الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أبي أرغمني على الزواج بفتاة والآن أريد طلاقها.. هل أطلقها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أنا شاب متزوج منذ 9أشهر زواجا تقليدا بفتاة من الريف، لم أشاهد زوجتي، وقد اختارها لي والدي، في البداية رفضت، لكنه غضب مني، فسرعان ما تراجعت فقبلت بالزواج طاعة لوالدي إلى أني الآن لا أشعر بالسعادة، ولا أحبها إطلاقا، وأحب دائما أن أكون خارج المنزل.

أحس بالذنب أحيانا تجاهها؛ لأن الذنب ليس ذنبها، وأنا نويت الآن الطلاق حتى لا أظلمها أو أظلم نفسي.

أفيدوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ oumar حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك ابننا الكريم في الموقع، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على الخير، ونحب أن ندعوك إلى عدم الاستعجال في هذه المسألة، ونحن طبعًا لا نؤيد مجاملة الوالد في مثل هذه الأمور، ولكن أما وقد تزوجتها ورضيتها، فنتمنى أن تنظر في محاسنها، وتحشد الجوانب الإيجابية فيها، ونذكرك بأنك لا يمكن أن تجد امرأة بلا عيوب، كما أنك أيضًا لست خاليًا من العيوب، وتوجيه النبي - صلى الله عليه وسلم -: (لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كرهَ منها خلقا رضي منها آخر).

ونحب أن نتبين هل أنت كاره لهذه الفتاة لأنك أجبرت عليها؟ أم هناك أسباب معينة تجعلك تنفر منها، والفرق بينهما كبير، فإذا كان السبب الكره - وهذا غالبًا ما نرجحه أنك أُجبرت عليها، وأنك لم تكن راضيًا، وأن الوالد فاجأك، إلى غير ذلك - فهذا سبب، وإن كان هناك أمور تتضايق منها لم تُعجبك، فهذا أيضًا جانب ندعوك فيه - كما قلنا - إلى أن تنظر إلى الإيجابيات وتتوجه إلى رب الأرض والسموات، وتعوذ بالله من شيطان يُقبِّح للإنسان الحلال، كما قال ابن مسعود: (إن الحب من الرحمن، وإن البغض من الشيطان، يريد أن يُبغض لكم ما أحل الله لكم).

فعليك أن تسأل الله أن يعمّر قلبك بحبها والانسجام معها، والوفاق بينك وبينها، وتعوذ بالله من شيطان يريد أن يُخرجك مما أنت فيه من الحلال، لأن الشيطان أصلاً لا يريد لنا الحلال، ولا يريد لنا الزواج، ولا يريد لنا التوبة، ولا يريد لنا المغفرة، فاعلم أن هذا العدو أُمرنا بمعاداته {إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوًّا}.

وفي كل الأحوال الواحد منا لا يرضى مثل هذا الموقف لبنته أو لعمّته أو لخالته، فكيف نرضاه لبنات الناس، ونكرر مرة أخرى: دعوتك إلى أن تعيد النظر والتفكير في هذه المسألة، ونتمنى أن تكتب إلينا بإيجابيات الفتاة وماذا لاحظت فيها، وما هي الأمور التي تضايقك، حتى نستطيع أن نتناقش عن وعي وعلم حول هذه المسائل، التي نتمنى ألا يكون القرار فيها عاجلاً، وألا تستعجل القرار، ولكن تتأنى، فإن الطلاق بيد الرجل؛ لأن الرجل يتأنى ويدرس الأمور، وهذا ما نريد أن نتعاون عليه، وفي انتظار الكتابة إلينا بالتفاصيل، ونتمنى أن تذكر إيجابيات الفتاة، وسلبياتها، هل أنت رافض لها لأنك أجبرت عليها، أم رافض لأسباب معينة، فما هي تلك الأسباب؟ وما وجهة نظرك في هذه المسألة، حتى نتناقش عن وعي وعن علم، ثم نصل بعد ذلك إلى القرار الصحيح.

نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً