الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من آثار المس والحسد؟

السؤال

السلام عليكم.

بعد معاناة طويلة قررت الاتصال بكم طلبا للمساعدة.

أنا شاب عمري 26 سنة, مشكلتي بدأت منذ 5 سنوات, عندما كنت في المهجر؛ كنت أعاني من الوسواس القهري, ومن نوبات الفزع, حسب تشخيص أحد المتخصصين.

تحسنت كثيرا بعد العلاج (دواء وجلساٌت) وبعد ذلك أصبحت لا أطيق الصلاة في المسجد, وأشعر بالاختناق مع خوف من الموت, وفشل تام في العمل, علما أني أملك أحسن محل لإصلاح السيارات في مدينتي, لكن حاليا أنا على حافة الإفلاس.

عرضت نفسي على راق, فتبين أني مصاب بمس وحسد.

أمنيتي أن أصلي في المسجد كما كنت سابقا, وفي الفترة الأخيرة بدأت أعصي الله كثيرا.

أنا محتار جدا, وأرجو أن تكونوا سبب خلاصي.

ولكم الأجر عند الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ AYOUB حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يصرف عنك كل سوء، وأن يعافيك من كل بلاء.

وبخصوص ما ورد برسالتك -أخي الكريم الفاضل- فما دمت قد تحسنت على العلاج كما ذكرت –الذي وصفه لك أحد المتخصصين– فمعنى ذلك أنك ولله الحمد والمنَّة قد تخلصت من أمر عظيم –وهو الوسواس القهري الذي كان يُزعجك– وهذا في حد ذاته يعتبر إنجازًا عظيمًا وتوفيقًا من الله تبارك وتعالى.

أما بقية الأعراض التي وردت في رسالتك, وأنك ذهبتَ إلى راقٍ وأخبرك أنك مُصاب بمسٍّ وحسد، فهذا يحتاج إلى علاج، وعلاجك حقيقة من المسِّ والحسد أسهل من علاجك من الوسواس القهري، لأن الوسواس القهري مرض نفسي شديد، ويحتاج حقيقة إلى أخصائي خبير يستطيع أن يصف لك الدواء المناسب، لأنه –ولله الحمد والمِنَّة– أصبح له علاجًا الآن متوفرًا، وإخواننا هنا في الموقع يستطيعون مساعدتك في ذلك، وأنت قد تخلصت منه –ولله الحمد والمنة– أو تحسنت إلى حدٍّ كبير.

أما فيما يتعلق بالمس والحسد فعلاجهما في الرقية الشرعية، والرقية الشرعية أمرًا ميسورًا –ولله الحمد والمنة- إذا كان هذا الراقي قد قام برقيتك, ولم تتحسن فليس معنى ذلك أن الأمر قد انتهى، وإنما لعلك تحتاج إلى جلسات متعددة متكررة، وقد لا يستطيع هذا الراقي أن يساعدك فتستطيع أن تذهب إلى غيره، لأن الرقية كالطب، قد تذهب إلى طبيب لا يُوفَّقك لتشخيص الحالة ووصف الدواء المناسب فتذهب إلى غيره فتستفيد منه، والرقية نفس الشيء.

ولذلك عليك أن تراجع هذا الأخ -بارك الله فيك- إذا لم يكن قد قام برقيتك، أو إذا كان قام برقيتك ولم تتحسن فلا مانع من تكرار الرقية مرة وثانية وثالثة وعاشرة حتى تتحسن، لأن المس والحسد علاجه أساسًا في الرقية الشرعية، كذلك العشق، كذلك العين، كذلك السحر، هذه كلها –بفضل الله تعالى– علاجها بالرقية الشرعية، والرقية الشرعية سهلة ميسورة، وتستطيع أن تساعد نفسك -بارك الله فيك- باتباع البرنامج التالي:

الأمر الأول: أن تستمع للرقية الشرعية للشيخ محمد جبريل –هذا المقرئ المصري– وهي موجودة، لو كتبت في الإنترنت (الرقية الشرعية الصوتية للشيخ محمد جبريل) ستظهر أمامك عدة مواقع، توجد رقية لمدة نصف ساعة، وهناك رقية لمدة تسع ساعات، وهذه التي أنصح بها، فاجعلها تعمل ليلاً، بمعنى أنه لا يلزم أن تكون أنت متابعًا لها، وإنما دع الجهاز يعمل في البيت حتى تطهر البيت كله، وتتطهر نفسك أيضًا بذلك، ولكن تحاول الإنصات لها حتى تستفيد من ذلك.

الأمر الثاني: أن تحاول ألا تنام إلا على طهارة، وأن تظل تقرأ الأذكار، والثناء على الله تبارك وتعالى حتى تغيب عن الوعي.

الأمر الثالث: عليك بالمحافظة على الصلوات في أوقاتها، والمحافظة على أذكار ما بعد الصلوات.

الأمر الرابع: عليك بأذكار الصباح والمساء خاصة التهليلات المائة (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير) مائة مرة صباحًا ومائة مرة مساءً، كذلك (بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم) ثلاث مرات صباحًا ومثلها مساءً، كذلك (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق) ثلاث مرات صباحًا ومثلها مساءً، إلى غير ذلك من الأذكار والأدعية التي وردت في سنة النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم-.

أخيرًا: عليك بالدعاء والإلحاح على الله تعالى أن يصرف الله عنك هذا الأمر، واعلم أن هذا ابتلاء مأجور، وأنك ستأخذ عليه أجرًا عظيمًا من الله تبارك وتعالى؛ لأن النبي أخبرنا -عليه الصلاة والسلام- بقوله: (ما يُصيب المسلم من همٍّ ولا غمٍّ ولا حزنٍ، حتى الشوكة يُشاكها، إلاَّ كفَّر الله بها من خطاياه) فأنت مأجور على ذلك، ولكننا في حاجة إلى علاج، والنبي -صلى الله عليه وسلم- قد بيَّن لنا أن الله ما خلق داءً إلا خلق له دواء.

ولذلك عليك بمواصلة الرقية الشرعية بكل ما أُوتيت من قوة حتى تخرج من هذا الأمر، خاصة وأنك متميز، وبدأت ظروفك في العمل تتأثر حتى وصلت إلى حافة الإفلاس، فأنت في حاجة أن تستعيد موقعك الطبيعي، وأن تمارس حياتك بصورة طبيعية، فعليك بالرقية الشرعية، وعليك بالدعاء والإلحاح على الله تبارك وتعالى أن يصرف الله عنك كل سوء.

نسأل الله جل جلاله أن يعافيك مما ابتليت به، وأن يجعل ذلك في موازين حسناتك، وأن يمُنَّ عليك بالشفاء التام عاجلاً غير آجل، إنه جواد كريم.
هذا وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً