السؤال
أنا أعاني من وسواس قهري، ورهاب اجتماعى وقلق، انتظمت منذ شهرين في أخذ قرصين فلوكستين في الصباح، ولكن بلا فائدة، فأنا أشعر بإحباط شديد، وكرهت حياتي، فهي بلا معنى، فهل هناك علاج لحالتي؟
أنا أعاني من وسواس قهري، ورهاب اجتماعى وقلق، انتظمت منذ شهرين في أخذ قرصين فلوكستين في الصباح، ولكن بلا فائدة، فأنا أشعر بإحباط شديد، وكرهت حياتي، فهي بلا معنى، فهل هناك علاج لحالتي؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ abdallah حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أولاً: فإن عدم الاستجابة للعلاج ربما يرجع لعدة أسباب، أهمها هل التشخيص صحيح أم لا؟ وهذا يقودني أن أسأل أيضًا: هل أنت فعلاً تعاني من وساوس قهرية ورهاب اجتماعي؟ ومن الذي قام بالتشخيص؟ هل هو طبيب أو شخص آخر؟
ثانيًا: أنت ذكرت أنك منتظم في الدواء، وهذا أمر جيد جدًّا؛ لأن عدم الانتظام في الدواء هو من الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى فشل العلاج.
ثالثًا: هنالك علاجات نسميها بالعلاجات السلوكية، وهي مهمة جدًّاً، مثلاً بالنسبة للوساوس القهري لابد للإنسان أن يرفضه، أن يتجاهله، أن يكون واثقُا من سخفه، وأن يقوم بأفعال ويثبت أفكاراً مضادة تمامًا للوساوس.
الأمر مماثل جدًّا بالنسبة للرهاب الاجتماعي، فصاحب الرهاب الاجتماعي دائم الاعتقاد بأنه أقل كفاءة من الآخرين، هذا الاعتقاد خاطئ تمامًا، كما أن التغيرات الفسيولوجية التي تحدث عند المواجهة الاجتماعية، وهذه التغيرات تتمثل في سرعة ضربات القلب، أو وجود تعرق أو رجفة، أو شيء من هذا القبيل، هذه كثيرًا ما يؤولها صاحبها بأنها سوف تؤدي إلى سقوطه أرضًا، أو أنه سوف يحدث له دوّار شديد أو إغماء، أو أنه سوف يفقد السيطرة على الموقف، وأنه مراقب من جانب الآخرين... هذا كله اعتقاد خاطئ تمامًا، نعم هنالك تغيرات داخلية لكن ليس بهذه الصورة الفظة التي تسبب قلق ثانوي لصاحبها.
فإذن خطط العلاج هي تحقير فكرة الوسواس والخوف، وكذلك المواجهة المستمرة، هذا بالطبع إذا كان التشخيص فعلاً هو وسواس قهري ورهاب اجتماعي، وفي ذات الوقت هنالك ترتيبات سلوكية مهمة جدًّا تفيد كثيرًا، مثلاً: ممارسة الرياضة الجماعية، حضور الصلوات في المسجد مع الجماعة، الحرص على إدارة الوقت بصورة صحيحة... هذه كلها علاجات سلوكية أساسية.
بالنسبة للدواء: الفلوكستين دواء جيد جدًّا، دواء فاعل جدًّا، لكن في بعض الأحيان الدواء يحتاج أيضًا للصبر لمدة أطول، أنا أتفق معك أن مدة شهرين مدة معقولة جدًّا، لكنا شاهدنا بعض الناس الذين لم تتحسن أحوالهم إلا بعد ثلاثة أو أربعة أشهر من تناول الدواء، فأقترح لك أن تراجع الطبيب، وذلك للتأكيد على التشخيص، ومن بعد ذلك عليك بتطبيق الآليات السلوكية التي ذكرناها، ولا شك أن الطبيب الذي سوف تقابله سوف يُفضي لك بالكثير مما يفيدك في هذا المجال.
العلاج الدوائي يمكن أن يستبدل أو يمكن أن ترفع الجرعة، أو يمكن أن تترك الجرعة كما هي ويضاف إليها أحد الأدوية المدعمة مثل عقار فلوناكسول أو رزبريادون بجرعة صغيرة، وفي بعض الأحيان نضيف عقار فافرين والذي هو من أفضل الأدوية المضادة للوساوس القهرية.
ليس هنالك ما يدعوك أن تكره حياتك، فالحياة جميلة، وأنت في بدايات سن الشباب، وأمامك الكثير الذي يمكن أن تؤديه ويمكن أن تقوم به، عليك بالتفاؤل، وأن تكون ثقتك في الله تعالى أولاً، ثم بعد ذلك تثق في مقدراتك، وتضع لنفسك خارطة طريقٍ تتحرك من خلالها بصورة إيجابية جدًّا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.