السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حقا هذا الموقع ملاذ لكثير من الناس ممن يعانون، وخاصة الفقراء منهم، والذين غالبا لا يملكون ثمن الكشف عند الطبيب، ولكل مظلوم، وكل وحيد لا يجد من يستمع إليه، جعله اللهم في ميزان حسناتكم يوم القيامة.
أنا فتاة عمري 19 ربيعا، لا أدري متى بدأت مشكلتي، ولكنني أشعر بخوف شديد، وضيق، واكتئاب، وأشعر بأن دقات قلبي تزداد، ويحمر وجهي، وأوشك على البكاء عندما يحدث أي شجار في البيت، وخاصة بين أبي وأمي، ولا أدري ماذا يعتريني حينذاك.
مشكلتي الثانية: هي أنني الآن في سن الزواج، ولكنني وعبر تجاربي العائلية التي أسمعها، كونت فكرة سيئة عن الرجال والزواج، وأشعر بأنهم لا يريدون من المرأة غير (الفراش)، مع إعطائها بعض الحريات البسيطة التي تصبح فيما بعد حجة عليها، ويرفعون صوتهم عليهن، ولكن بالمقابل يجب أن لا ترفع صوتها حتى ولو كان الحق معها، يفرغون غضبهم في نسائهم، وبعضهم من يختلق المشاكل من لا شيء، ولكنهن يصبرن، فهل المرأة خلقت لتكون غير محترمة، وأن تكون حياتها أقرب إلى الإهانة، وأن تكون رهن كلمة الطلاق؟
أنا أدرس في كلية الهندسة المعمارية، وأمتلك شخصية قوية، ولست مستعدة أبدا للزواج والقيود بعد كل ما رأيت، وتراودني أفكار جادة جدا بألّا أتزوج، مع أنني جميلة، وأوضاعنا المالية ممتازة، وتقدم لي عدد لا بأس به من الشبان، وأتحجج بالدراسة، وأن أتخرج وأعمل وأعيش حياة كريمة من كدّي وتعبي، مع العلم أنني متفوقة وطموحة جدا، وليس لأحد سلطة عليّ.
وكم تراودني أحلام يقظة بأنني بنيت صرح نجاحي بنفسي، وبأنني أُكرم أمي، وأبذل عليها من المال والحاجات والخدم ما تريد.
فهل من الممكن للفتاة في هذا الزمان ألا تتزوج؟ وهل وجهة نظري صحيحة، وتنطبق على جميع الأزواج؟ وهل العلة في الحالات التي ذكرتها بسبب ضعف شخصية المرأة أم قسوة الرجل؟ وهل المشكلة برمتها متعلقة بالمرأة؟ أي أنه إن كانت شخصيتها قوية فستحد من هذا الظلم تجاهها؟ وما هو الطريق الصحيح؟
أنا مستاءة جدا من هذه الأفكار التي أصبحت مؤخرا تسبب لي الهم، كما أنني مستاءة من المجتمع وعاداته.
أفيدوني أفادكم الله.
وتقبلوا مني فائق الشكر والتقدير.