الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعرضت لحالة هلع وتعالجت ولكن ما زلت أتوهم أعراض الهلع

السؤال

السلام عليكم

أنا بعمر 29 سنة، متزوج، ومتعلم ومواظب على الصلاة وأعمال الخير، ولا أعاني من أمراض.

تعرضت لحالة هلع يوماً من الأيام، واستمرت معي لمدة سنة، وبعدها ذهبت لطبيبة نفسية، وقامت بإعطائي دواء ( بريستيك ) لمدة شهر، حبة يوميا، و(لاكزيتونيل) نصف حبة عند النوم.

البريسيتك استمريت عليه لمدة ثلاثة أسابيع، وتوقفت لعدم قناعتي بالدواء النفسي وكثرة مشاكله، ولله الحمد قاومت تلك الحالة بنفسي، إلى أن وصلت إلى نسبة 70% ولله الحمد.

الآن عندما أذهب للأماكن التي كانت تباغتني فيها الحالة أبدأ أرتبك، وأحس بشد في أعصاب العين، وشد بأعصاب الوجه، ودوخة مستمرة أثناء حضور المناسبات والأماكن المفتوحة.

كذلك دائما عندما أسمع عن أعراض مرض معين أو أقرأ عنه أبدأ أتوهم بالأعراض، وتستمر معي مع أنها وهم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو عساف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأعراض الجسدية التي تنتابك فجأة في بعض الأماكن هي أعراض تعبر عن وضعك النفسي، هي تقلصات عضلية، وشعورك بالدوخة قطعًا جزء مما نسميه بالرهاب الاجتماعي الظرفي البسيط.

كثرة المواجهات هي علاج ممتاز، أي التعريض والتعرض، والتجنب يزيد من الخوف الاجتماعي، لذا يجب تجنبه.

أعراض انشداد عضلات الوجه والعين والدوخة هذه أنت تحسُّ بها، نعم هي موجودة لكنها بدرجة بسيطة جدًّا، بخلاف شعورك بها، أنت تشعر بها مضخمة، وتعطيك الشعور أيضًا بأنك سوف تفقد السيطرة على الموقف، هذا ليس بالصحيح (أخي)، فغيِّر تفكيرك على هذا النسق الصحيح، وهو أن الأعراض التي تأتيك هي أعراض بسيطة فسيولوجية يمكن التحكم فيها وسوف تزول قطعًا.

تمارين الاسترخاء نعتبرها علاجًا ضروريًا، فأرجو الرجوع إلى استشارة بموقعنا تحت رقم (1236015) وسوف تجد فيها – إن شاء الله تعالى –فائدة كبيرة.

العلاج الدوائي: عقار مثل إندرال بجرعة صغيرة قد يكون مفيدًا لك جدًّا، الإندرال – أو البروبرلانول – هو في الأصل دواء كابح للآثار التي تنتج من إفراز مادة الأدرينالين، والأدرينالين مادة تُفرز عند المواجهات، وحين تُفرز بكميات كبيرة تؤدي إلى توترات عضلية، وربما تسارع ضربات القلب والرعشة والخوف عند المواجهات كما ذكرنا، وكذلك في الأماكن المفتوحة والتجمّعات.

الجرعة المطلوبة في حالتك هي عشرة مليجرام صباحًا ومساءً لمدة شهر، ثم عشرة مليجرام صباحًا لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناوله، وبعض الناس يتناولونه فقط عند المناسبات.

الخوف من الأماكن المفتوحة هو نوع من رهاب الساح، ورهاب الساح يستجيب بصورة فاعلة للعلاج السلوكي الذي يقوم على الإقحام والاقتحام والمواجهة وعدم التجنب، وفي ذات الوقت دراسات كثيرة أشارت أن عقار (سيرترالين) والذي يعرف تجاريًا باسم (زولفت) ممتاز وفاعل.

أخي الكريم: أنا أود أن أقترح لك هذا الدواء، لكن أريدك أن تذهب إلى الطبيب النفسي وتناقش معه حالتك بصفة عمومية، وما ذكرته لك من إرشاد، وتناقش معه موضوع الدواء، فإن زادت قناعتك به فعليك أن تتناوله.

أخي الكريم: قطعًا موضوع الانفصال عن الزوجة يُشكل ضغطًا نفسيًا عليك، فاسأل الله تعالى التوفيق، وأن يُصلح الله تعالى بينكما، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً