الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتجنب العصبية مع زوجتي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا مقبل على الزواج، وعمري الآن 25 سنة, كنت أمارس العادة السرية منذ خمس سنوات, قبل فترة بدأت عندي مشاكل في الظهر, وسرعة في القذف، أعاني من الهموم وأجلس لوحدي كثيرا، ولا أحب أن أخرج من البيت, وأنزعج كثيرا, وعندي ضعف نظر, - والحمد لله - تركت ممارسة العادة منذ مدة من الزمن.

سؤالي الأول: كيف أقضي على الهموم؟ وما هي الطرق للبعد عن الانزعاج؟

سؤالي الثاني: هل الآلام التي نتجت عن ممارسة العادة السرية ستزول أم ستبقى بعد الزواج؟ وما هي الطرق التي أتبعها؟

سؤالي الثالث: زوجتي تعاني من القولون العصبي، فما هي الطرق التي أتبعها معها لكي أتجنب العصبية؟ وما هي الطرق التي أستطيع أن أجامعها دون أن تحصل لها مشاكل؟

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فقد ذكرت في بداية رسالتك أنك مارست العادة السرية لفترة طويلة، لكنك -الحمد لله تعالى- الآن قد أقلعت عنها، وهذا هو المهم، التوقف -إن شاء الله تعالى- يفتح لك أبواب خير كثيرة، والتوقف عن ممارسة هذه العادة السرية يعطيك -إن شاء الله تعالى- ثقة أكثر في نفسك، ويعتدل لديك موضوع القذف، ومشاكل الظهر وخلافها ستنتهي تمامًا -إن شاء الله تعالى-

من الأشياء المطلوبة والمهمة جدًّا هي أن تمارس الرياضة، الرياضة مهمة جدًّا لإزالة الشوائب النفسية كالقلق والتوترات والانفعالات والانزعاج الكثير.

التواصل الاجتماعي مهم جدًّا في حالتك، وأفضل تواصل اجتماعي هو أن تبدأ بأرحامك، كن بارًا بوالديك، أكثر من زيارة الأرحام والتواصل معهم، التفاعل الإيجابي مع الجيران، أخوة المسجد دائمًا هي من أفضل أنواع التآخي... هذا أخِي الكريم يُخرجك تمامًا من حالة الوحدة والانعزال التي تشتكي منها.

الهموم - أخي الفاضل الكريم – يُقضى عليها من خلال الصبر، ومن خلال الدعاء، ومن خلال تفهم أن هذه الحياة فيها الخير وفيها الشر، فيها الصعوبات والتسهيلات، وفيها الأمور الطيبة والجميلة، وهكذا... الإنسان جُبل على التفاعل مع محيطه، ودائمًا حين تأتي للإنسان هموم عليه أن يدعو الله تعالى أن يزيلها عنه، وعليك أن تصرف انتباهك لأشياء أفضل وأحسن وأكثر إيجابية، وإذا دققت في حياتك سوف تجد أن هنالك أشياء جميلة جدًّا لم تعرها اهتمامًا، وهذه في حد ذاتها تصرف عنك الهم والغم -إن شاء الله تعالى-

عليك أيضًا أن لا تؤجل الواجبات المطلوبة على النطاق الاجتماعي، على نطاق العمل، فتأجيل الواجبات يكثر الهموم عند الإنسان, عبر أيضًا عما بداخلك، كن واضحًا وصريحًا ومعبرًا، هذا يزيل الاحتقانات النفسية وزوال الاحتقانات النفسية يُزيل -إن شاء الله تعالى- الهم والغم.

إن شاء الله تعالى لن تواجهك أي مصاعب في الزواج، والآلام التي نتجت من العادة السرية وخلافه سوف تنتهي إذا اتبعت ما ذكرناه لك من إرشاد، خاصة ممارسة الرياضة، وأن تكون إيجابيًا في تفكيرك.

بالنسبة للفاضلة زوجتك: القولون العصبي له عدة أسباب، منها القلق والتوترات، أعتقد أنها إذا كانت بالفعل تعاني من أعراض القولون العصبي عليها أن تتجنب الغضب، عليها أن تتجنب التوتر، أن تفرغ ما بذاتها وداخلها، أن تفكر أيضًا إيجابيًا، وأن تمارس أي رياضة تناسب المرأة المسلمة، وإذا كانت هنالك حاجة لأدوية بسيطة مضادة للقلق والتوتر فلا بأس من أن تتناول أحد هذه الأدوية مثل عقار فلوناكسول والذي يعرف علميًا باسم «فلوبنتكسول» وجرعته بسيطة, وهي حبة واحدة في اليوم، وقوة الحبة هي نصف مليجراما، يتم تناولها لمدة أسبوعين أو ثلاثة أو عند اللزوم.

بالنسبة لك: كن مساندًا لها، كن ودودًا، كن عطوفًا، كن موجهًا، وكن متعاونًا معها، وهذا يدعم المحبة والسكينة والرحمة، والتي هي أسس الزوج الصالح والمستقر.

بالنسبة لموضوع الجماع: هذه عملية غريزية، أسأل الله تعالى أن يُبعد عنكما وعن ما يرزقكما الشيطان، هذا مهم جدًّا، أشعرها بالأمان، ارفع من مستوى إدراكها أن المعاشرة الزوجية هي أخذ وعطاء، وهذه الأمور تأتي غريزيًا، ويجب أن لا يُستمع إلى القيل والقال فيما يخص المعاشرة الزوجية، فهي عملية طبيعية غريزية عاطفية وجدانية إنسانية، يُشبع الناس من خلالها شهواتهم، وهذا الإشباع هو إشباع مشروع، ويتم -الحمد لله تعالى- في ستر وسكينة، وهذا هو المطلوب، وليس أكثر من ذلك.

ولمزيد من الفائدة راجع هذه الاستشارات لتعرف كيفية التخلص من الهم والحزن (2110600 - 237889) ولعلاج الغضب والعصبية سلوكيا (276143 - 268830 - 226699 - 268701) وللتعرف على أسباب وعلاج ضعف النظر (2115788 - 2127410 - 16587 - 227172) ففيها الجواب الشافي -إن شاء الله-.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأن يتم زواجكما على خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً