السؤال
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
أنا فتاة أبلغ من العمر 23 سنة، متزوجة حديثا لكن لم ألتحق ببيت زوجي بعد.
أريد المساعدة بشأن حالتي، ولا أعلم ما أفعل! ولا أريد زيارة طبيب نفسي نظرا للظروف المادية، ولرؤية الناس للمريض النفسي.
قبل زواجي، كنت أتوتر وأنزعج وأتعصب لأبسط الأشياء، لكن لم أكترث قط لهذا السلوك؛ لأني كنت مشغولة فقط بدراستي، والآن وبعد أن تزوجت، أصبحت أراقب سلوكياتي كثيرا، وسرعان ما ازدادت لدي حدة العصبية، والتوتر والحيرة والشكوك، أتوهم طوال اليوم بأن زوجي سيتركني يوما ما، أو أنه سيمل مني وينظر في غيري، أو أن أحدا سيضمر لي السوء ويوقعني في فخ ليفرقني عن زوجي، وهذا الخوف بات يلاحقني لدرجة أنه إذا رن هاتفه، يبدأ قلبي بالخفقان بسرعة حتى أعرف من المتصل، هذا من جهة.
أنا أحب زوجي كثيرا، أصبحت مهووسة من أن يتركني يوما ما، فأجن أو أنتحر، كما وأشك فيه طوال الوقت أين ذهب، وأين هو؟! وأنه ليس في العمل، بل يخونني، فأشعر بالضعف والخوف وعدم القدرة على القيام حتى بالأعمال المنزلية، وكلما كلمني في الهاتف ألومه أين كان، ولماذا لم يتصل، فتبدأ المشاكل بيننا.
أنا أشعر أن شخصيتي أصبحت ضعيفة، وأن قوة التركيز لدي ضعفت أيضا، فلم أعد أتذكر ما قرأته البارحة في مجال ما، كما وانقطعت علاقاتي بجميع من حولي؛ لأني أشعر أنهم لم يعودوا يحبونني بسبب عصبيتي، وانزعاجي كثيرا، وهذا الأمر يؤرق حياتي أكثر.
أنا لم أعد أستطيع النوم بهدوء، وليس لي نفس في الأكل، ولا أركز في شيء، وأشعر بصداع طوال اليوم بسبب كثرة التفكير، والخوف من المستقبل، أصبحت أبكي بسهولة، وحزينة طوال الوقت، وأفكر كثيرا في الانتحار إذا تركني زوجي، حتى أني لم أعد أبالي بدراستي ومستقبلي، ولم أذق طعم اللذة بالنعم التي أنعم الله بها علي.
أرجوكم علاقتي بجميع من حولي تدهورت، حتى مع زوجي الذي أحبه أكثر من نفسي، أشعر أني متضايقة من تصرفاتي، الكل أصبح يتكلم عني بالسوء، لكني والله أنا لا أقصد الإساءة في هذه العصبية، والشكوك تتملك نفسي كثيرا، ولا أستطيع مقاومتها، علما أني ترعرعت ببيت يسوده قلة التفاهم، وكثرة المشاكل، وقسوة أبي على أمي، وتهديده لها دائما بالطلاق، فأنا خائفة من أن أعيش مثلهما أو أن يعاملني زوجي مثل هذه المعاملة.
إيماني ضعف، ولم أعد أصلي أبدا، الحياة أصبحت لا تعني لي أي شيء، وعلاقتي بالجميع تتدهور، ولم تعد لي شخصية، كيف أستعيد ثقتهم بي وحبهم لي؟ أرجوكم أنا خائفة من أن لا تنجح حياتي الزوجية، وأن لا تتركني هذه العصبية والنرفزة، أنا خائفة من أن أستخدم نفس السلوك اللاإرادي مع زوجي وأهله فيكرهونني ويتركني، أنا خائفة من أن تتدهور حالتي، فأصبح هستيرية.
أرجوكم .. قل لي: ماذا أفعل وكيف أنظم حياتي؟ وكيف أصبح فتاة هادئة؟ كيف أنجح في حياتي، وأحس بالأمان من جديد؟
أنا أشك في الكل، في نفسي أيضا، أنا أكره نفسي، وسأموت من هذه الأحاسيس، وزني ضعف كثيرا، أنا أقاوم من دون منفعة.
أرجوكم خذوا رسالتي بعين الاعتبار، أعتذر عن الإطالة، وشكرا جزيلا ... في أمان الله!