الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حالتي بين أسبوع أكون فيه صحيحًا وأسبوع أمرض فيه.. فما التشخيص؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب أبلغ من العمر 32 سنة, متزوج منذ 3 سنوات تقريبًا, ولدي طفل واحد, أعمل في منطقة تبعد 200 كلم عن بلدي, وأسكن في محل عملي 5 أيام, وأكون عند عائلتي يومين, لدي قروض للزواج وللسيارة أعتبرها همي الكبير.

أعاني من حالة نفسية مضطربة بين أسبوعين تقريبًا: أسبوع أكون بكامل صحتي, وأسبوع أكون مريضًا، بدأ معي المرض لخلاف حدث مع أحد أقاربي؛ فأحسست من وقتها بآلام في المعدة, وألم في الرأس, قصدت المستشفيات وشخص المرض على أنه قرحة معدة في مستشفى, وبأني سليم في مستشفى آخر, أخذت علاج القرحة فلم ينفع معي.

في أسبوع الصحة لا أشعر بالآلام, وأعتقد اعتقادًا تامًا بأني شفيت, وما تمر 7 أيام حتى أعود للمرض, وأتمنى الموت في أسبوع المرض.

في أسبوع الصحة أحب أن أتحرك, وأن أرى الناس, وأحب أن أختلط بالناس, وأحس بطاقة في جسمي, وأتناول وجبات الغذاء, واستمتع بالغذاء, وأحس بالغذاء يصل معدتي, أما في أسبوع المرض فلا أشتهي تناول الغذاء, وأكره الخروج من المنزل, ولا أحب أن أتكلم إلا عن حالتي الصحية, ويصبح لدي اضطراب في النوم, ولا أستطيع النوم, وأحس أن رأسي مليء بأفكار تمنعني من النوم، أنام ساعات قليلة, وأحلم خلالها بكوابيس في ابني بالذات توقظني من النوم، وأشعر بضعف في بنية جسمي, وخمول, وأشعر أني عاجز عن الحركة, ورأسي مشلول عن التفكير, وأكره الحياة, وأتمنى الموت, فما التشخيص لحالتي المرضية؟

ولكم مني جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو أحمد الحجاب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

فإن الحياة بها ما نسميه بالإيقاعات الدورية، ويُقصد بها: إذا نظرت للكون كله وجدته قائمًا على شيء من الإيقاعات (الليل، النهار، الشمس، القمر، النوم، اليقظة) وهكذا، وأنت تعمل في وظيفة فيها شيء من النمط الإيقاعي، بمعنى أنك تذهب للعمل مدة خمسة أيام ثم تكون مع الأسرة مدة يومين، وهذا النمط الإيقاعي قد يؤدي أيضًا إلى نوع من التغير الإيقاعي في الحالة النفسية، والإنسان لا شك أنه ابن بيئته, يتفاعل معها وجدانيًا واجتماعيًا ومعرفيًا.

أعتقد أن هذا هو التفسير؛ لذا أنت تنتابك هذه الأعراض بصورة دورية، وتحس أنك في حالة استمرار بنمط دوري أيضًا، والذي أراه أيضًا أن شخصيتك في الأصل ربما تكون عرضة أو للاستعداد والاستجابة والقابلية لنوبات من القلق التي تأتي هنا وهناك، وتظهر أعراضك في شكل نمط نفسوجسدي، فأعراضك فيها جزء كبير جدًّا متعلق بالجهاز الهضمي، ويُعرف تمامًا أن القلق والتوترات, وفي بعض الأحيان الاكتئاب النفسي, حتى وإن كان بسيطًا قد يؤدي إلى بعض الأعراض المتعلقة باضطراب المعدة والأمعاء، وهذا كله قد يرتبط بشعور بالخمول, وعدم ارتياح, وافتقاد الفعالية النفسية، وأعتقد أن هذا هو تشخيص حالتك.

إذن هي حالة مزاجية تقلبية نمطية، والبناء النفسي لشخصيتك ساعد فيها، وكذلك ظروف عملك.

مثل هذه الأعراض تواجه من خلال التفكير الإيجابي، فأنت لديك أشياء طيبة وجميلة في حياتك، وذهابك للعمل ومجاهداتك وسيلة من وسائل اكتساب الرزق تأمينًا لحياة طيبة كريمة لنفسك ولأسرتك، ويجب أن تظل الأمور على هذا النسق، وفي ذات الوقت أنت صغير في السن - إن شاء الله تعالى – أمامك أيام طيبة ورائعة.

فأنت محتاج أن تفصل تمامًا ما بين هذه المشاعر السلبية، وما بين ما هو آتٍ, وهو الأفضل, وهو الجميل.

تمني الموت، فكرة ليست جيدة، بل هي فكرة سخيفة, حتى وإن كان مردها الاكتئاب، فالحياة طيبة، والحياة كريمة، والحياة عظيمة، والحياة هي هبة الله تعالى لنا، فلا أعتقد أن حالتك تستدعي أي نوع من الشفقة النفسية، فأنت بخير, وسوف تظل على خير، فثق في نفسك، وكن دائمًا في معية الله، وعليك بالصلاة في وقتها، وتلاوة القرآن، وعليك بممارسة الرياضة، ولا تحمل الهموم، حتى الديون وغيرها - إن شاء الله تعالى – ستُحل تمامًا.

هذا هو الذي أنصحك به، وبجانب ذلك: لا مانع أن تتناول دواء بسيطًا مثل: عقار (دوجماتيل), والذي يعرف علميًا باسم (سلبرايد), وهو دواء جيد جدًّا, خاصة لعلاج الأعراض القلقية المتعلقة بالجهاز الهضمي، والجرعة هي كبسولة واحدة من فئة خمسين مليجرامًا، تناولها ليلاً لمدة أسبوع، وبعد ذلك اجعلها كبسولة صباحًا ومساءً لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها كبسولة واحدة ليلاً لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

هنالك أيضًا مركب دوائي طيب يساعد في النشاط الجسدي والذهني والنفسي، وهو عقار (أوميجا ثري), وأرجو أن تتناوله بجرعة حبة يوميًا لمدة شهرين أو ثلاثة, ثم تتوقف عن تناوله.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية, والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً