الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من الضيق الذي أصابني بعد صدمة فقد والدي؟

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من اكتئاب وضيق منذ سبع سنوات، فقدت والدي، وأصبت بصدمة، ما أشكو منه الآن هو استمرار الضيق، في أحيان يشتد علي ليومين ويخف باقي الأيام، استعملت العلاج وتحسنت، لكن هل من مبرر لاشتداده المؤقت؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد ناصر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا أريدك أن تعتقد أنك مصاب بالاكتئاب، فالاكتئاب مرض له معايير تشخيصية، وله شروط وأعراض كثيرة جداً، وهنالك مدة زمنية تظل خلاله الأعراض الموجودة وبصورة إجمالية، وبعد ذلك نشخص الاكتئاب، والذي أتصوره أنك تمر بظرف نسميها عدم القدرة على التواؤم والتكيف، وفاة والدك، وضغوطات الحياة هنا وهناك، سببت لك هذا الشعور بالكدر، وشيئا من الضيق وعسر المزاج، يجب أن تنظر إلى الأمور بهذه الطريقة.

أولاً: أنت مطالب بأن تدعو لوالدك، (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث، علم ينتفع به أو صدقة جارية أو ولد صالح يدعو له) هنا تكون كسبت أجرا عظيما، وتكون شعرت بالرضى حيال والدك، والموت هو طريق الأولين والآخرين، لا شك في ذلك، أنت تعرف ذلك وتدرك ذلك، ويا حبذا أيضاً لو تواصلت مع من كان يحبهم والدك، هذا أمر جميل، هذا يعطيك الشعور بالرضا والشعور بالإشباع الداخلي، ليس هو موت والدك الذي يشعرك بالضيق، لكن الذي يشعر بالضيق ربما يكون أنك تحس بالتقصير حيالها، وهذا شعور طيب ونبيل ويعالج من خلال ما ذكرت لك.

الأمر الثاني: اجعل لحياتك معنى، الحياة التي لا معنى لها، لا فائدة فيها، وتسبب الكره والضيق والكدر، لكن الإنسان الذي يستفيد من حياته يعبد ربه على أحسن ما يكون، يتواصل مع الآخرين، يكون نافعاً للنفس وللآخرين، يصل أرحامه، يبر والديه -أخي الكريم- هذه متعة عظيمة، وفي ذلك الوقت إدارة الوقت بصورة ممتازة، وتذكر دائماً أن الواجبات أكثر من الأوقات، وأننا يجب أن نعمل وأن نكد وأن نجتهد، وأن نتعلم وأن نكون مثابرين، وفي ذات الوقت نمتع أنفسنا من طيبات الدنيا، هذه هي الحياة، هذه النقلة التي يجب أن ترقى نفسك إليها، أنت رجل متزوج -والحمد لله- مستقر، ولديك الكثير من الإيجابيات، فلا تنظر للدنيا بضيق أبداً، الدين حقيقة من أعظم ما فيه من أعظم ما في الإسلام أنه يخرجنا فعلا من ضيق هذه الدنيا إلى سعتها، وإلى رحابة الآخرة.

أيها الفاضل الكريم: يجب أن تستعمل دواء بسيطا جداً يحسن المزاج، هنالك دواء اسمه امبراجين دواء قديم من مضادات الاكتئاب، وهو متوفر في اليمن، لكنه دواء فعال جداً وغير مكلف، ويفيد في مثل حالتك هذه، جرعته تبدأ بـ 25 مليجراما، تناولها يومياً صباحاً، تستمر عليها لمدة شهر، بعد ذلك اجعل الجرعة 25 مليجراما صباحاً و25 مليجراما مساءً استمر عليها لمدة شهرين، ثم 25 مليجراما يومياً صباحاً لمدة شهرين، ثم توقف عن تناولها، هو دواء بسيط جداً، مفيد للاكتئاب، إذا سبب لك شعورا بالجفاف البسيط في الفم، فلا تنزعج لذلك، هذا يحدث في الأيام الأولى، ثم يختفي تماماً.

وهنالك دواء آخر بديل يعرف باسم كلوزاريل (Clozaril) والاسم العلمي هو فلوكستين، هذا الدواء أيضا ممتاز ومتوفر في اليمن، سعره قد يكون مرتفعا قليلاً إذا قارناه بالأمبراجين لكنه دواء راق جداً، فإذا شئت أن تجعله بديلاً لا بأس في ذلك جرعة الفلوكستين هي 20 مليجرام يومياً لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك 20 مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر ثم توقف عن تناوله.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً