الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صليت بالناس إماماً فتحول صوتي إلى بكاء! ما التشخيص لهذه الحالة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

رب إني مسني الضر وانت ارحم الراحمين.

من فضلكم وددت طرح سؤال طالما حيرني مند زمن بعيد، لم أعرف هل هو مرض سحر أو مرض نفسي؟!

اسمي سعيد أبلغ من العمر 25 سنة، لدي مشكلة أعاني منها وهي: مند زمن مضى كنت أصلي إماماً لجماعة في الرحلات والخرجات، حدث لي شيء مقلق، وهو أثناء تلاوتي القرآن داخل الصلاة يتحول صوتي إلى بكاء!

أنا أحاول استرجاعه إلى أصله لم أستطع، إلى أن خرجت من موضع الإمامة، وتقدم صديقي في مكاني، وهذا ما يجعلني لا أتحدث أثناء الاجتماعات والتجمعات الكبيرة، خوفاً من هذا الأمر، وذهبت لعلاج الرقية وأظن المشكلة ما زالت قائمة.

من فضلكم دلونا بعلاج ينفعنا إن شاء الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

أخي الكريم ربما تكون بداية هذا الأمر نتج من رقة في القلب، وتأثر بآيات معينة في القرآن الكريم، مما أدخلتك في حالة من البكاء، نسأل الله تعالى أن يكون هذا من قبيل الطاعة لله تعالى.

بعد ذلك نسبة الاستغراب لهذا الموقف وتكراره أصبت بنوع من الخوف الاجتماعي، مما يجعلك تعاني من عدم القدرة على المواجهات، لا أعتقد أن هذا الأمر لديه علاقة سحر أو جن أو حسد أو شيء من هذا القبيل، هذه حالة انفعالية نفسية في الغالب.

الذي أنصح به محاولة أن تتجاهل الذي حدث ولا تبتعد عن الصلاة بالناس، ما دام الناس يثقون فيك لهذه المهمة العظيمة، ويجب أن تسترجع ثقتك بنفسك.

ثانياً أن تكون مشاركاً في الاجتماعات والتجمعات الكبيرة، الخوف الذي تشعر به هو تجرب شخصية لا يشعر به الآخرون، وأن حدث لك شيء من التسارع في ضربات القلب أو شدة عضلية أو شعور الانفعال القلقية في بدايات الاجتماعات والمخاطبات التجمعية هذا أمر عادي جداً على العكس تماماً.

نحن نعتبر أن هذا القلق ومظاهره الفسيولوجية في بداية أي نشاط أو مهمة اجتماعية هو أمر إيجابي جداً؛ لأنه يحفز الإنسان على حسن الأداء.

العلاج المهم جداً والفاعل جداً هو أن تتناول أحد الأدوية المضادة للمخاوف، وعقار زيروكسات والذي يعرف باسم باروكستين ربما يسمى باسم ديروكسات في تونس، وأعتقد أنه سوف يكون دواء مفيداً؛ خاصة أنه من الأدوية السليمة والجيدة جداً.

المطلوبة في حالتك هي أن تبدأ ب (10) مليجرام تناولها يومياً لمدة أسبوعين وبعد ذلك اجعلها حبة كاملة، واستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة يومياً لمدة شهر، ثم نصف حبة يوم بعد يوما لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

عليك أخي الكريم بتطوير مهاراتك الاجتماعي من خلال ممارسة الرياضة الجماعية، والمشاركة في حلقات التلاوة وأن تكون مع الجماعة في الصلاة ويفضل أن تكون في الصف الأول، وزيارة الأرحام، والأنشطة الاجتماعية على نطاق الحي، وكذلك الانخراط في الأعمال الخيرية، هذه كلها مدعمات ممتازة جدًا لعلاج حالة الرهاب البسيط التي أصبت بها.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً