يقصد بأنه مطاوع، أو اعتمادي أو ليس صاحب رأي أو سريع الانقياد، ربما يكون يعاني من درجة بسيطة من التخلف العقلي، أرجو ألا تنزعج لهذه المسميات، فما أقوله أمر افتراضي وليس واقعًا إلا إذا أُثبت ذلك.

بالنسبة لكثرة كلامه وكذلك ميوله لأكل الطعام بنهم شديد، هذا أيضًا ربما يكون في نطاق محدودية مقدراته المعرفية، لكنها ليست من الدرجة العالية، وإذا كان يعاني من أي سمنة هذا يتطلب أيضًا التقييم، لأن هنالك عللاً طبية معروفة تكون من سماتها وجود السمنة محدودية التفكير وضعف الاستيعاب وصعوبة التعلم، هذه ربما تكون أيضًا أمراً مهماً ويجب الاستقصاء والتأكد منه.


أخي الكريم: أرجو أن تذهب بابنك لطبيب الأطفال المختص في أمراض الأعصاب لدى الأطفال أو إلى الطبيب النفسي المختص بالأطفال ليقوم بتقييم هذا الابن، وإذا كانت هنالك أي ضرورة لإجراء الفحوصات سوف يقوم الطبيب بإجرائها، وعلى ضوء ذلك سوف يقدم لك الطبيب الإرشاد والنصح، وإذا كانت هنالك حاجة للدواء فسوف يصفها الطبيب.

أما من جانبي: أنا لا أريد أخي الكريم أن أقصر عنك بأي نصح، لكن لن يكون من الصواب أن أصف دواء لطفل في هذا العمر دون التأكد من التشخيص.

الإرشادات العامة أخي الكريم في مثل هذه الحالات أيًّا كان حالة الطفل أو درجة مقدراته، أن نساعده في بناء شخصيته، وذلك من خلال نصح والدته بأن تجعله يقوم بتدبير شؤونه الخاصة، خاصة فيما يتعلق بإعداد فراشه، ترتيب خزينة ملابسه، كيفية تنظيف أسنانه، تمشيط شعره، وتضبط هندامه وترتيب أوقاته.

هذه المهارات الاجتماعية البسيطة مهمة جدًّا لبناء شخصية الطفل، وأنت لا تُسرف في النصح المباشر له في خصوص ما أسميته أنه يكذب، النصح المباشر لا يفيد، لكن إذا شعرت أنه قد ذكر شيئًا أو تحدث في أمر ولم يحالفه الصدق فقل له: (يا ابني كان من المفترض أن تقول كذا وكذا، بدلاً مما قلته) هذا دائمًا أفضل، ثم تكلم عن الصدق وعن مآثر الصادقين، هذا أفضل كثيرًا.

الأمر الآخر هو: أن هذا الطفل غالبًا لا يقصد أن يكذب، لكنه يجد المخارج لنفسه، حين نحاول أن نضعه في زاوية ضيقة بأن نسأله عن أمر معين وليست له المقدرة على الإجابة بصورة صحيحة، فربما يكون الخيال يختلط لديه بالحقائق وهذا نجده عند الأطفال محدودي التفكير أيضًا، حين تختلط الحقائق بالخيال تجد الطفل قد لا يكون دقيقًا فيما يقول دون أن يقصد أن يكذب.

سيكون من الجميل أيضًا أن تتيح له اللعب مع الأطفال في عمره، هذا يتيح له الفرصة للمزيد من الانفتاح، وممارسة الرياضة أيضًا وجد أنها أمر جيد، وتحفيزه وتشجيعه ومساعدته في إدارة وقته، هذه كلها أمور طيبة جدًّا من الناحية التربوية وتساعد هؤلاء الأطفال.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله تعالى أن يجعله قرة عين لكما، وأن يحفظه وأن يجعله من المتميزين النجاحين دائمًا في كل وقت وحين.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً