الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من التشتت الذهني، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكر كل القائمين على هذا المنتدى، وأتمنى أن يكون في ميزان حسناتهم إلى يوم القيامة.

أود أن أستشير إخواني وأخواتي في مشكلة، لا زلت أعاني منها إلى الآن, المشكلة: هي التشتت الذهني، أنا الآن في العشرينات، وهذه السنة سنة رابعة في الجامعة، وأنا الآن خاطب وإن شاء الله بعد التخرج أتزوج.

المشكلة أني دائما أعاني من مشكلة تورق عيني:

1- دائما أنتقد نفسي، وأنقب عن أي شيء أخطئ فيه، وكذلك كيف أتعامل مع المشاكل التي تواجهني؟ وكم مرات أكتب ملاحظاتي على ورق؟ وبعد فترة يوم أو أسبوع أكتب من جديد، والله تعبت لمدة 4 سنوات.

أنا دائما على هذه الحالة، حتى إن الأصدقاء قلوا، وصرت نادرا ما أخرج مع زملائي أو نجتمع.

علما أني أدرس في خارج الوطن، الأمر الذي جعلني لا أثق بنفسي، وخرب علي عدة أشياء كنت أريد عملها، (انقطاع بعد فترة مثلا من مشروع مذاكرة لغة أجنبية أو أي شيئا كنت أريد أن أتعلمه)، والله حرمت نفسي من عدة أشياء هي فيّ، حرمت نفسي من الثقة بها حتى على مستواي الدراسي، بدأ يؤثر علي سبحان الذي يلطف.

صار تركيزي ضعيفا، حتى لا أستطيع أتذكر بشكل جيد، مثلا عندما أريد أذاكر لغة إنجليزية، أول ما أمسك الكتاب تأتي لي الأفكار، ما الذي عملته، وما الذي سأكون عليه في المستقبل؟

كذلك تجتمع المشاكل في وقت واحد، بصراحة تعبت، لأني أريد أواجه المشكلة وأقضي عليها ولا تعود لي مرة ثانية هذه المشكلة، من قبل قد مرت علي، وعملت لي مخططا بسيطا، لمدة شهر وتقريبا، استقريت نوعا ما، الاستقرار النفسي والمزاجي، لكن هذه المشكلة بدأت تعاودني من جديد يمكن تقل، لدي كثرة الكتابة على الورق، نقد ذاتي، ضعف التواصل الاجتماعي، عدم الثقة بالنفس، كثره التفسير والسرحان، أحس أن قلبي ضيق كأنه سوف ينفجر من الضيق الذي يهمني عليه إذا مشكلتي ما انحلت، كيف أكون عليه في المستقبل؟

خاصة أني مقبل على زواج بعد سنة -إن شاء الله-، والله محتار ومهموم دائما، صرت ما أكلم أهلي عند أن أتصل بهم على شأن لا يقلقوا علي، الأحسن أن الشخص يحاول يحل المشكلة بنفسه، لكن بصراحة حاولت وربي عدة مرات لكن تعبت.

علما أني شخص مدمن على العادة السيئة منذ زمن، وكلما بعدت عنها رجعت ثانية، أفيدوني إخواني وأخواتي وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو عابد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على السؤال، والذي إن صح فهمي له أنه بشكل أساسي كثرة شرود الذهن والانشغال، وكثرة النقد الذاتي، وضعف الثقة بالنفس، وصعوبات الحفظ والدراسة، وأنك مشغول البال على زواجك بعد سنة، وعلى مستقبل حياتك بشكل عام.

في مثل هذا الحال ربما يفيد أن تقوم وعلى ورقة -وطالما أنك تكثر من الكتابة على الورق- أن تقوم وعلى صفحة واحدة برسم خط (شاقولي) من أعلى لأسفل وفي منتصف الورقة ضع على اليمين قائمة بالمشكلات التي تعاني منها، وعلى اليسار قائمة بالإيجابيات التي عندك من صفات أو إمكانات وطاقات أو ظروف مساعدة لك.

إن هذا من شأنه أو يوضح طبيعة المشكلة كي لا تبقى مبهمة ومتداخلة، وهذا ما شعرته وأنا أقرأ رسالتك، حيث أريد أن أتعرف على طبيعة المشكلة أو المشكلات وأولوياتها، فهي ليست كلها بنفس الدرجة من الأهمية، فيفيد أن تحدد أيا من هذه المشكلات تريد أن تبدأ بالعلاج والتصحيح.

لا يفوتني هنا أن أذكر أنك وبالرغم من هذه المشكلات التي وصفت في سؤالك، فأنت وصلت السنة الرابعة في الجامعة وعلى وشك التخرج.

ربما من أولويات مشكلتك ما وصفت من كثرة التفسير وكثرة إعادة النظر، ومراجعة وتغيير ما تقوم به، ولعل لهذا طبيعة وسواسية، وما نسميه "الوسواس القهري" وبحيث تكون دائم المراجعة، وعدم الاطمئنان لما قررته سابقا فتقوم بتغييره، وهكذا حتى تتعب وتملّ، وكما هو واضح من الاسم أنه عمل وسواسي قهريّ، لا تقوم به رغما عنك، ولا تستطيع رده أو إيقافه.

العلاج الأنسب للوسواس القهري هو العلاج النفسي المعرفي السلوكي، ومن طرق هذا منع المصاب من القيام بالعمل الذي يشعر في نفسه إلحاحا شديدا لفعله، ومع الوقت يدرك أن يستطيع أن لا يقوم بالعمل ومن دون أن يحصل له ما يضر، وبالتالي تخف عنده مثل هذه الأعمال التي يكثر من القيام بها.

أحيانا يمكن للطبيب النفسي أن يصف أحد الأدوية المضادة للاكتئاب، والتي من تأثيراتها غير علاج الاكتئاب التخفيف من أعراض الوسواس القهري.

الأمر الآخر أن الإنسان إذا ما حاول وبالغ في المحاولة، والضغط على نفسه، فقد تأتي النتائج معاكسة لما أراد، وهنا يفيده أن يتأنى ويأخذ وقته من غير أن يبالغ في الضغط على نفسه.

في النهاية ذكرت مشكلة "عادة سيئة" عندك ولم تذكر ما هي، وربما هذا من نفس نوع قلة الوضوح في طبيعة المشكلة التي نريد حلها، فلابد من الوضوح وتسمية الأمور بمسمياتها، فهذا أدعى للوصول للحلّ المطلوب.

ولمزيد الفائدة يراجع علاج التشتت وعدم التركيز سلوكيا (226145 _264551 - 2113978).

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً