السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا أعاني من الوسواس الشديد في أداء الفروض أكثر شيء، وبشكل عام نسبيا، حيث أنني أشك في الطهارة دائماً، حيث أني أغسل يدي أكثر من مرة قبل الوضوء، لا لعدم شكي في نظافتهما، فأنا ليس عندي وسواس النظافة - والحمد لله -، ولكني أشك في الطهارة، وأقول: بأنه لا يجب أن يتم غسلهم، فلقد لمست مقبض الباب، ويجب غسلهم كي أتوضأ، وإذا توضأت وسرحت أو نسيت مثلا، يجب أن أعيد الوضوء أكثر من مرة، لأني أسأل نفسي هل نويت لهذه الصلاة أم لا؟ هل تمضمضت؟ هل استنشقت؟ هل مسحت وجهك؟ وهكذا أعيد الوضوء مرات عديدة.
كذلك في الصلاة، هل قلت التكبيرة الأولى أم لا؟ هل فعلت كل ركن؟ فإما أن أتذكر وإلا أعيد الصلاة، أو اسجد سجدتي السهو، وكثيرا ما أسجد سجدتي السهو، وعندما أقرأ القرآن، أقرأ الآية الواحدة عدة مرات، لأني أجيد القراءة بالتجويد بفضل الله، فأعيد الآية مرات عديدة، لأني أعتقد بأني قلتها خطأ، أو لم أركز فيها، فمن الجائز أني قلتها خطأ، أو أخطأت في الحركات، ولم أتمها، وهذا تقصير.
وكذلك في الصيام، فبعد الوضوء أتفل كثيرا، لأني لا أريد أن يصل الماء لجوفي، رغم أني لا أبالغ في الوضوء في الصيام أبدا، ورغم هذا أشعر وكأني أقول لنفسي: بأنك لم تفعلي الذي عليك، فقد يكون الماء قد دخل لجوفك، وأشعر وكأن مناديل العالم لا تكفي لأتأكد من أني لم أبتلع شيئا، وهكذا لأني أعتقد بأني لم أتذكر كل هذه الأشياء أني بهذا أفرط وأقصر، وأنه لو كان شيء لعملي أو شغلي لتأكدت من كل شيء، وإذا تجاهلت الوسواس، وأكملت وضوئي، وصلاتي، وصيامي، أشعر وكأنني أقصر في حق الله تعالي.
وهذا الوسواس أعزك الله، يفسد علي عباداتي كثيرا، وأشعر برغبة في البكاء من كثرة التركيز، لأني نسيت أن أقول: بأني كثيرة النسيان، لدرجة أني فكرت أن أجري فحصا للمخ، وصديقاتي كثيرا ما يقلن لي: أنتي تهولين المواضيع، وكلما قلت لنفسي - كما شاهدت عدة فتاوى واستشارات عندكم - بأن أتجاهل الوسواس، أحاول جاهدة بشتى الطرق ولكن دون فائدة في معظم الأحيان، وهذا ما يفقدني متعة القيام بالعبادة، فأنا - والحمد لله - أحب الصلاة، وأحب قراءة القرآن كثيرا، ولكن كلما أفعل هذه الأشياء يشق علي ما أفعله، ويجعلني لا أستمتع بما أحب فعله، وأشعر بأني أكاد أجن.
فهل هناك من نصيحة أو علاج غير تجاهل الوسواس، أو أن أزور طبيبا نفسيا؟ لأن هذا شاق علي في بلدي، ويعتبرون من يفعل ذلك كأنما قد جن فعلاً.
وجزاكم الله خيراً.