السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعاني من الخوف إذا أتاني أحد على غفلة مني، فيترتب على هذه الحالة تزايد في نبضات القلب، وارتجاف في الأطراف.
فما العمل؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعاني من الخوف إذا أتاني أحد على غفلة مني، فيترتب على هذه الحالة تزايد في نبضات القلب، وارتجاف في الأطراف.
فما العمل؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ islam حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الأعراض التي ذكرتها هي: من الأعراض الفسيولوجية لنوبات القلق، وإذا لم تكن لها أسباب واضحة مثلاً: كالخوف من مقابلة شخص مهم، أو التحدث أمام الناس، أو الجلوس لامتحان؛ فربما تكون نوبات هلع، إذا كانت تظهر من حين إلى حين دون مقدمات واضحة بل نتيجة أفكار سلبية.
ونفضل أن تعرضي نفسك على طبيب نفسي، وتشرحي له حالتك بالتفصيل، و-إن شاء الله- تجدي العلاج الناجع.
++++++++++++++++++++++++++++++
انتهت إجابة د. علي أحمد التهامي..........استشاري نفسي إكلينيكي.
وتليها إجابة د. محمد عبد العليم ...... استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان. ++++++++++++++++++++++++++++++
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، نشكر لك تواصلك مع إسلام ويب.
هذا التفاعل الذي يحدث لك ليس تفاعلاً مرضيًا، هو تفاعل فسيولوجي طبيعي جدًّا، لكن ربما يكون هنالك مبالغة في طريقة استجابة جسدك سلوكيًا للتغيرات الفسيولوجية التي تحدث عند الإثارة المفاجئة، الله تعالى خصنا باستجابات معينة دقيقة التنظيم والهدف منها حماية أنفسنا.
الإنسان حين يفاجأ بأي شيء: بخبر، أو بمواجهة جسدية مباشرة، أو يكون في موقف يؤدي إلى الخوف والرعب، هنا يستجيب الجسد من خلال تغيير نفسي فسيولوجي متكامل، حيث إنه توجد أجزاء في دماغ الإنسان تتمركز حول ما يعرف بالفص الصدغي في الدماغ، وحين يواجه الإنسان هذا الفعل المفاجئ -مثلا حين يأتيك أحد في غفلة- هنا يفرز الجسم مادة الأدرينالين بسرعة شديدة، هذه المادة من المعروف عنها أنها تفرز عند المواجهات والمواقف التي تتطلب أن يعد الإنسان نفسه من أجل حماية نفسه، ومن الأمثلة التي تُضرب: إذا واجه الإنسان أسدًا فإما أن يُقاتل وإما أن يهرب، واستجابة الجسم في الحالتين واحدة، في حالة القتال وفي حالة الهروب، وهو أنه يحدث تحفز عصبي -إفراز شديد لمادة الأدرينالين- وهذه كلها ترفع من مستوى اليقظة، ومن مستوى التحضير النفسي والبدني للإنسان ليواجه الموقف.
فالذي يحدث لك: أنك حين تكونين في غفلة ويأتيك أحد فجأة، هذا موقف قطعًا يستحق ويتطلب أن يواجهه الجسم، وكذلك النفس والوجدان بتفاعل خاص، والتفاعل الذي يحدث في حالتك هو: أن مادة الأدرينالين تفرز بكميات كبيرة وبصورة مفاجئة جدًّا، وحين تُفرز هذه المادة تحدث شعورًا داخليًا بالخوف، وربما تسارعًا في ضربات القلب، وهذا هو الذي يحدث لك على وجه الدقة والخصوص.
فإذًا هو تفاعل فسيولوجي، جسمك يحاول أن يحميك ويحمي نفسه من أي مخاطر خارجية، لكن -كما ذكرت لك- الذي يظهر لي أنك ربما تكونين أيضًا تعرضت إلى نوع من التخويف وأنت في حالة غفلة، مما جعل هذا التفاعل يحدث لديك بصورة مبالغ فيها.
إذًا نحن الآن تفهمنا طبيعة هذا التفاعل، فهو نفسي، بدني، بيولوجي، وسلوكي.
وللتخلص من هذا التفاعل أو تقليل حدته: عليك أن تفهمي العملية الفسيولوجية التي تكلمتُ عنها، وفي نفس الوقت يجب أن تقومي بنوع من التمارين السلوكية التي تعتمد على التوقع -أي أن يكون لك توقعًا أنك حين تكونين في حالة غفلة ربما يأتيك أحد الناس ويلفت نظرك فجأة- ويمكن أن تستعيني بأحد إخوتك أو أخواتك أو والدتك لتقوم بهذا التدريب بالنسبة لك -أي أنها تقوم بلفت نظرك بصورة سريعة جدًّا حين تكونين في حالة غفلة-.
التدريب يؤدي إلى التعريض، والتعريض يؤدي إلى ما يسمى بفك الارتباط الشرطي، بمعنى: أن العلاقة بين الإثارة والخوف المفاجئ سوف تضعف وتقل.
الموضوع في غاية البساطة، ولا أعتقد أنه يتطلب أكثر من ذلك، في ذات الوقت طبقي تمارين الاسترخاء، إسلام ويب لديه استشارة تحت رقم (2136015) أرى أنها سوف تكون مفيدة لك، ولا أرى أنك في حاجة لأي علاج دوائي.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.