الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من مرض نادر اسمه ( شيرغ ستروس )، فهل هو مرض مزمن وخطير؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سبق وأن طرحت استشارة عن مرضي ( شيرغ ستروس )، ورقم الاستشارة: ( 2142954 )، لدي بعض الاستفسارات؛ لذا سأروي قصتي مع المرض بالتفصيل.

أنا فتاة عمري 19 سنة، بدأت معاناتي من 3 سنوات تقريباً في السنة الأولى، كنت أعاني من تفاقم الحساسية في الجيوب الأنفية؛ للحد الذي يجعلني أطلب الإذن بالخروج من المدرسة من شدة التعب.

في السنة الثانية: أصبت بالربو بشكل مفاجئ وذهبت لمستشفيات كثيرة، والجميع قالوا بأنه مجرد التهاب رئوي أو حساسية صدر.

في السنة الثالثة: ذهبت بالصدفة إلى المستشفى لأني شعرت بكتمة وكنت أريد فقط أن آخذ أكسجين، لكن حضر إلي جميع الدكاترة وقاموا بطرح الأسئلة علي، وأجريت فحصا للدم من الوريد والشريان وتبين ارتفاع في كريات الدم البيضاء وتسارع نبضات القلب، ثم قمت بعمل أشعة للصدر، وتم تشخيصي بالإصابة بمرض الدرن!

لكن لم أصدق وذهبت مع والدي إلى مركز الدرن لأتأكد من ذلك، وقمت بعمل أشعة أخرى وقالت لي الدكتورة الواضح في الأشعة أنك مصابة بالدرن، لكن لابد من إجراء تحليل للبلغم، والحمد لله ظهرت نتيجة التحليل واتضح أنه ليس درنا، واقترحت علي الدكتورة الذهاب لاستشارية أمراض صدرية.

ذهبت لاستشارية أمراض صدرية في مستشفى خاص، وعندما أخبرتها بما أشعر به من أعراض قالت إنه من الممكن أن يكون درن أو أحد أمراض المناعة الذاتية، وطلبت مني إجراء منظار للرئة، لكني رفضت لأنني كنت خائفة جداً، إلى أن جاء يوم كنت لا أستطيع المشي فيه، ولا الحركة، ولا النوم أيضاً من شدة الألم الذي كنت أشعر به.

فذهبت إليها وعملت تحليل دم وظهرت النتيجة، وتبين أن كريات الدم البيضاء ارتفعت عن المرة الأولى ووصلت إلى 64 ألف، قمت بإجراء المنظار فوراً وتبين أنه شيرغ ستروس!

تناولت الكورتيزون لمدة 6 أشهر تقريباً ابتداء من 9 حبات في اليوم، وأنهيتها بنصف حبة، ثم ذهبت إلى الدكتورة بعد 3 أشهر وأخبرتني أن المرض بدأ ينشط وأنه لابد من استخدام الكورتيزون 4 أشهر حبتين في اليوم فقط، وطلبت مني أن أراجعها بعد شهر، لكني لم أذهب خوفاً من أن استخدمه مرة أخرى، وإلى الآن لم أذهب إليها ومضت 7 أشهر على موعدي معها.

أنا كنت أعاني من وخز في القدمين والفخذين عند الحركة وبشكل مستمر قبل شهر تقريباً عندما كتبت استشارتي الأولى، أما الآن فأنا أعاني من وخز في الصدر، وأحياناً أشعر بأنه في القلب، وأخاف كثيراً من الموت بسبب هذا المرض!

وذهبت إلى طبيب عام وأخبرني أنه لا يعرف شيئاً عن المرض، ولكن من الممكن أن يكون بسبب انخفاض الضغط المفاجئ لدي في هذه الفترة، وأنه هو المسبب للألم الذي أشعر به، أيضاً أصبحت أعاني من آلام تقطع معدتي في الوسط، وغثيان، وأشعر بأن بطني ينبض وأرى هذه الحركة بعيني، وأيضاً أعاني من الإمساك والإسهال أي أن البراز لا يكون طبيعياً أبداً!

هل هذا من أعراض المرض أو أني مصابة أيضاً بمرض القولون؟ هل من الممكن أن يكون هناك خطأ في تشخيص بعد الأعراض التي ذكرتها؟ وهل مرض ( شيرغ ستروس ) مزمن مدى الحياة؟ وهل هو خطير ومميت؟

أرجوكم طمئنوني، فأنا خائفة جداً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ميمي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

وصفت المتلازمة Churg–Strauss syndrome لأول مرة من قبل الطبيبين يعقوب شيرغ ولوت شتراوس، في مستشفى جبل سيناي في مدينة نيويورك في أمريكا عام 1951.

وكما أجابك المستشار في رسالتك (2142954) هي التهاب الأوعية الدموية المتوسطة والصغيرة في الجيوب الأنفية وفي الرئة، وتؤدي إلى حساسية في الجيوب الأنفية، ثم تبدأ كنوع حاد من الربو، وتؤثر في الجهاز الهضمي، والأعصاب الطرفية، وهي من الأمراض التي لا تنتقل بالوراثة.

مراحل المرض وهي متدرجة كما وصفت في رسالتك تماماً:

المرحلة الأولى: غالباً ما تشمل الجيوب الأنفية، وظهور الحساسية في الصدر لم تكن موجودة مسبقاً.

تتضمن المرحلة الثانية: ظهور الربو الحاد، وفي العادة فإن الشخص المريض لا يكون لديه في السابق مرض الربو.

المرحلة الثالثة والأخيرة: تتضمن أجهزة الجسم المختلفة، ويمكن أن يؤثر المرض على القلب، والرئتين، والكلى، والكبد، والجهاز الهضمي.

وطالما أن المرض له علاقة بالمناعة، فإن الأغذية التي تحسن المناعة تعتبر جزءا أساسيا في العلاج، وأصبح الآن الكثير من هذه الأغذية متاحا في شكل كبسولات تباع في محلات متخصصة لبيع العناصر الغذائية مثل:

حبوب الزنك، وفيتامين c , E، وحبوب GLUTATHIONE، وهي من ضمن المواد المضادة للأكسدة، وكبسولات فيتامين D.

كما يمكن خلط العسل الطبيعي مع مسحوق الزنجبيل، والقرفة، وحبة البركة، وتأخذي من هذا الخليط ما استطعت.

وتجنب وجبات وأكلات المطاعم، واللحوم المحفوظة، مع أكل الخضروات، والفواكه بشكل منتظم، وممارسة رياضة المشي؛ لأنها تحسن الحالة المزاجية.

وطالما أنت من بلد الحرمين فعليك بالتعلق بأستار الكعبة، تعلقي بها كثيراً مع الدعاء، وشرب ماء زمزم حتى التضلع بنية الشفاء، ولكن لا تتعجلي الأمر، فلولا أن تظني أننا نسخر منك ونستخف بحالتك ومرضك؛ لقلت لك أنك بهذا المرض من المحظوظين الذين أنعم الله عليهم بأجر عظيم مبارك، مع حسن النية واحتساب كل لحظة ألم أجرا عند الله، دون ضجر أو دون السؤال الشهير: لماذا أنا أصاب بهذا المرض النادر دون سائر البشر؟

فلا يعلم الخير إلا الله سبحانه وتعالى وهو الذي يقول للشيء كن فيكون، فالجئي إليه سبحانه وتعالى وتقربي إليه بالعبادة، والدعاء والاستغفار، وأكثري من الأطعمة السابقة، والعلاج الموصوف لهذه الحالة لك أن تأخذيه بصفة دائمة حتى يأذن الله بفرج من عنده، وهذه الأدوية كما ذكر لك المستشار في الرسالة السابقة هي:

( prednisolone) (azathioprine and cyclophosphamide).

شفاك الله وعافاك، وأتم عليك نعمته ظاهرة وباطنة، ولكن لك أن تدعو للقائمين على هذا الموقع المبارك بالتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً