السؤال
السلام عليكم
أختي الصغرى ذات العشر سنوات فيها من الطباع السيئة ما جعلها ثقيلة على غيرها، مكروهة بسبب أفعالها، فكثير ممن حولها بات يكره ما تفعل وينتقدها وينعتها بالسوء، وهذا لا يرضيني إذ هي أختي، وإذ أنها صغيرة لينة العود يمكن تغييرها وتهذيبها، ومن حقها أن نعطيها فرصة أخرى، فلا أريد أن نقتل روح الخير فيها.
يحترق قلبي إذا رأيت ابنتي خالتي تقول إحداهما للأخرى -والتي هي خطيبة أخي- تقول لها: أعانك الله عليها، والأخرى تقول: لا أعلم كيف سأتحملها، أختها الأخرى أفضل، أيقال هكذا بدل أن يحاولن إبراز الخير فيها ومساعدتها على التأدب؟ فضلا عن هذا فكثرة المقارنة بينها وبين أختي ستجعل منها سيئة، ومن أختي الثانية أسوأ إذ أن كثرة المدح قد يهدمها كما حل بابنة خالتي الصغرى.
أختي فيها من الخير الكثير، هي طيبة لا تحقد، حيوية ومرحة وكل من يراها لأول وهلة يحبها جداً، فهي بشوشة تحب الناس كثيراً، فهي من صغرها ودائما تقبل أمنا بكثرة وتقبلني أيضا بكثرة وتضمني -دلالة المحبة-، وتفعل ذلك بمن تحبهم لا تقاومهم لا بد أن تقبلهم لشدة شعورها بالمحبة لهم.
لكنها عنيدة بطبعها سيئة الخلق -للأسف-، وقحة أنانية ذات لسان طويل وجارح، تتعمد التجريح والإحراج، لا تحترم من هو أكبر منها، عزيزة نفس لا ترضى بأن يساء إليها، وبالمقابل تقبل الإساءة لغيرها وهذا ما يجعل من حولنا لا يستطيعون احتمالها.
وبسبب كثرة الانتقاد لها فهي تظن نفسها سيئة وتعمل على هذا الأساس، وكرهت نفسها، ووصل الأمر بها لأن تفتح جهازها (الآيبود) وتبحث في الإنترنت عن كيفية الانتحار، شيء سيء جدا أن تفكر طفلة بهذا الشيء، فقد عرفت أي شريان تقطع لتنتحر.
الآن وقد آذت ابنة خالتي التي في عمري تقريباً، فإني أريد الحل لها، فلا أمي تفكر في حل لها ولا هي تحاول تهذيبها، فقط تبدي انزعاجها وأحيانا تغضب منها وتصرخ عليها، لكنها لا تحاول معها كثيراً، تقول: سوف تتغير إذا كبرت، لكن هذا أراه لا يجدي نفعاً، فهي تتأسس بأخلاقها وسوف تتسبب بالمشاكل لأسرتنا إذا كبرت ولم نهذبها.
أما أبي فغضوب يستشيط غضباً غالباً، فأخاف أن نطرح عليه هذه المشكلة، ويقوم بظلم أختي، فأنا لا أقبل ظلم الأطفال، لأنه للأسف يصنع من المواضيع الصغيرة والتافهة جبالاً من الغضب، فكيف بسوء خلق أختي.
أما إخوتي فإنني أرى أنهم قد تسببوا ببعض من سوء خلقها، هما يكبرانها ببضع سنين فقط، أي في عمر المراهقة، وما أكثر ما قالوه وبسببه أفسدوها، أحدهم منذ صغره يضربها هي وأختي التي تكبرها بسنتين، دائما يضربها ويكرهها هي بالذات إما لشكلها -خلق الله لها شفتين بارزتين بشكل ملحوظ ومنذ صغرها تعاب من قبل الناس بهذا-، أو بسبب نفسه السيئة حتى معنا -نفسه كما يقولون في خشمه-، وهو وأخي الآخر كانا يقولان لها كلاماً لا ينبغي قوله للأطفال، فأذهبا منها البراءة.
هذا غير المدرسة التي انتقلت إليها عند انتقالنا من المدينة السابقة، فمنذ الانتقال وأصبحت تتشاجر هي وأختي الأخرى بالأيادي، تعلمتا من المدرسة أشياء سيئة من الغرور والإيذاء والاحتراب والنفس السيئة، لا أعرف ماذا يجب علي فعله إذا ساء خلقها؟ فإنني أحس أن هذه مسؤوليتي، أريد تقويمها قبل أن يشتد عودها على السوء.
نصحتها ذات مرة هي وأختي وضربت لهما مثالاً لشخصية إسلامية وشخصية مشركة منافقة وبالطبع اختارتا الشخصية الإسلامية، وأن تكونا معها، لكن وبعد الإصلاح الصغير، وبعد النصح الذي أديته في خلوتي معهما، ومع فهمهما ومحاولتهما إلا أن أختي ما أن نخرج من بيتنا لبيت آخر حتى تتغير أحيانا علي، وذلك بسبب ابنة خالتي التي كانت طيبة، وانقلبت سيئة، فهذه بنت الخالة الصغيرة تكره أختها التي في عمري، ولذلك فهي تسبب الفتن بين أختها وأخواتي، تذكر مساوئها، وتقول عنها أشياء كذباً وبهتاناً، وتنسب ما تفعله من سوء لأختها، ونتيجة لذلك فإن أختي تكره ابنة خالتي وتكرهني لأنني أجلس مع ابنة خالتي التي تكبرني.
وأحيانا لوحدها تتغير، لا تتحمل وترد على الجميع، حتى جدتي المريضة بالقلب منزعجة منها، جدتي لا تتحمل إزعاج الأطفال، وأختي طبيعتها حركية لا تتحمل السكون والهدوء، تحب الحركة والنشاط فتنزعج جدتي منها، ولأن جدتي لا تسمح لهم باللعب في الخارج لسبب ما، ولا تسمح لهم باللعب في الداخل، فقط تريد منهم الجلوس بلا إزعاج، شيء لا يستطيعه الأطفال، ولذلك فجدتي كثيراً ما تصرخ على أختي وعلى من يحدث الفوضى عموماً، وبالنتيجة فأختي تكرهها ولا ترد عليها اذا وبختها، وأحيانا تسخر منها بطريقة غير مباشرة، وبيتها صغير لا مجال للابتعاد عنها، وما إن تقوم أختي أو أي أحد إلا وقالت جدتي إلى أين؟ باختصار جدتي تقيدنا بشكل كبير.
هذه البيئة والأسباب تسببت بسوء خلقها، هذا غير طبع أبي الذي تطبعت به هي، فما الحل؟
أرجوكم أفيدوني بحل، أريد أن تغير ما بنفسها ليغيرها الله، أريد أن تكون معي في الجنة، أريد أن تحسن خلقها وتغير نظرة الناس السوداوية لها، أريد أن يعم الجو الحنان والهدوء وليس الشحناء والبغضاء، وأنا مستعدة لتحمل تربيتها، جزاكم الله خير الجزاء.