الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تأخر حدوث الحمل وأسبابه

السؤال

السلام عليكم.

بعد التحية أتقدم بجزيل الشكر لهذا الموقع الأكثر من رائع، والذي أجد فيه ما يسد رمقي من الإجابات، وسوف أبدأ بطرح موضوعي وأتمنى أن أجد عندكم ما يطمئن قلبي، أنا متزوجة منذ عام ونصف، ولم يحدث حمل أبداً، ذهبت للطبيبة وأخبرتني أنه يوجد تكيس خفيف، ويجب أن أخفض وزني، وأنا أحاول -والحمد لله- وزني انخفض، وبدأت بإعطائي الكلوميد، ومتابعة التبويض، وكانت تحدث إباضة، وأخذت إبراً تفجيرية، وانفجرت البويضة، ولكن لم يحدث حمل -والحمد لله على كل حال-.

زوجي تحاليله سليمة، كان يعاني من التهاب، وتناول مضاداً حيوياً، وآخر تحليل له كان العدد عنده ممتاز، لكن الحركة ضعيفة قليلاً 20%، ونصحه الطبيب بأخذ الفيتامينات، وشرب العصير، وها نحن على نفس الحال، في الشهر الذي أنوي فيه عدم أخذ منشطات أراجع لأرى التبويض فيكون ضعيفاً، فتقول لي الطبيبة يجب في حالتك أخذ المنشطات، وكتبت لي جلوكوفاج، وآخذ دافيتون وأسبرين وفيتامين (د) و (ب 12) ولكن لم يحدث حمل.

هذا الشهر كنت مسافرة إلى وطني، وأنا مغتربة، وكنت مشغولة بتحضيرات زفاف أختي، ولم أفكر بموضوع الحمل، وعندما ذهبت للطبيب في اليوم الـ 13 من الدورة، قالي لي: التبويض ممتاز، وحجم البويضة (16) أو (18) لا أذكر، ورأى تحاليلنا، وقال كله تمام، أخبرته أني متزوجة منذ سنة ونصف ولم يحدث حمل، قال: لا يهم، من الآن وحتى سنتين لا تذهبي لطبيب، ولا تتناولي أي منشطات، وأهم شيء لا تفكري بالموضوع، وعندما رجعت من السفر أتت الدورة قبل موعدها بيومين، وبقيت ليومين، وفي اليوم الثالث توقفت وعادت في اليوم الرابع، وأنا اعتقدت أنه يمكن من السفر حدث هذا.

آسفة جداً على الإطالة، ولكن أحببت أن أشرح لكم وضعي ليتسنى لكم مساعدتي، سؤالي الآن: ماذا أفعل؟ أستمع لكلام الطبيب ولا آخذ شيئاً أم أرجع وآخذ المنشطات؟ وهل هناك فرص للحمل بشكل طبيعي؟ وإذا لم يحدث حمل ماذا أفعل؟ ما هي الخطوات؟ وإلى متى أنتظر؟ لأني فعلت كل شيء ولم يحدث، وكله طبعاً بإرادة رب العالمين.. اللهم أكرمنا، وأرجو منكم الرد علي في أسرع وقت، شاكرة لكم، وربنا يجزيكم الخير، فأنا أنتظر ردكم على أحر من الجمر، وأرجو أن أجد عندكم الجواب الشافي والشامل لكل تساؤلاتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ديانا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكر لك كلماتك الطيبة، ونسأل الله عز وجل أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى دائماً، ونرحب بتواصلك معنا في الشبكة الإسلامية.

إن التوصيات الحديثة بخصوص تأخر الحمل تنصح بالبدء بعمل الاستقصاءات، وتقديم العلاج للزوجين بعد مرور سنة كاملة على الزواج، ويكون الزوجان خلال هذه السنة معاً، ويمارسان علاقة زوجية منتظمة، والسبب في تحديد مدة سنة (وقديماً كانت سنتين) هو أن الإحصاءات قد أظهرت بأنه بعد مرور سنة على الزواج، فإن الغالبية العظمى من الأزواج (تقريباً من 80%- 85%) يكون قد حدث الحمل عندهما، وعند الانتظار لمدة سنتين فإن هذه النسبة لا ترتفع إلا بمعدل قليل جداً لا يتجاوز 5%، وهي نسبة تعتبر من ناحية إحصائية غير مجدية، في مقابل إضاعة سنة ثانية.

إذاً جوابي على سؤالك الأول هو أنني أرى أن من الافضل عدم الانتظار أكثر، بل يجب البدء بخطوات عملية للمساعدة على حدوث الحمل، لكن هذا لا يعني أن تبدئي الآن بتناول حبوب الكلوميد؛ وذلك لأن تحسين الإباضة عندك لن يفيد في حال كان هنالك مشكلة أو ضعف في السائل المنوي، فعند البدء بالكلوميد ومراقبة الإباضة، يجب أن نكون قد ضمنا قبلها بأن السائل المنوي مخصب، وضمن الحدود الطبيعية المقبولة.

وأيضاً قبل تناول حبوب الكلوميد أو أي منشطات مبيضية، يجب أن تكوني قد قمت بعمل تصوير ظليل للرحم والأنابيب، يسمى (HSG) للتأكد من أنها نافذة، أي لا يوجد فيها ما يعيق حركة البويضة أو الحيوانات المنوية، أو ما يتعارض مع تعشيش المضغة -لا قدر الله-.

إن كانت الأنابيب نافذة، وكان جوف الرحم طبيعياً، وتحسن السائل المنوي عند زوجك وأصبح مخصباً، هنا يمكن البدء بتناول المنشطات، وتحت مراقبة طبية، مع إعطاء إبرة التفجير، وتوقيت الجماع بناءً عليها، وفي حال بقيت حركة الحيوانات المنوية دون الحد الطبيعي المقبول، فيمكن هنا محاولة عمل الحقن داخل الرحم، وهي عملية بسيطة تتم بدون تخدير وفي العيادة، ويتم فيها حقن الحيوانات المنوية في داخل الرحم، لكن بعد تحضيرها في المختبر واختيار المتحركة منها، وبعد تنشيط الإباضة عندك، يمكن تكرار العملية من 3-4 مرات، ويمكنك الاستمرار على الجلكوفاج والفيتامينات التي كتبتها لك الطبيبة، لكن من الأفضل تأجيل تناول المثبتات والأسبرين إلى حين حدوث الحمل -إن شاء الله تعالى-.

نسأل لله العلي القدير أن يمن عليك بما تقر به عينك عما قريب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً