الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخاف أن يتغير شكلي وجسمي إلى شكل الناس الذين أكرههم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عندي وسواس قهري متعلق بالخوف من أن يتغير شكلي وصفاتي الشكلية والجسمية؛ خصوصا عندما أفكر بشخص أكرهه (لا أحبه)، أو أتكلم معه أو أي شيء يذكرني به، وسبب الوسواس هو الناس الذين لا أحبهم، فأنا أخاف أن أصبح مثلهم في الصفات الشكلية والجسمية! فهل يمكن أن يتغير شكل الإنسان تحت ظروف معينة؟

أرجوك أقنعني أن شكل الإنسان لا يتغير مهما حصل؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ hasan حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

أيها الفاضل: هذه وساوس ظنانية وأقول لك بكل بساطة، شكل الإنسان العادي يتغير؛ لأن الله تعالى قد خلقه في أحسن تقويم، التغيرات الحالية المرتبطة بالعمر معروفة، لكن أن يتغير شكل الإنسان، أو يتبدل لشخص آخر يكرهه، أو يحبه هذا غير وارد، وغير موجود؛ لأن الوساوس في الأصل يجب أن لا تخضع للمنطق والتبرير؛ لأنها فكرة متسلطة، وهي سخيفة وغير صحيحة، فالإسراف في التفسير، والتدقيق، والإكثار من الشرح هذا في حد في ذاته يثبت الوساوس.

لذا نقول للناس أن العلاج هو التجاهل، والتحقير، وصرف الانتباه، وهذا هو الذي أنصحك به، والشيء الآخر هو تناول أحد الأدوية المضادة للوساوس القهرية، وأن استطعت الذهاب إلى الطبيب النفسي، فهذا جيد وإن لم تستطع، فالعقار الذي يعرف باسم فافرين يعتبر مثاليا جداً لعلاج مثل هذه الحالات، والجرعة هي أن تبدأ بـ(50) مليجرام ليلاً تتناولها بعد الأكل لمدة أسبوعين، وبعد ذلك تجعلها مائة مليجرام ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم خمسين مليجرام ليلاً لمدة شهرين، ثم خمسين مليجرام يوما بعد يوما لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

بجانب الفافرين هنالك دواء آخر يعرف باسم سليان Sloian الاسم العلمي هو امسلبرايد Amisulpride، هذا يتم تناوله -أيها الفاضل الكريم- مع الدواء الأول وجرعة السليان هي خمسين ليلاً لمدة شهرين، ثم تتوقف عن تناوله، ولكن تستمر على جرعة الفافرين كما ذكرت لك، وأن استطعت أن تقابل الطبيب النفسي، فهذا أيضا جيد، وقد يصف لك الطبيب أدوية أخرى، فالمجال متسع جداً في هذا السياق.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً