الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تفيد حبوب سبراليكس لعلاج الأرق والخوف من الموت؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بداية مرضي صارت مشكلة في البيت، ومباشرة أحسست بوجع في رجلي ويدي، وضيق تنفس، ثم صرت ألهث وزاد معدل ضربات قلبي كثيراً، وتشنجت فطلبوا لي الإسعاف، أجروا لي قياساً للضغط والسكر، وتخطيطاً للقلب وأشعة صدر، وكل شيء كان سليماً، وأخبروني أن المشكلة نفسية، من يومها وأنا أعاني، وأي كلمة تزعجني، أو حتى صوت عالي يسبب لي زيادة نبض، ورجفانا وخوفا، لكني أسيطر على الوضع بتنظيم التنفس.

بعدها عملت تحاليل، واتضح أن هرمون الحليب عندي مرتفع، وأنا غير متزوجة، وأخذت حبوب ديستونكس وأتعبتني، صرت لا آكل ولا أشرب، وأشعر بألم في معدتي واستفراغ، ودوار ونبض عالي، ووجع بالصدر، ومن وقتها صار عندي خوف ورعب وأرق من الموت، بعد انتهائي من الحبوب ذهب النبض العالي، لكن باقي الأعراض زادت، صرت حزينة، والدنيا صارت سوداء بوجهي، وأكره كل شيء، وأريد النوم فقط، وأحس بكهرباء بجسمي، أحياناً أظل 3 ساعات محاولة النوم لكن بدون نعاس، وبمجرد نومي أرتعب وأصحو حتى يغلبني النوم، ثم أصحو مبكراً وأكون نعسانة ومتعبة، وكل محاولاتي للنوم تفشل.

ذهبت للدكتورة وكتبت لي حبوب سيبراليكس 10gm باليوم، وفعلاً تحسنت لكني خائفة من الحبوب، خاصة أني صغيرة، عمري 19 سنة، وأخاف أن يتوقف مفعولها بعد فترة، وأرجع لحياة العذاب التي كنت فيها، وأخاف من موضوع زيادة الوزن، أريد النصيحة، هل أستمر أم أتوقف؟ صار لي أسبوع عليها، مع العلم فيتامين (د) كان عندي 6، وأخذت إبرة والآن مستمرة على الحبوب، هل عندي مرض غير النفسي يسبب هذا التعب؟ ما تشخيصكم لحالتي؟

وجزاكم الله كل الخير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أنا متأكد أن الطبيبة قبل أن تكتب لك عقار سبرالكس قامت بشرح الحالة لك، والشرح والتفسير وتبادل الرأي دائمًا مهم في مثل حالتك، وحالتك واضحة جدًّا، بدأت عندك بما يسمى بنوبة الهرع أو الفزع، وهذه النوبة فعلاً تتميز بكل الأعراض التي ذكرتها في رسالتك، وبعد أن تنتهي هذه النوبات يدخل الإنسان في نوع من المزاج الوسواسي، ويصاب بالخوف والتوتر والقلق المستمر، والخوف من الموت دائمًا هو سمة نشاهدها كثيرًا في حالات نوبات الهرع والهلع، وكذلك ما نسميه بقلق المخاوف.

بالنسبة للعلاج، أعتقد أن الطبيبة -جزاها الله خيرًا- قد أعطتك العلاج السليم، وهو علاج ممتاز، وعلاج فاعل جدًّا، وأنا أنصحك بأن تستمري فيه، ومدة العلاج يجب ألا تكون أقل من ثلاثة إلى ستة أشهر، هذه النقطة مهمة جدًّا.

التحسن الذي بدأ في حالتك هو بشارة طيبة، لكن هذا التحسن حتى نحفظه وتستفيدي منه لأقصى درجة، لابد أن تستمري على العلاج، والذي أتصوره أنك لن تحتاجي إلى الجرعة العلاجية، وهي عشرين مليجرامًا في اليوم، أنت استجبت استجابة ممتازة لجرعة العشرة مليجرام، وهذه الجرعة غالبًا لا تؤدي إلى زيادة في الوزن، إن حدثت زيادة تكون فقط في الأيام الأولى، لكن بممارسة الرياضة، وترتيب وتنظيم الطعام، أعتقد أن أمورك سوف تكون طيبة جدًّا، وليس هنالك ما يزعجك أبدًا، فاستمري على العلاج، واستمري حسب البرنامج الذي وضعته لك طبيبتك.

وبالنسبة لموضوع النوم، رتبي حياتك بصورة أفضل، غيّري نمطها، كوني أكثر إيجابية وفعالية، تجنبي النوم النهاري، احرصي على أذكار النوم، نامي مبكرًا، تجنبي شرب الشاي والقهوة في فترة الأمسيات، هذا كله يحسن من نومك كثيرًا، أكرر لك أن الدواء يناسب عمرك، والشيء الجيد أنك تحت إشراف طبي، وهذا يطمئننا كثيرًا.

بالنسبة لفيتامين (د)، لابد أن يُصحح، وأنت -الحمد لله تعالى– أخذتِ الإبرة، واستمرارك على الحبوب مهم جدًّا، -وإن شاء الله تعالى- سوف يرتفع، ويصل إلى معدله الطبيعي، وهنالك دارسات الآن تُشير أن نقص فيتامين (د) نفسه قد يكون سببًا في الأزمات النفسية في بعض الأحيان، خاصة نوبات القلق والاكتئاب، فأعتقد أن تصحيح مستوى فيتامين (د) سوف يكون له إضافة إيجابية جدًّا على صحتك الجسدية، وكذلك على صحتك النفسية.

ارتفاع هرمون الحليب هذا يجب أن يفسر، قد يكون ناتجًا من أدوية تناولتها أو شيء من هذا القبيل، وعقار (ديستونكس) الذي يعرف (كابليجولين)، هو من الأدوية الممتازة جدًّا لتخفيض مستوى هرمون الحليب، والجرعة صغيرة جدًّا، وهي نصف مليجرام كل أسبوع، أنت تفاعلت مع الدواء تفاعلا سلبيا، هذا يجوز أن يكون ناتجًا من حساسيتك لهذا الدواء –مثلاً-، فيمكن أن تراجعي الطبيبة مرة أخرى، وتشرحي لها الذي حدث، والطبيبة سوف تقوم بإجراء متابعة كاملة لحالتك فيما يخص ارتفاع هرمون الحليب الذي يعرف باسم (برولاكتين)، وسوف تضع لك الخطة العلاجية اللازمة في هذا السياق.

إذن خلاصة الأمر، أنا أؤيد تمامًا استمرارك في العلاج، بل أحتم على ذلك، -وإن شاء الله تعالى- أمورك تسير على خير.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً