السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي عمره ثنتان وثلاثون سنة، توظف قبل تسع سنوات في منطقة بعيدة جدا عنا، في البداية كان يأتي في الإجازات ثم لم يعد يأتي منذ ثلاث سنوات، ثم أصبح لا يرد على جواله، لم يتزوج بعد، علمنا من اتصالات زملائه الطيبين أنه تغيب عن عمله.
ذهب أخي الأكبر إليه، سافر برا لمدة عشر ساعات، عندما وصل إليه لم يفتح له باب شقته، حتى قلق أخي عليه، فطلب مساعدة الاستقبال -المسؤول عن الشقق- ففتحوا الباب عن طريق المفتاح الإنجليزي، فوجده يغلق عليه باب غرفة النوم بالمفتاح، ورفض أن يفتح، وكان معه أحد زملاء العمل، فقام باقتحام الغرفة عن طريق المنور الخاص بالتهوية، فوجده بيده سكين خلف ظهره، وفتح لأخي الأكبر الباب، وخرج ليطرد أخي الأكبر ويقول: أتركوني في حالي، اخرجوا، حتى أخرجهم رغم محاولات منهم للتفاهم معه، ومدى القلق الذي سببه لأبي وأمي، خفنا أن يفصل من عمله، ولا فائدة، أخرجهم وأغلق الباب وعادوا أدراجهم في سفر مضني.
ثم سافر أخي الآخر قبل أسابيع، ولم يفتح لهم الباب، وأكد لهم الاستقبال أنه يخرج أحيانا في اليومين مرة، والمغسلة تحضر ملابسه والمطعم يوصل الطعام، وقال لا تقلقوا عليه سنتصل بكم لو شعرنا بأنه يحتاجكم.
أصدقاؤه أكدوا أنه فصل من عمله، وأنهم قدموا له التماسا لمديره فقال لا بد أن يكون هناك تقرير من طبيب نفسي، أو حضور والده لتقديم بلاغ إلى الشرطة لاقتحام شقته.
أبي قد علم بأمره، ولكنه مريض بالقلب، ونخاف عليه من أن ينفعل إذا لم يفتح أخي له، أو يتألم عند اقتحام الشرطة للشقة، لا ندري ماذا نفعل؟ زملاؤه أكدوا أنه من أفضل المعلمين، وقد يكون تعرض لسحر أو عين، وأنه يحب الأعمال الخيرية ويستخدم إتقانه للغة الإنجليزية في الدعوة، وما حدث له لا تفسير له.
أنا أتوقع أن تكون الوحدة أثرت عليه، فقد رفض أبي تزويحه، لأن أبي كان سيشتري منزلا فغضب أخي جدا، خاصة أن أبي زوج إخوتي بدفع المهور، فإذا تحسنت أحوالهم ردوا لأبي المال الذي ساعدهم به.