الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل التفكير في الحمل يزيد حالة الفزع والخفقان التي أحس بها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
شكرا على موقعكم الأكثر من رائع.

أبلغ من العمر 25 سنة، قبل سبعة أشهر توفي طفلي الرضيع الذي يبلغ من العمر 11 يوما، والمولود قيصريا، ولكن قبل أربعة أشهر أحسست بدوار خفيف، وذهبت إلى النوم، وبينما أنا نائمة أحسست وكأن أحدا أخذ من جسمي شيئا، فاستيقظت في الساعة2 ليلا، وشعرت بألم خلف فخذي، وعندما نهضت في الصباح، شعرت بخفقان مفاجئ، ومنذ ذلك اليوم والخفقان مستمر معي، كما وأشعر بدوار وكأني أحس بجاذبية تشدني نحو الأرض، مع ترنح وعدم اتزان أثناء الجلوس، حتى وأنا نائمة فأنا أشعر بالدوار وكأني في أرجوحة، أو كأن الأرض تمشي معي، وأشعر بضغط في الأذن، وتعب شديد مع أقل مجهود، وألم في كامل جسدي، وأحس برعشة واهتزاز في دماغي وجسدي عند بذل مجهود ولو كان قليلا، ونبض في أجزاء متفرقة في جسدي، وخصوصا القدم وعضلات اليدين، وأنزعج من الأصوات العالية والضوء القوي، حتى أنني لا أستطيع الجلوس لفترة نصف ساعة متواصلة، وأشعر بتعب شديد واهتزاز في جسمي، وكأن هزة أرضية تحتي، وأصلي وأنا جالسة على كرسي من التعب، وأحس بتنميل وحرقة، فما السبب؟

كما أنني أفزع من أبسط الأشياء، حتى من رنة الهاتف، فتزيد نبضات القلب، لدرجة أنه من شدتها أشعر بها تضغط على أذني.

ولقد أجريت فحوصات للدم، والغدة، وفيتامين ب 12، وقالوا لي: بأنه ناقص، وبعضهم قال: بأنه طبيعي، وفيتامين د كانت نسبته 25، والكالسيوم ووظائف الكبد والكلى، وعملت إيكو للقلب، وهولتر، - والحمد لله - كلها كانت سليمة، فما هي نصيحتكم لي؟

مع العلم أني أتناول الأندرال مرة وحدة يوميا، وحبوب amitriptyline آخذها وقت النوم بمعدل نصف حبة.

كما أنني مستمرة في قراءة سورة البقرة يوميا والرقية والشرعية والأذكار، فهل أذهب إلى دكتور أعصاب ومخ؟ وهل التفكير في الحمل يزيد من مشكلتي وأعراضي؟ وما هو الحل مع هذا الدوار، وضربات القلب، والرعشة التي تحدث في جسمي عند أقل مجهود؟

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله تعالى لك الشفاء والعافية، وأن يكون الطفل فرطًا لكما، وأقول لك:

إن أعراضك في جُملتها وبكل مكوناتها الجسدية والنفسية أرى أنها تمثل نوعًا من قلق المخاوف، حتى الدوّار الذي تحسين به أعتقد بأنه ناتج من هذا القلق المصحوب ببعض المخاوف، - والحمد لله تعالى - أنك قمت بإجراء الفحوصات اللازمة، وفيتامين (د) لديك ناقص بعض الشيء، وتعويضه قطعًا سهل جدًّا عند طريق تناول فيتامين (د).

أما فيتامين ب 12 ما دام هنالك خلاف حوله، فأعتقد أنه من الأفضل أن تُجري فحصًا ثالثًا في مختبر ثالث، وتكون النتيجة - إن شاء الله تعالى – حاسمة، وعلى ضوئها تستطيعين أن تتخذي القرار، بمعنى إذا كان مستواه صحيحًا وغير ناقصا، فهنا لا داع لتناول علاج تعويضي، أما إذا كان خلاف ذلك، فيجب أن تتناولي فيتامين ب 12، وهذا الموضوع بسيط جدًّا، ويجب ألا يُشكل لك أي إزعاج، ولكن تعويض هذه الفيتامينات في حد ذاته نعتبره أمرًا يساعد في الصحة النفسية، لذا أريدك أن تكوني حريصة حول هذا الأمر.

عقار إميتربتلين الذين تتناولينه: لا شك أنه يساعد في علاج القلق والتوترات، وهو في الأصل مضاد للاكتئاب، ولكن فعاليته كمضاد للاكتئاب يجب أن تكون جرعته خمسين مليجرامًا أو أكثر، ولكن بكل أسف فإن معظم الناس لا يتحملون آثاره الجانبية التي تتمثل في جفاف الفم، والإمساك، والثقل في العينين.

أنا أرى أن ذهابك لطبيب مختص في الطب النفسي - وليس في أمراض الأعصاب والمخ - يكون أفضل، فحالتك نفسية في المقام الأول، وهي قلقية مع وجود مخاوف، - والحمد لله تعالى – أن معظم الأطباء النفسيين المتميزين لديهم خلفيات ممتازة جدًّا في الأمراض العضوية العصبية، وكذلك الأمراض الباطنية، فسوف يقوم الطبيب بعمل مراجعة كاملة لحالتك، ويعطيك - إن شاء الله تعالى - العلاج اللازم.

أنا أعتقد أن تناول أي من مضادات التي تعالج الرهاب القلق والخوف سيكون مفيدًا لك، وأنت قد تحتاجين لتناول علاج واحد وليس أكثر من ذلك، فلا تتخوفي أبدًا في موضوع الحمل، وإن حدث حمل فقطعًا يجب أن تراجعي الطبيب في موضوع الدواء الذي سوف يصفه لك.

أما بالنسبة للدوّار الغريب: أتوقع أن علاج القلق والمخاوف سيجعل هذا العرض يختفي، وإذا لم يختفي، فأعتقد أنه سيكون من الأفضل أن تقابلي أيضًا طبيب الأنف والأذن والحنجرة لمجرد التأكد.

أما ضربات القلب القوية: فقطعًا هي مرتبطة بالقلق، وسوف تزول - إن شاء الله تعالى – بعد تناول العلاج، وأنصحك أيضًا بأن تخففي من تناول الشاي والقهوة إذا كنت من الذين يشربون هذه المشروبات بكميات كبيرة، وحاولي أيضًا أن تطبقي تمارين الاسترخاء، وهنا يمكنك الرجوع لاستشارة موقعنا تحت رقم 2136015 فيها بعض التوجيهات البسيطة، والتي أراها - إن شاء الله تعالى – مفيدة لعلاج تسارع الضربات المرتبط بالقلق والتوتر.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، وأسأل الله تعالى أن يرزقك الذرية الصالحة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً