الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هو الدواء المفضل لحالة الاكتئاب؟

السؤال

السلام عليكم

كنت آخذ مضادات اكتئاب منذ 4سنوات، أتناول دواء فليوكستين بجرعة حبة في اليوم، وأضيف له عقار اسمه أنكسيول، ولكن بدأت أحس مؤخراً بأعراض غريبة، كأنني أرى أحداً في نهاري وأحس كأني رأيته من قبل!

ظننت هذا من أعراض تناول عقار أنكسيول، فقررت أن أوقف تناول هذه الأدوية، وبالفعل خفت الأعراض ولكن رجعت لي أعراض الهلع والوسواس، فخفت أن أرجع للأدوية ويرجع ذلك الإحساس.

هل يكون هذا من أعراض سحر أو مس؟ أجيبوا جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرشيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

الذي حدث لك نسميه (ظاهرة الشعور بالألفة) يعني أن الإنسان قد يحس بأشياء يعتقد أنه قد رآها من قبل وهذا ليس صحيحًا، ويقابل هذه الظاهرة ظاهرة الشعور بالتغرب، وهي أن الإنسان في أماكن معروفة لديه تمامًا مسبقًا قد يحس أنها غريبة عليه تمامًا أو أنه أصبح غريبًا عليها، أو هكذا.

هذه ظاهرة تكون مصاحبة للقلق في بعض الأحيان، وفي أحياناً نادرة جدًّا تكون مرتبطة باضطراب بسيط في كهرباء الدماغ، لكن هذا لا أعتقد أنه ينطبق عليك أبدًا، أعتقد أن هذا الأمر كله مرده إلى القلق، وأتفق معك أن عقار (أنكسيول) بما يحمله من صفة أنه مضاد السيكولين قد يعطي أيضًا شعورًا من هذا القبيل.

الفلوكستين قطعًا لا يؤدي إلى هذا العرض، وأنت الآن لا تستعمل أدوية، لكن أعتقد أنك في حاجة إلى الأدوية، وأنا أرى أن عقار فافرين والذي يعرف علميًا باسم (فلوفكسمين) سيكون دواء مناسبًا جدًّا لك، فما دمت توقفت عن الفلوكستين والـ (أنكسيول) فالفافرين من وجهة نظري دواء طيب وممتاز وفاعل، وإن شاء الله تعالى لن يسبب لك الأعراض السالفة الذكر.

ابدأ بجرعة خمسين مليجرامًا، تناولها ليلاً لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلها مائة مليجرام، تناولها بانتظام لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها خمسين مليجرامًا ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم خمسين مليجرامًا يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

طبعًا إذا قابلت طبيبًا هذا أفضل كثيرًا من كل ما ذكرناه، وقطعًا الطبيب ستجد منه التوجيه المباشر، وسوف تجد منه المتابعة والرعاية الطبية النفسية الصحية المطلوبة، لكن ما نقوله لك - إن شاء الله تعالى – يعتبر أيضًا مساهمة إيجابية، فخلاصة الأمر أن حالتك هذه حالة قلقية، ليس أكثر من ذلك، وأن رجوع الأعراض لديك يعتبر نوعًا من الانتكاسة المرضية التي يفضل أن تتناول الدواء من أجلها، وقد اقترحت عليك عقار فافرين، والمدة التي وصفتها لك مدة محدودة، لكن ليس هنالك ما يمنع أن تمد هذه المدة، ومن المهم جدًّا أن تصرف انتباهك عن هذه الأعراض من خلال: أن تشغل نفسك بما هو مفيد، وأن تمارس الرياضة، وأن تمارس تمارين الاسترخاء، هذا فيه خير كثير لك.

لا أعتقد أن هذه الأعراض هي من أعراض السحر أو المس والله أعلم، لكن اسع دائمًا في أن تحصن نفسك، ولا مانع من استعمال الرقية الشرعية، وعليك بأذكار الصباح والمساء، والله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين.

جزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً