الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

البروزاك والريزبريدال سببا لي قلقا وهلعا شديدا...فما الحل؟

السؤال

جزى الله القائمين على هذا الموقع الفردوس الأعلى، بدون حساب ولا عذاب.

أنا صاحب الاستشارة رقم 2135340 ،باختصار شديد أثابك الله يا دكتور، أحب أن أصف لك تطورات حالتي: لقد استخدمت البروزاك والريزبريدال، ولكنهما سببا لي قلقاً شديداً وهلعاً من نوع غريب، فعند استيقاظي لا يأتيني هلع، ولكنه يأتيني عند النوم، فأصبحت أستيقظ من النوم، وأرى سواداً هائلاً، ويتزامن معه نوبة هلع فورية، ويا له من شعور مرعب! أعلم أنه في الأسبوعين الأولين تكون الأعراض هكذا، فاتجهت إلى طبيب نفسي بمستشفى حكومي، وأعطاني مهدئ الاتيفان حبتين فقط، ورفض أن يزيد عليها، استخدمتها وكانت مفيدة إلى حد بعيد، ولكنني اضطررت إلى إيقاف البروزاك والريزبريدال بسبب نوبات الهلع الغريبة.

الآن صار لي أكثر من أسبوع تركتها، وتوقف الهلع، ولكن صار يأتيني اضطراب في النوم، فعندما تأتي ظلمة النوم أشعر بأنني سأموت، وأنني بين الحياة والموت، فأضطر أن أقاوم هذا الشعور الذي هو أسوأ من اختلال الآنية بمراحل، والله المستعان.

أفكر باستخدام سيبراليكس والسيروكويل سوية؛ لأني -والحمد لله- كنت أيام السيبراليكس مرتاحاً جداً، ولا يؤثر علي الوسواس القهري والهلع إلى هذه الدرجة، علماً أني لم أرسل هذه الرسالة إلا بعد التعب والإعياء الشديد قبل النوم، وأصبحت حتى وقت النوم أتخيل أشياء تتعبني، وكأنني مستيقظ، وأعاني كأن بي الحمى والكوابيس سوية.

فما رأيك وفقك الله وذريتك.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فنشكرك على كلماتك الطيبة، وأسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد، وأنا بالطبع أذكر رسائلك السابقة تمامًا، وهذا يُسعدني حقيقة؛ لأنك إن لم تحس بفائدة فيما تقدمه استشارات إسلام ويب لما تواصلتَ معنا، فلك التقدير على هذه الثقة.

أنت اتخذت القرار الصحيح، وهو التوقف عن البروزاك والرزبريادون، دراسات كثيرة تشير أن حوالي عشرة بالمائة من الذين يتناولون البروزاك قد تأتيهم نوبات قلق حادة، وخمسة بالمائة من هؤلاء يزول منهم القلق لاحقًا، لكن الخمسة بالمائة الأخرى سيظل القلق ملازمًا لهم، وفي هذه الحالة، أو نستطيع أن نقول أن الحالتين يفضل التوقف عن البروزاك، وهناك تفسيرات علمية كثيرة لهذه الظاهرة، وهو أن بعض الناس لديهم حساسية في المستقبلات العصبية التي يعمل من خلالها الفلوكستين (البروزاك) وفي مثل هذه الحالات حين يزداد القلق ولا يبدأ في الانحسار بعد أسبوعين من بداية الدواء فهنا نقول أن قرار إيقافه هو القرار السليم؛ لأن الجانب النفسي يجب أن يراعى في مثل هذه الحالات، أي أن الدواء أعطي في الأصل من أجل أن يُساعد الإنسان، وحين تتأتى منه مثل هذه السلبيات يُضاعف من حالة القلق الموجودة أصلاً.

أنا أتفق معك مائة بالمائة بأن ترجع وتتناول السبرالكس والسوركويل سويًّا، فكلا الدوائين متميزان، وتجربتك السابقة كانت إيجابية جدًّا، ونحن في ممارساتنا العملية اليومية نسأل الناس دائمًا إن كانوا قد تناولوا أدوية سابقة، وما هي ردود الأفعال التي حدثت لهم، ونسألهم أيضًا عن التاريخ الأسري إن كان هناك أحد من ذويهم مر بحالة نفسية وأي نوع من الدواء قد استجاب له، هذا مفيد جدًّا لأنه يعرف أن استجابات الناس وتواءمهم مع الأدوية هي ميزة خاصة جدًّا لكل إنسان، وتجد أن بعض الأسر تستجيب لأدوية معينة، ولا تستجيب لأدوية أخرى.

إذن تجربتك السابقة هي بشرى عظيمة لنا ولك أنك سوف تستجيب بصورة رائعة ورائعة جدًّا للسبرالكس والسوركويل، فابدأ في تناولهما، ويمكنك أن تبدأ السبرالكس بجرعة خمسة مليجراما يوميًا لمدة أربعة أيام مثلاً، ثم بعد ذلك اجعلها عشرة مليجراما، واستمر عليها لمدة أسبوع، بعد ذلك ابدأ في تناول السوركويل بجرعة خمسة وعشرين مليجرامًا، ثم استمر بالطبع في تناول السبرالكس.

إذا تحسنت الأمور فهذا هو الذي نريده، وإن لم يحدث تحسن حقيقي فلا مانع أبدًا من أن ترفع السبرالكس إلى عشرين مليجرامًا، ولك الخيار في أن ترفع السوركويل أيضًا إلى خمسين مليجرامًا، لكن إذا كان مستوى النوم لديك جيدا، والحالة الاسترخائية طيبة فخمسة وعشرين مليجرامًا من السوركويل سوف تكون كافية.

أقل مدة تظل فيها على السبرالكس أرجو أن لا تقل عن سنة، وهذه ليست مدة طويلة، إذا كانت الجرعة عشرين مليجرامًا استمر عليها لمدة ستة أشهر، بعد ذلك خفضها إلى عشرة مليجراما لمدة ستة أشهر أخرى، ثم يمكن أن تخفضها إلى خمسة مليجراما يوميًا لمدة شهر.

أما إذا انتفعت من جرعة العشرة مليجراما فاستمر عليها لمدة عام، لا بأس في ذلك أبدًا، بعد ذلك خفضها إلى خمسة مليجراما يوميًا لمدة شهر – مثلاً – ثم خمسة مليجراما يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم يمكن التوقف عن تناول الدواء، والسوركويل أفضل أن تستمر عليه لمدة عشرة أشهر على الأقل، يعني يمكن التوقف عنه شهر إلى شهرين قبل التوقف عن السبرالكس، وحتى إن ازدادت المدة أو طالت المدة عن سنة فهذا أيضًا أمرًا مقبولاً تمامًا، فالجرعات الوقائية تكون مفيدة لكثير من الناس الذين لديهم الاستعداد للقلق والتوترات والهلع، وأنا على ثقة تامة أنك لن تنسى الآليات العلاجية الأخرى المتعلقة بتعديل السلوك، وتغيير نمط الحياة والتفكير الإيجابي.

نظم صحتك النومية أيضًا من خلال الحرص على ممارسة الرياضة، وتجنب المثيرات مثل محتويات الكافيين في فترات المساء، والنوم النهاري لا شك أنه ليس صحيًا إذا طال، وعليك بالأذكار، فإن فيها خيرا كثيرا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً