الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أمي تعاني من حالات نفسية عديدة وأفكار غريبة، ما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم.

أمي تعاني من الأعراض التالية:
- تقول بأن هناك كاميرات في البيت لمراقبتها.
- تطفئ الضوء عند الدخول إلى مكان الاستحمام.
- تقول بأن بعض المشايخ يتآمرون عليها.
- ترتدي الخمار في البيت.

- ترفض الذهاب إلى الطبيب النفسي بحجة أنها غير مريضة.
- لا تشاهد التلفاز وذلك بعد ظهور هذه الأعراض.
- تتهم بعض أفراد العائلة بالتآمر عليها.

مع العلم أنها تعتني بنظافتها الشخصية وتقوم بأشغال البيت بشكل عادي مثل الطهي وغسل الملابس، كما أنها تقوم بالصلاة وقراءة القرآن. بعد الذهاب إلى الطبيب شخص المرض بأنه فصام ووصف لها دواءRisperdal .
- هل Risperdal مناسب لهذه الأعراض؟
- هل هذه الأعراض تسمى فصام ؟

- هل بقاء المريض في المنزل لوحده (عندما نذهب للدراسة تبقى الأم وحدها في المنزل) في بداية فترة تناول الدواء يشكل خطرا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ منير حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله تعالى لوالدتك العافية والشفاء.

بالفعل الأعراض التي تعاني منها والدتك هي أعراض واضحة جدًّا، وجوهر علتها هو ما نسميه بالأفكار الضلالية الاضطهادية، أو ما يسمى بـ (الأفكار الزوارية) وهو نوع من الاعتقاد الخاطئ ثابت لدى المريض لا يمكن زحزحته أو مناقشته فيه.

هذا النوع هو نوع من أمراض الفصام، الذي يسمى بالفصام الزواري أو الفصام الباروني، وهو أقرب أنواع الفصام من حيث الاستجابة للعلاج، هذا يجعلني (حقيقة) على ثقة تامة - بإذن الله تعالى – أن والدتكم سوف تُشفى من هذا المرض.

الأدوية فعالة، الرزبريادون من الأدوية الممتازة جدًّا، والتحسن يبدأ بعد أسبوعين إلى ثلاثة من بداية العلاج، لكن الجرعة العلاجية لا بد أن تكون صحيحة، وأنا متأكد أن الطبيب يملك الاقتدار والمهنية والخبرة الكاملة ليعطيها الجرعة الصحيحة وللمدة الصحيحة.

بعد أن تتحسن أحوال الوالدة وتختفي هذه الأفكار لا بد أن تستمر على الجرعة الوقائية، الجرعة العلاجية ما بين أربعة إلى ستة مليجرام، والجرعة الوقائية ما بين اثنين إلى أربعة مليجرام يوميًا.

الرزبريادال يوجد منه مستحضر يعطى في شكل إبر كل أسبوعين، قد تكون مكلفة بعض الشيء، لكن بالنسبة للمرضى الذين يرفضون أو لا يتعاونون في علاجهم، بعد أن تستقر أحوالهم تُعطى هذه الإبر.

الآن شركة (جانسن) الشركة التي صنعت عقار رزبريادون أتت بمستحضر جديد يسمى (باليبريادون) واسمه التجاري (إنفيجا) هو مستخلص ومستحضر من الرزبريادال، فعاليته تقريبًا مساوية للرزبريادال، لكن يتميز بأن الإبر طويلة الأمد من هذا المستحضر الجديد تُعطى مرة كل أربعة أسابيع.

عمومًا الاستمرار على الحبوب أيضًا ممتاز وسليم، فقط الالتزام بالجرعة.

بفضل من الله تعالى والدتكم تمتلك المهارات، من الواضح أنها تعتني بنظافتها الشخصية، وتقوم بواجباتها المنزلية، ومحافظة على صلاتها وقراءة القرآن، هذا - إن شاء الله تعالى – يعجل من شفائها، لأن من الواضح أن جوهر شخصيتها محفوظ ومصان، ومهارتها التي اكتسبتها في الحياة لم تفقدها من خلال ظهور هذا المرض.

بالنسبة لبقائها في المنزل: لا أعتقد أن هناك خطورة بالنسبة لها، قطعًا هي سيدة راشدة ولها مهارتها كما ذكرنا، والجانب المرضي لا أعتقد أنه يتعلق بأي خطورة.

أرجو أن تعملوا دائمًا على مساندتها، وتشجعيها وتحفيزها، وقطعًا أنتم مدركون لأهمية برها.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً