الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخفقان وآلام القولون وقلة النوم، هل هي أعراض نفسية أم جسدية؟

السؤال

السلام عليكم.

بدأت حالتي برمضان، شعرت بخفقان بالقلب وخوف، وعملت تحاليلاً وتخطيطاً وكانت سليمة، ومع كثرة التفكير والخوف وساوس، لأني تفاجأت بالذي أصابني ولم أعرف سببه، ثم أصابتني آلام بالرجل ووخزات، وقلة نوم، وضيق بالنفس، وآلام بالقولون، وأجريت تحليل فقر دم وأشعة للصدر وكل شيء سليم.

بعد هذه الأعراض بشهر أجريت أشعة تلفزيونية للقلب، وأخبرتني الدكتورة أن عندي ارتخاء بالصمام، وأنها مشكلة بسيطة بسبب القلق والتوتر والتهاب القولون والمعدة، وأنا هذه الفترة قلت شهيتي للأكل كثيراً، كنت مكتئبة، مع بكاء وضيق وخوف من أي عرض جسدي يسبب الموت، بالفترة الأخيرة تحسن أكلي ونومي، لكن يتحسن ثم ينتكس، لا يوجد استقرار نفسي، وأثر عليّ كثيراً، وأثناء النوم أشعر بتنمل بالرجل اليسرى وأحياناً باليد اليسرى، وألم بالكتف والرقبة وصداع، وهبوط أثناء النوم، هل حالتي نفسية أثرت على الجسد؟ أم جسدية؟!

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الجسد والنفس هما صنوان لا يمكن أن نفرق ما بينهما أبدًا، أعراضك من الواضح جدًّا أنها أعراض نفسية تتمثل في وجود قلق المخاوف مع وساوس بسيطة، ثم بعد ذلك ظهرت لديك الأعراض الجسدية، لأن التوترات النفسية تؤدي إلى توترات عضلية، والتوترات العضلية دائمًا نشاهدها في أجزاء معينة من الجسم كـالقولون -المعدة- انقباض عضلة الصدر– انقباض عضلة الرأس– انقباض عضلات الأرجل مما يؤدي إلى التنميل، وهكذا، إذًا حالتك من وجهة نظري هي حالة نفسوجسدية، أي أن السبب نفسي، وبعد ذلك ظهرت وتجسدت هذه الأعراض الجسدية.

أعتقد أن الأمر بسيط جدًّا، وبما أنك تعملين في الحقل الطبي سيكون من الجيد جدًّا أن تتواصلي مع أحد الأطباء المختصين في الطب النفسي، وأنا على ثقة تامة أنه سوف يقدم لك النصائح المطلوبة، والتي تتمثل في ضرورة تجاهل هذه الأعراض، وممارسة أي نوع من الرياضة التي تناسب الفتاة المسلمة، وعليك أيضًا بتطبيق تمارين الاسترخاء، وأن تأخذي قسطًا كافيًا من الراحة، هذا مهم جدًّا، وعليك أيضًا أن تنامي في وضع صحيح.

آلام الكتف والرقبة والصداع هذه القلق يسببها، لكن أيضًا وضعية النوم تلعب دورًا أساسيًا في استرخاء العضلات أو انقباضها، فنامي على شقك الأيمن، لا تنسي أذكار النوم، ويجب أن تكون الوسائد أو المخدة من النوع الخفيف جدًّا، هذا -إن شاء الله تعالى– سيساعدك كثيرًا.

ربما تحتاجين لأحد الأدوية البسيطة جدًّا المضادة لقلق المخاوف، وهي كثيرة جدًّا، منها عقار (زولفت) ويعرف أيضًا تجاريًا باسم (لسترال)، ويسمى علميًا باسم (سيرترالين) على وجه الخصوص، مفيد في هذه الحالات، -وكما ذكرت لك- وبما أنك تعملين في هذه المهنة المحترمة –التمريض– فالتواصل مع الأطباء سيكون أمرًا سهلاً جدًّا بالنسبة لك، وأؤكد لك أن حالتك نفسوجسدية، لا يوجد لديك مرض نفسي حقيقي، ولا يوجد لديك مرض جسدي، إنما هي ظاهرة وأعراض وسوف تختفي -إن شاء الله تعالى-.

بارك الله فيك، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية ام محمد.

    الموضوع فعلا هام وأرجو الشفاء للجميع
    وانا مريت باضطرابات نفسيه.
    فكان القرآن سعادتي.
    وماء زمزم دوائي. والاستغفار نجاتي.
    والحمدلللللله

  • السعودية عمرو احمد

    اشعر بنفس الحاله التي تشعر بها الاخت الفاضله

  • الأردن يزن

    أنا بيسير معي نفس اعراضك وأكثر كمان وعملت فحوصات لكل شي والحمد لله ما طلع شي ولله الحمد أنا انصحك بالتقرب من الله والله يشافيني ويشافي الجميع

  • الأردن yazan

    والله أنا مثلك وتعبت كثير

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً