الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخاف من المستقبل وأتمنى الرجوع لطفولتي.. ما علاج هذا التناقض؟

السؤال

الحالة الأولى أشبه ما تكون بالصراع النفسي؛ لأن عمري الآن 18 سنة، قبل سن 11 و 12 كنت أتمنى أن أكبر، وكأنني لم أكبر يوما ما، وعندما كبرت ووصلت سن الـ 18 ندمت، وأتمنى لو أن الزمن يرجع، وأحس أن الأيام تمشي بسرعة.

عندما أرى طفلا عمره 5 أو 7 أبكي وأتمنى لو أرجع لذلك العمر، أحس أن حياتي مجرد ذكريات وخائفة كثيرا مما يحمله لي المستقبل، وكثيرا ما تراودني ذكريات الطفولة الجميلة، فأجلس أبكي وأبكي وأتمنى لو أرجع، فما الحل لهذا التناقض؟

الحالة الثانية: أعاني من نوبات هلع وخوف، وأعراضها بسبب موت قريبي فجأة، فأنا لا أحس بالأمان ولا الطمأنينة، رغم أني محافظة على صلاتي، وكثيرا ما أخاف، وأنا أصلي وتأتيني أعراض نوبة.. فما الحل?

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شوق حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

إن الكثير مما ورد في سؤالك أمور طبيعية وموجودة عند كثير من الناس، من الحنين لأيام الطفولة والبراءة، وربما مرد هذا كله إلى شيء من ضعف الثقة بالنفس، وربما العمل على موضوع الثقة بالنفس يمكن أن يحلّ معظم هذه المشكلات، ولذلك سأذكر لك هنا بعض الخطوات العملية لتعزيز هذه الثقة بالنفس، ومنها:

- ليس هناك إنسان عنده ثقة كاملة بنفسه، وإنما يختلف الأمر من شخص لآخر، وحتى عند نفس الشخص قد يختلف الأمر من وقت لآخر، فالشخص العادي والذي ثقته بنفسه لا بأس بها قد يشعر بالتردد، وضعف الثقة بالنفس نوعا ما عندما يكون أمام تحد جديد، كأن يكون على وشك الدخول لامتحان مثلا.

- هناك خطوات كثيرة يمكن أن تبني ثقة الشخص في نفسه، ومما يعزز الثقة بالنفس كثيرا هو تعزيز إيجابياتك ونجاحاتك المختلفة في الحياة، فتعرفي على نقاط القوة عندك، وافتخري بها هل أنت جيدة في بعض الهوايات الفنية أو الرياضية.

- اشكري الله تعالى على النعم التي أنعم بها عليك، فالشكر على النعم تزيد ثقتك بنفسك "لئن شكرتم لأزيدنكم".

- حاولي أن تكوني إيجابية مع نفسك، ومع الآخرين، وانظري لنصف الكأس الممتلئ، وليس فقط للنصف الفارغ، وإن تقديرك لما عند الآخرين يعزز ثقتك في نفسك.

- ساعدي الآخرين فيما يحتاجون، وهذا من أكبر أبواب زيادة الثقة بالنفس، وفي نفس الوقت إن مدحك أحد على أمر إيجابيّ عندك، فاقبلي هذا المدح، واشكري الله عليه.

- حاولي أن تعبّري عن رأيك في الأمور وأنت بين الناس، وإذا رأيت التمسك بهذا الرأي فلا بأس، وركزي على نجاحاتك وتذكري بأن النجاح يؤدي للمزيد من النجاح، والثقة القليلة بالنفس يمكن أن تزيد مع الوقت كالنبتة الصغيرة.

يبدو من خلال القسم الثاني من السؤال أن عندك أعراض حالة ما نسميه نوبات الذعر أو الهلع، حيث تنتاب الإنسان هجمة فجأة من تسارع نبضات القلب والارتعاش أو قشعريرة والتعرق... وبعد أن يسرع المصاب إلى الطوارئ، وبعد القيام ببعض الفحوصات والاختبارات وتخطيط القلب، فالعادة أن تكون كل هذه النتائج طبيعية، وريثما تنتهي هذه الاختبارات، يكون الشخص قد هدأت نفسه وانتهت النوبة، ويعود لبيته، فلا بد أولا من وضوح التشخيص، والذي يقوم بهذا هو الطبيب النفسي المتخصص، ونقول عادة إنه من دون تشخيص لا يوجد علاج فعال.

طبعا يمكن أن تتعافي من كل هذا بشكل طبيعي، وخاصة من خلال الفهم والتصرف السليم، ولكن إن طالت المعاناة فأرجو أن لا تترددي في مراجعة طبيب نفسي عندك، ومن ثم ليصف العلاج المطلوب، وهناك أكثر من علاج بين العلاج النفسي المعرفي السلوكي، وهناك العلاج الدوائي، وسيناقش الطبيب النفسي الخطة العلاجية معك.

وفقك الله وكتب لك الحياة الآمنة المطمئنة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية ££

    أحس أحيانا انو نفسي أكبر واحقق أحلامي واعيش بس خوفي من المستقبل أكبر وكل فترة أتمنى أصغر وكل يوم اتحسر أني ضيعته أخاف ما احقق أحلامي حبيبتي هذا اللي تحسين فيه انتي بعد

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً