السؤال
عندي خوف شديد من الظلام، والوحدة، والأماكن المرتفعة حتى إني أتخيل المصعد سقط بي وأنا فيه وأكون ممسكا بجدرانه، وتتهيأ لي أشياء كثيرة مثل أن أبي المتوفى سيدخل علي من الغرفة المجاورة، أو أنه رحمه الله لم يمت، وربما يخرج يوما ما، وأن ملك الموت سينزل لي الآن، وهذا يرعبني كثيرا.
تمر علي أيام لا أستطيع أن أنام الليل، وأكون أحيانا مستيقظا وقت صلاة الفجر، ولكن لا أذهب خوفا من أن أمشي في ممر البناية وحدي وأنزل الشارع المظلم وحدي حتى إنني أصلي بجوار ابنتي وزوجتي النائمتين، وأحاول جاهدا أن أوقظ زوجتي للصلاة بصراحة حتى تؤنس وحدتي، وهي ما شاء الله أشجع مني كثيرا حيث تقوم، وتتوضأ، وتصلي على مهلها في الغرفة المجاورة لوحدها، وأنا أتعجب منها كثيرا لكني لا أصارحها حتى لا تضيع شخصيتي مع أنها أحيانا تطلب قربي لخوفها من الوحدة، فإذا صليت بدأت أشعر براحة، وأنام بعد الصلاة وأتأخر عن عملي.
كثير الوسوسة من أقوال الناس عن أهلي، وزملائي في العمل، ودائما أشعر بالنقص، وأحمل نفسي الخطأ، وأكون مقتنعا جدا بهذا.
أخاف كثيرا عندما أتذكر بر أمي والجنة والنار، أخاف أن أذهب وحدي لزيارة أبي في المقبرة في النهار، وأرتعب أحيانا جدا.
كثير التفكير في الصغير والكبير من الأمور، ودائما أحس بالتقصير في حق أمي وزوجتي، وابنتي وإخواني، وزملائي.
حاد الطبع وأكره هذا كثيرا جدا أتعدى على الناس، ثم أندم سريعا، ولكن لا أعرف كيف أعتذر!
قليل الأصدقاء، بل معدوم لا أجد صديقا أبدا أستطيع أن أقول عنه صديقا، وكثيرا ما أستجدي صحبة أشخاص، ولكن بلا فائدة.
كثير المراوغة في حياتي حتى يبقى يكتنفها الغموض، وأحاول أن أفهم الناس أني مثلهم في حياتي ومعاشي ولكن الواقع تماما غير ذلك، لدي من الأعمال المستقبلية لتطوير حياتي الكثير والكثير، ولكن العمل والتنفيذ صفر والتسويف مائة بالمائة.
الكلام والوصف في خاطري كثير جدا، ولا أعرف متى سأنتهي من الكلام، ولكني أظنك يا شيخ فهمتني.