الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل من علاج يعين على الاسترخاء ويقضي على العصبية نهاراً؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إنني في الـ35 من عمري، لدي مرض مزمن بالرئتين، وأتناول من أجله بريدنيزولون(كورتيزون)يوميا لأكثر من ست سنوات، مما سبب لي أرقاً مزمناً، وعصبية وأعراض نفسية مهيجة لأسباب تافهة، وحساسية مرهفة في الشعور! ولم أستطع السيطرة على غضبي السريع وانفعالي الدائم.

وقد وصف لي طبيب نفسي الريمرون 15 يوميا قبل النوم منذ أكثر من سنتين، لكن سبب لي عصبية بالنهار وزيادة وزن، ولم أستفد منه بالنهار أبداً، فالعصبية ملازمة لي كنفسي، لكني آخذه قبل النوم فأهدأ، وإن كانت فاعليته قليلة ولا أكاد أشعر بها فرفعت الجرعة ل30 ولم أستفد نهاراً ولا زلت آخذه ليلاً لعدم وجود البديل.

علماً بأن وزني زائد 30 كجم عن المعدل الطبيعي حسب كتلة الجسم! جربت الفافرين 100 نهارا لمدة 6 شهور، ولكن سبب لي هوساً وأعراضا مخلة فقطعته.

للإحاطة: إن جرعة الكووتيزون في البداية 80 ثم نزلت تدريجيا والآن يوميا20، ولكن الأعراض المصاحبة للعلاج مستمرة، توتر وعصبية وهياج عاطفي لأتفه الأسباب، فهل من علاج يعين على الاسترخاء والنوم ليلاً ولا يزيد الوزن ولا يسبب العصبية نهاراً؟

ودمتم رعاكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب، وأسأل الله لك الشفاء والعافية.

حالتك تتطلب التعاون بين طبيب أمراض الصدر والطبيب النفسي، لا بد أن يكون هنالك تواصل وثيق بين التخصصين حتى تصب الأمور في مصلحتك إن شاء الله بصورة تامة.

الكورتيزون، لا شك أنه دواء ممتاز ومفيد في أمراض الرئتين، وفي أمراض الرئة المزمنة، ولكن كما تفضلت وذكرت فإنه ربما يؤدي إلى نوع من الشعور بالعصبية وعسر في المزاج، ولا شك أن الكورتيزون نفسه يساعد في زيادة الوزن وليس الريمانون لوحده.

الذي أنصحك به هو أن تتعامل مع الغضب حسب ما ورد في السنة النبوية، احرص على أن لا تكون انفعالياً، أطفئ نار الغضب بالوضوء، وغير المكان، وغير الوضع الذي أنت فيه، واصرف انتباهك وذلك من خلال أن تتفل ثلاث على الشق الأيسر، كثير من الناس تدربوا على هذا العلاج النبوي وقد كان مفيدًا.

ثانياً: أخي عليك أن تعبر عن ذاتك وتتجنب الاحتقانات النفسية.

ثالثاً: أنا أقدر العلة التي تعاني منها في صدرك لكن إذا كان هنالك إمكانية للرياضة البسيطة هذا ربما يساعدك أيضاً.

رابعاً: التدرب على تمارين الاسترخاء مهم جداً ويعتبر مفيداً، وهي أحسن وسيلة للاسترخاء إذا طبقها الإنسان بصورة صحيحة، فحين تقابل الطبيب النفسي في المرة القادمة يمكن أن يدربك عليها، أو يحولك إلى الأخصائي النفسي الذي سوف يقوم بهذا الدور.

أيضاً: الحرص على أذكار النوم لا شك أنه أمر مطلوب دائماً في مثل حالتك وتجنب النوم في أثناء النهار، وكذلك التقليل من تناول الشاي والقهوة وخاصة في فترة المساء، هذا إن شاء الله يساعدك كثيراً.

خامساً: النظرة الإيجابية العامة وفي مثل هذه الحالات بالرغم مما تعاني منه لكن إن شاء الله أنت أفضل من أناس كثيرين ولا بد وأن هناك إيجابيات كثيرة في حياتك فأرجو أن تستشعرها دائماً وتحاول أن تطور ذاتك وذلك من خلال زيادة المعرفة والتواصل الاجتماعي.

نأتي للعلاج الدوائي: أنا لا أريدك أبداً أن تنتقل إلى أي نوع من الأدوية دون أن تستشير طبيبك، وأنا من ناحيتي أرى أن عقار ترازدون بجرعة 50 مليجرام ليلاً وعقار سيركويل بجرعة 25مليجرام ليلاً ربما تكون خيارات جيدة جداً كبدائل للفافرين والريمانون، وهذا يفضل أن تطرحه على طبيبك وكما ذكرت لك سابقاً، حالتك تأتي تحت نطاق الطب النفسي الوصلي أي الطب الذي يتطلب التعامل ما بين أكثر من تخصص، وفي حالتك التعامل لا بد أن يكون بين الطبيب النفسي وكذلك طبيب أمراض الصدر.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب، وأسأل الله لك الشفاء والعافية.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً