السلام عليكم

خطبت فتاة، وعلمت أن أباها رجل قوي ورياضي، ويبلغ من العمر 60 عاما، وأنا شاب بعمر ثلاثين عاما ورياضي، وكلما ذهبت لأزورها في بيت أهلها أو أن أباها يأتي ليزورني فيلعب معي مصارعة الذراعين، أو ما يسمى بالرست أو يمازحني فيغلبني ويهزمني، ويقول لي: الرياضة فعلية وليست كلاميةّ والممارس هو الفارس، والملعب هو الذي يثبت من هو الأفضل، ويقول لي: شباب أي كلام، ويجرحني أمام ابنته، وأمام نفسي، أولا وأشعر بالنقص، مع أني شاب وهو رجل كبير، ولكنه أقوى مني وأقوى من بعض الشباب.

ماذا أفعل؟ هل أترك ابنته وأفسخ الخطوبة بكل أدب واحترام أم أكمل مع الفتاة، وأنا أشعر بالنقص الذي يضعني فيه والدها، كلما كان موجودا أو غير موجود؟ فهي تعرف أن أباها أقوى مني.

ماذا أفعل؟ وكيف أتعامل حتى لا أفعل أي شيء حراما؟ أرجوكم لا تتركوني، فأنا أصبحت مسخرة أمام خطيبتي بسبب والدها.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ كاظم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نؤكد لك أن هذا ما يحدث يدل على ظُرف والد الخطيبة، وأن هذا لا يؤثر، فكل فتاة بأبيها معجبة، وإن شاء الله –يعني إذا كانوا قد قبلوا بك ورضوك لابنتهم فأرجو أن تكمل المشوار، ودع عنك هذه الأوهام- ومن الطبيعي أن تُعجب الفتاة بأبيها كما قالوا: كل فتاة بأبيها معجبة، ونؤكد لك أن الفتاة لا تريد القوة لهذه الدرجة، وإنما تريد رجلا بأفعاله وبأقواله وبتصرفاته، وبتحمله المسؤولية، فرأي الخطيبة والتوافق الذي حصل بينكم ميلك إليها ميلها إليك هي المعايير التي تنبني عليها الأسرة المستقرة.

أما هذا الذي يحدث من انتصار والدها عليك، وطبعاً الخبرة لها دور -أي هذا نمط فعلاً نادر من البشر- وليس من الضروري أن تكون أقوى حتى من والدها، -يعني لذلك ينبغي أن لا تعطي الأمور أكبر من حجمها- ونحن حقيقةً لا نعرف ردة فعل الفتاة، وماذا يحصل منها.

أما أن تظن مجرد أنه ينتصر عليك أنك في منزلة دون أو أقل، فهذا ما لا نوافق عليه، فنتمنى أن يكون رد فعلها والكلمات التي تقولها لك جميلة.

نسأل الله تبارك وتعالى أن يعيننا وإياك على الخير حتى نتخذ القرار الصحيح، من رؤيا واضحة، ونشكر لك التواصل مع الموقع.