الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد تفكير شديد بحال إخوتي وأمي أصابتني أعراض جسدية، فهل هي حالة نفسية؟

السؤال

السلام عليكم

أشكركم من صميم قلبي، والله يجعلكم من أهل الجنة، آمين.

عندي استفسار يحيرني، هل هو عين أم حالة نفسية: بدأت حالتي يوم تزوج الوالد، كنت كثير ما أفكر بحال إخوتي وأمي، وبعد الظهر أحسست مثل القفلة في نصف الصدر، تجاهلتها وركبت السيارة، وبعدها أحسست مثل خفقان القلب، وتنميل شديد، وأني سأفقد الوعي، وحلقي ناشف.

ذهبت للفحص فقالوا لي: عندك سكر مرتفع، وهو عندك منذ أربعة أشهر، فزاد قلقي زيادة، بعدها عملت فحوصات في كل المستشفيات في المنطقة الشمالية، قالوا: كل شيء سليم، ذهبت إلى العيادة النفسية عالجوني -والحمد لله- تحسنت قليلا.

أصبحت تأتيني أحلام جنسية على أولاد خالتي، فرقيت نفسي بنفسي، وصار يقشعر الجلد، وخدر في المعدة، وصداع، وإذا خرجت من البيت يأتيني ضيق في التنفس.

عمري 23 سنة، والحالة لها إلى الآن أكثر من سنة، أفيدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سلطان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الذي يظهر لي أن لديك القابلية للقلق، وعدم القدرة على التكيف، وهي حالة نفسية تظهر في شكل قلق واكتئاب نفسي بسيط.

أعراضك أعراض واضحة جداً: فخفقان القلب، والتنميل الشديد، والشعور بأنك سوف تفقد الوعي، هذا كله ناتج من قلق المخاوف نسبة لتفاعلك الظرفي مع زواج والدك، وهذا التفاعل كان تفاعلاً سلبياً، بعدها أتتك جرعة قوية جداً من الضغط النفسي، وهو حين أخبرت بأنك تعاني من مرض السكر، هذا أيضاً أثر عليك، خاصة وكما ذكرنا سلفاً لديك الاستعداد والقابلية للقلق والمخاوف.

كل الأعراض الجسدية التي تحدثت عنها أراها مرتبطة بالقلق والتوتر.

الأحلام قبيحة المستوى التي تحدثت عنها، ربما تكون أشياء تدور على نطاق العقل الباطني، وهذه تعالج من خلال الاستغفار والحرص على أذكار النوم، وأن تكون في حالة استرخاء قبل النوم، وأن تتجنب تناول الأطعمة الدسمة ليلاً.

من حيث العلاجات الأخرى أنت محتاج إلى أحد مضادات القلق والمخاوف، وأعتقد أن عقار زيروكسات بجرعة صغيرة سيكون مفيداً لك، هنالك زيروكسات سي آر بجرعة 12.5 مليجرام يومياً لمدة ثلاث أشهر، ثم 12.5 مليجرام يوم بعد يوم لمدة شهر، أعتقد أن ذلك سوف يفيدك كثيراً، ويمكنك أن تدعم هذا الدواء أيضاً بعقار جمبريد (سلبرايد) بجرعة 50 مليجرام كبسولة واحدة يومياً لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناوله.

ممارسة الرياضة، الإكثار من التواصل الاجتماعي، كلها مفيدة أيها الفاضل الكريم، وقطعاً البحث عن وظيفة يعتبر علاجاً تأهيلياً هاماً وضرورياً، فيجب أن تقدم على هذا؛ أي أن تبحث عن عمل، قيمة الإنسان خاصة الشباب لا يمكن إدراكها والوصول إليها وتفهمها إلا من خلال العمل وتطوير المهارات، فأبحث عن عمل ولا تيأس أبداً في هذا السياق.

وحاول أن تطور نفسك اجتماعياً أيضاً، أكثر من التواصل، زيارة الأرحام، زيارة المرضى، القيام بالواجبات الاجتماعية مهم جداً، الصلوات الخمس في المسجد، هذا -يا أخي- يطور الذات، وحين تتطور الذات هذه الأعراض النفسوجسدية تنتهي تماماً.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً