السؤال
السلام عليكم
والدي رجل شديد العصبية؛ يثور لأتفه الأسباب؛ هو فوق الستين غير مدخن، وصحته نسبيًا جيدة -ولله الحمد-، ولكنه يعانى من مرض القلب بسبب العصبية؛ المشكلة الكبرى التي تؤثر عليه وعلينا أن لديه وسواس من نوع غريب خاص بالضوضاء!
الضوضاء، نعم مشكلة عادية، ولكن عند والدي هي أزمة كبيرة، وأم المشاكل، وتتوقف عليها حياة والدي؛ والدي إذا استمع إلى صوت الأطفال يلعبون في الشارع تحت البيت يجن جنونه، إما أن ينزل ويثور عليهم ويطلب منهم أن يبتعدوا وإذا منعناه يخرج من البيت ويمشي في الشوارع بدون هدف طوال اليوم ويتصل بنا قبل أن يرجع ليتأكد أن الأطفال قد رحلوا؛ والدي إذا استمع إلى صوت أي من الجيران، وهو يقوم مثلاً بإصلاح أي شيء في بيته، ويقوم بالطرق على الحوائط، أو استعمال أي من أدوات البناء، أو حتى يقوم بنقل أي أثاث (مما يسبب بعض الأصوات) يجن جنونه أيضا، ويفعل نفس الشيء، إما أن يثور عليهم، ويطلب منهم التوقف، أو يخرج بعيدًا حتى يتوقفوا، وإذا علم أن هذا الجار مثلاً سيظل لمدة يصلح، أو يبني دورًا جديدًا في منزله يطلب منا البحث عن منزل آخر، وفعلا نقوم بالرحيل إلى منطقه أخرى، ومنزل آخر هكذا!
المشكلة أن هذا الوسواس تفاقم جدًا، وللأسف أصبحت حياته متوقفة على هذه المشاكل، فهو لو استمع حتى لصوت من بعيد لأي ضوضاء يذهب مسرعًا إلى النافذة ليعرف من يقوم بهذا الصوت، ويتأذى نفسيًا حتى يرحل صاحب الضوضاء، أو يتوقف؛ فلا يستطيع التفكير، ولا الأكل ويظل متوترًا وحزينًا، ويفعل كما قلت سابقًا، وفي بعض الأحوال يسافر إلى بلد أخرى لمدة طويلة حتى يتوقف صاحب الضوضاء، وحتى يتجنب الشجار مع الجار، أو أي شخص يقوم بأي ضوضاء.
والدي يعترف أن هذه المشكلة أصبحت مرضًا نفسيًا عنده، ولكنه يخجل من الذهاب لأي طبيب نفسي، كل ما أريده أن تصف لوالدي مهدئًا جيدًا، أو علاجًا تدريجيًا يأخذه في تلك الحالات.
وجزاكم الله خيرًا.