الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بكتلة في الثدي هل هي بسبب عض ابنتي في حالة الرضاعة؟

السؤال

السلام عليكم.

تعجز الكلمات عن شكركم لما تقدمون، فجزاكم الله خير الجزاء.

منذ فترة وأنا أحيانا أحس بكتلة كالشد العضلي في الثدي، كل مرة تكون في ثدي، وهي مؤلمة قليلا، وأحس بها، ثم في اليوم التالي تزول.

لا أدري هل هي بسبب أن ابنتي تعضني وهي ترضع أحيانا، أم لتجمع الحليب بعض الأحيان، أم أن الأمر يحتاج فحصا ما، ومراجعة الطبيب؟

علما أن ابنتي تبلغ سنة وثلاثة أشهر، وهذا الأمر بدأ يحصل مؤخراً فقط.

السؤال الثاني: لدي ابنة تبلغ 4 سنوات و8 أشهر، ونحن لا نقصر معها في شيء، وهي تحب الحلويات والمشتريات الخاصة بالأطفال.

ولكن حين نذهب لمكان وترى شيئا تبدأ بالطلب منه، وأحيانا تحرجني عند الناس كأنها محرومة من هذه الأشياء، حتي في البيت حين نجلب الشوكولاتة، أو أصنع لها حلوي تحبها مثلا، أعطيها باعتدال لكنها تظل تلح على المزيد حتى تنتهي كل الكمية.

وأحيانا لا أعطيها هذه الأشياء إلا كمكافأة لعمل جيد صنعته، لكنها لا تكتفي أبدا.

فكيف أجعلها تترك هذا الأمر، وأخشى أن تكبر وهي بهذه العادة، وهذا مزعج ومحرج.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ غادة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الخلايا في الثدي أثناء فترة الرضاعة تكون نشطة ويزداد حجمها؛ لأنها تفرز الحليب، وطالما تظهر تلك الكتل وتختفي فلا قلق إن شاء الله، ويمكنك بعد إرضاع الطفلة وتفريغ الثدي من الحليب القيام بفحص الثدي على المرآة بطريقة منتظمة، يقسم فيها مناطق الثدي إلى 5 أجزاء: جزء حول حلمة الثدي، وأربعة أجزاء أخرى بالتساوي وكأن الثدي دائرة مقسمة إلى أربعة أجزاء متساوية، وإذا شعرت بوجود شيء غريب يمكنك زيارة طبيبتك المعالجة للفحص، وهناك من الوسائل والطرق التشخيصية الكثير الذي يقطع الشك باليقين، ولكن في الغالب الكتل التي تظهر وتختفي هي عبارة عن مناطق تجمعات حليب ولا قلق منها إن شاء الله.

والمرحلة العمرية التي تمر بها الطفلة تميل إلى تناول الحلويات أكثر من الطعام العادي، وإذا تم تخيير معظم الأطفال بين تناول الحلويات والشوكولاتة، أو الخضار المطبوخ والأرز واللحوم؛ لاختار مباشرة الحلويات.

ويجب عدم التركيز على هذا الأمر معها فقط، يجب جعل الحلو دائما بعد الوجبة وليس قبلها؛ لأن شرب العصائر والشيبس يؤدي إلى الشبع؛ لأن المخ يتغذى على الجلوكوز، وطالما أن مستواه في الدم مرتفع فإن المركز المسؤول عن الجوع لا يعطي إشارة بالإحساس بالجوع أبدا.

ويمكنك عمل فطائر في المنزل تحتوي على الحليب والبيض واللحم، أو الدجاج المفروم، بأشكال وأحجام مختلفة لتلفت نظر الطفل، وإعطاؤه ما يكفيه خصوصا قبل زيارة الأصدقاء والأسرة؛ حتى يشبع الطفل وتقل حاجته إلى تناول المزيد من الطعام والحلويات، ولكن ما زالت رغبة الأطفال في الأكل خارج البيت وعند الآخرين أعلى بكثير من رغبته في المنزل فلا تنزعجي من هذا الأمر، وسوف تمر هذه المرحلة بسلام إن شاء الله.

ولكن يمنع العنف مع الطفل في هذه السن؛ لأنه دون سن التمييز.


حفظكم الله من كل مكروه وسوء، ووفقكم لما فيه الخير.

++++++++++++++++++++++++++++++
انتهت إجابة د. منصورة فواز سالم..........طبيبة أمراض النساء والولادة وطب الأسرة
وتليها إجابة د. مأمون مبيض..........استشاري الطب النفسي +++++++++++++++++++++++++++++

شكرا لك على السؤال الثاني حول الطفلة الكبرى.

ليس غريبا أن يحاول الأطفال في هذا العمر من طلب ما يريدون بالرغم من رفض الأبوين، والسيناريو المعروف هو ما ورد في سؤالك من البكاء في السوق، وإحراجك أمام الناس، فكيف نعالج هذا الموضوع؟

بشكل عام يحتاج الأطفال في حياتهم لشيئين أساسيين:

الأول: الحب والعطف والرعاية، الأمر الذي من الواضح أنك تقدميه لطفلتك.

الثاني: وهو ليس بأقل أهمية من الأول، وهو تعليم الانضباط والالتزام بالحدود والقواعد وما هو مطلوب منه، ولا يتم هذا إلا من خلال الجدية والحزم، والحزم لا يعني العنف، وإنما يعني إعطاء رسائل واضحة للطفل، رسائل تنم على أنك جادة في طلبك؛ بحيث وكأن الطفل ليس له خيار في أن ينفذ أو لا، وذلك من خلال النظر في عينه عند الطلب، ونبرة الصوت الجادة والواثقة، لا الضعيفة المترددة ولا الغاضبة المرتفعة.

فمثلا عندما تبكي في السوق أمام المشاهدين، فأنت قرري فيما إذا أردت الشراء أو لا، ولا يجعلك الحرج أمام الناس تفعلين شيئا لا تريدينه، وإلا فستعتاد الطفلة على تحقيق ما تريد، ورغما عنك، وهذا يضر بالطفلة على المدى البعيد، طبعا الآن الأمر سهل في هذا العمر، ولكن ماذا سيحصل عندما تبلغ عشر سنوات أو أكبر؟!

إننا إن حاولنا تطبيق الأمرين السابقي الذكر؛ فإننا سنضمن العيش مع الطفل في جوّ فيه الاحترام والتقدير، ولكن فيه أيضا الالتزام والانضباط.

إن مثل هذه المهارات هي التي ندعو الآباء والأمهات لتعلمها واكتسبها والتدريب عليها، من خلال ورشات العمل والتدريب الذي نقوم به من خلال ورشات تدريب "الوالدية" أو من خلال الكتب المتخصصة في هذا، ومن هذه الكتب كتابان لي، الأول "أولادنا من الطفولة إلى الشباب" والثاني "دليل تدريب الآباء في تربية الأبناء" ويمكن الحصول عليها من موقع نيل وفرات دوت كوم.

وفقكم الله، وأقرّ عيونكم بطفلتيكم، ورزقكم النجاح والتوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً