الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من تكيس المبايض ودورتي غير منتظمة.. أرشدوني

السؤال

السلام عليكم

أنا متزوجة منذ 5 سنوات، ولدي تكيس، ودورتي لم تكن منتظمة، ومع العلاج انتظمت -ولله الحمد- والآن بدأت في العلاج، وقبل شهرين عملت أشعة صبغة، وكانت سليمة، وفي شهر 5 بدأت كورس إبر منشطة لأول مرة، وعملت تحاليل أثناء متابعة التبويض، وكانت كل تحاليلي سليمة، ولكن الدكتورة رفضت إعطائي الإبر التفجيرية؛ لأن عندي بويضات كثيرة ونشطة، وأجلتها لشهر آخر، ومنعت زوجي أن يلمسني، ولكن زوجي لم يرض، وحصل بيننا جماع، ولكن هذا الشهر قبل الدورة بأسبوع نزل علي دم متقطع مع إفرازات بنية، والآن لي 5 أيام على هذا الحال.

علما أن آلام الدورة كانت تأتي قبل شهر بهذا التاريخ، ولكن في شهر 5 اختلف موعدها، أنا محتارة، هل رجعت لموعدها الأول أم ماذا؟ وهل أصلي وأقضي ما فاتني؟ أرجو إفادتي.

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مع طول فترة الزواج، ومع عدم انتظام الدورة في الفترة الماضية، فإن الإفرازات البنية التي تنزل قبل الدورة هي عبارة عن بعض قطرات من الدم اختلطت بالإفرازات الطبيعية من الفرج، وأدت إلى نزول تلك الإفرازات البنية، وهذه القطرات تنزل بسبب زيادة سماكة بطانة الرحم بعض الشيء نتيجة خلل في التوازن الهرموني بين الهرمونات المسؤولة عن الدورة الشهرية، وهي هرمون استروجين الذي ترتفع نسبته قبل التبويض، وهو مسؤول عن بداية بناء بطانة الرحم، وهرمون بروجيستيرون الذي ترتفع نسبته بعد التبويض، وهو مسؤول عن إكمال بناء بطانة الرحم ليسمح بنزول دورة شهرية منتظمة عند الفتيات.

والخلل يؤدي إلى زيادة نسبة هرمون إستروجين، ونقص هرمون بروجيستيرون الناتج عن ضعف التبويض، ويصبح هرمون إستروجين هو المسيطر على الدورة الشهرية، وبالتالي لا يتم بناء بطانة الرحم جيدًا، وتزيد سماكتها على حساب تكون الأنسجة الطبيعية للبطانة، وبالتالي تأتي الدورة الشهرية غزيرة أحيانًا، أو يحدث تنقيط، أو نزول إفرازات بنية حسب حالة الخلل الحادث.

وإعادة تنظيم الدورة عن طريق تناول حبوب دوفاستون، وهي هرمون بروجيستيرون صناعي لا تمنع التبويض، وجرعتها 10 مج تؤخذ يوميًا من اليوم الـ 16 من بداية الدورة حتى اليوم الـ 26 من بدايتها، وذلك لمدة 3 الى 6 أشهر أخرى حتى تنتظم الدورة الشهرية، مع تناول مشروب أعشاب البردقوش، والمرمرية، وتناول الفواكه، والخضروات، وحليب الصويا، أو كبسولات فيتو صويا، وتناول كبسولات Total fertility وكبسولات اوميجا 3، وأقراص فوليك أسيد 5 مج يوميًا قرصًا واحدًا، مع تناول قرص بعد الغداء، والعشاء من حبوب جلوكوفاج 500 مج لعلاج التكيس، وتحسين التبويض سواء كان وزنك زائدًا، أو قياسيًا، وممارسة قدر من الرياضة مثل: المشي، وأعمال البيت والتمارين الرياضية.

مع التركيز في كل تلك الفترة على الجماع في الأسبوع الأوسط من الدورة حيث إن الإسبوع الأول بعد الغسل، والأسبوع الأخير قبل الدورة الشهرية الجديدة لا يحدث فيهما حمل، مع نصح الزوج بعمل تحليل مني رابع يوم من الجماع، وعرض نتيجة التحليل على طبيب تناسلية حيث إن نسبة 40 % من حالات العقم يكون فيها السبب مشاكل عند الرجل، و40 % تكون المرأة هي السبب، والنسبة الباقية يشترك الزوجان في السبب.

وإذا لم يحدث حمل في الشهور القادمة، فيمكنك إعادة التحاليل للهرمونات المحفزة للمبايض، ولهرمونات الغدة الدرقية، وهرمون الحليب، وهرمونات المبايض، وهرمون الذكورة، وهذه التحاليل هي FSH - LH PROLACTIN- TSH- FREET4 - FSH- LH - DHEA - ESTROGEN -TESTOSTERONE ثاني أيام الدورة، ثم إجراء فحص هرمون PROGESTERONE في اليوم الـ21 من بداية الدورة، وعمل السونار على المبايض خصوصا في منتصف الدورة، وهي أيام التبويض، ومتابعة الحالة مع طبيبة متخصصة في هذا المجال.

حفظك الله من كل مكروه وسوء، ووفقك لما فيه الخير.
++++++++++++++++++++++++++
انتهت إجابة د. منصورة فواز سالم، طب أمراض النساء والولادة وطب الأسرة، وتليها إجابة الشيخ أحمد الفودعي مستشار الشؤون الأسرية والتربوية:
++++++++++++++++++++++++++
مرحبًا بك ابنتنا الكريمةَ في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته أن يمُنَّ عليك بالعافية، وأن يرزقك الذرية الطيبة.

من الناحية الشرعية - أيتها البنت العزيزة – الأصل في الدم الذي ينزل من المرأة أنه دم حيض، الدورة قد تتقدم وقد تتأخر، وشرط أن يكون حيضًا أن يستمر أربعةً وعشرين ساعة عند أكثر العلماء، والمتقطع إذا كان يحصل من مجموعه هذا القدر فهو حيض، فإذا نزل الدم منك لساعات، ثم انقطع ثم عاد بعد ذلك، فأكمل أربعةً وعشرين ساعة فالمجموع حيض.

وما دام دمًا فالأصل أن الدماء كلها حيض ما لم يتجاوز خمسة عشر يومًا، فإذا تجاوز الدم خمسة عشر يومًا مع فترة النقاء الذي يتخلل هذه الدماء، إذا تجاوز المجموع خمسة عشر يومًا فقد علمنا أن المرأة مستحاضة، والمستحاضة ترجع إلى عادتها فتعتبر الدم الذي يأتيها في أيام العادة هو الحيض، وما كان خارج العادة فليس بحيض.

هذا إذا كانت معتادة، وهو المطابق لحالتك أنت، فالذي فهمناه أن لك عادة من قبل، فإذا كان الدم هذا يتقطع ويستمر هذا التقطع لأكثر من خمسة عشر يومًا فأنت مستحاضة، ترجعين في معرفة الحيض إلى عادتك، فما كان في أيام العادة فهو حيض، وما خرج عن العادة، فليس بحيض بل هو استحاضة، والاستحاضة لا تمنع الصوم ولا الصلاة، ولا تمنع الجِماع أيضًا عند أكثر العلماء.

ولكن المستحاضة مطالبة بأن تتوضأ بعد دخول الوقت ويسبق الوضوء التحفظ من خروج النجاسة والتنظف منها بقدر الاستطاعة، ثم تصلي فريضة الوقت وما شاءتْ من الصلوات، فإذا خرج وقت هذه الصلاة انتقضت هذه الطهارة، وتحتاج إلى طهارة أخرى عند الصلاة الأخرى، وهكذا.

نرجو بهذا - إن شاء الله تعالى – أن يكون الأمر واضحًا، ونسأل الله تعالى لك عاجل العافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً